مبابي يستهزئ بزميله في منتخب فرنسا بعد احتفاله بفوز باريس بدوري أبطال أوروبا

مبابي يستهزئ بزميله في منتخب فرنسا بعد احتفاله بفوز باريس بدوري أبطال أوروبا

لحظة طريفة حملت في طياتها كثيرًا من التناقضات، وقعت داخل معسكر المنتخب الفرنسي، بعد أيام قليلة من نهائي دوري أبطال أوروبا التاريخي، الذي شهد تتويج باريس سان جيرمان بخماسية ساحقة على حساب إنتر ميلان.

في إحدى زوايا قاعة الاجتماعات في كليرفونتين، امتزجت الابتسامات بالخيبة، والتهاني بالسخرية، حين وجد كيليان مبابي نفسه يضحك بحرارة على رد فعل زميله ماركوس تورام، بينما يُجبر على التصفيق لعثمان ديمبيلي، نجم الفريق المنتصر.

وسط الأجواء التي سادها التقدير والاعتراف بجهود اللاعبين المتوجين، أوقف المدرب ديدييه ديشامب الاجتماع الفني وطلب من الجميع التصفيق تقديرًا لأربعة لاعبين فرنسيين توجوا بدوري الأبطال مع باريس سان جيرمان؛ ديمبيلي، باركولا، هيرنانديز، وزائير إيمري.

تشواميني – كيليان مبابي – فرنسا (المصدر:Gettyimages)

بينما انطلقت الأيادي بالتصفيق، كانت الأنظار تراقب ماركوس تورام، مهاجم إنتر ميلان الذي خسر النهائي بخماسية موجعة، وهو ينضم للوقوف والتصفيق في لحظة امتزجت فيها المجاملة بالمرارة.

كيليان مبابي.. يضحك على تورام والخيبة

لكن من سرق الأنظار لم يكن ديمبيلي، ولا حتى تورام، بل كيليان مبابي نفسه، الجالس بجوار عثمان، الذي انفجر ضاحكًا فور رؤية زميله تورام وهو يعقد حاجبيه غضبًا من الخسارة لكن بشكل طريف، كاميرات المعسكر رصدت اللحظة كاملة؛ مبابي ينظر إلى تورام ثم ينفجر ضحكًا، في سخرية لم يحاول إخفاءها، وكأن الموقف مثّل له تجسيدًا ساخرًا لمصير من اختارهم الحظ ومن خذلهم.

ضحكة مبابي لم تكن موجهة فقط إلى تورام، بل بدت وكأنها ضحكة مصحوبة بالتأمل، وربما بشيء من الحزن الداخلي، إذ أن النجم الفرنسي نفسه غادر باريس سان جيرمان إلى ريال مدريد بحثًا عن ذات الكأس، ليجد نفسه يشاهد ناديه السابق يحقق ما فشل هو في تحقيقه لسنوات.

أما ديمبيلي، نجم المشهد بلا منازع، فاستقبل التصفيق بتواضع واضح، مكتفيًا بابتسامة خجولة وهزة رأس تعبيرًا عن الامتنان، أما تورام، ورغم الطابع الإجباري للّحظة، فقد تعامل معها بروح رياضية، وشارك في التصفيق من دون تردد، بينما يحاول إخفاء انفعالاته خلف وجه جامد.

هذه المواقف، مهما بدت بسيطة، تكشف عن حجم الضغوط التي يعيشها اللاعبون في صراع المجد والفشل.

المفارقة الكبرى، أن هذا المشهد يأتي في وقت حساس بالنسبة لمبابي، إذ رغم انتقاله إلى ريال مدريد، إلا أن مركزه في التشكيلة الأساسية لفرنسا لم يعد مضمونًا، ففي ظل تألق ديمبيلي وتورام، بالإضافة إلى بروز أسماء شابة مثل مايكل أوليس، ديزاير دويه، وبرادلي باركولا، يبدو أن الخيارات أمام ديشامب تزداد تنوعًا، وربما تعقيدًا، مما يفرض على مبابي أن يثبت أحقيته مرة أخرى داخل أرض الملعب لا خارجه.

إحصائيات نجوم ريال مدريد