في مثل هذا اليوم.. هاتريك رونالدو وريال مدريد يزلزل فولفسبورج بريمونتادا تاريخية

في 12 أبريل لعام 2016، شهد ملعب “سانتياجو برنابيو” واحدة من أعظم ليالي دوري أبطال أوروبا، عندما قلب ريال مدريد تأخره أمام فولفسبورج الألماني بثنائية نظيفة في مباراة الذهاب، إلى فوز كبير بثلاثية دون رد في الإياب، وذلك بفضل هاتريك ساحر من النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ودخل ريال مدريد المباراة تحت ضغط كبير بعد الخسارة في ألمانيا بنتيجة 2-0، ولم يكن أمام كتيبة المدرب زين الدين زيدان تسجيل ثلاثة أهداف دون أن تهتز شباكهم.
ولم يحتج الفريق الملكي إلى الكثير من الوقت حتى يعلن عن نيته الحقيقية، حيث تمكن رونالدو من تسجيل هدفين في الدقيقتين 16 و17، ليُشعل المدرجات ويعيد اللقاء إلى نقطة التعادل.
وسجل كريستيانو رونالدو أول أهدافه في الدقيقة 16 من عمر المباراة، بعد متابعة مثالية لعرضية أرضية أرسلها داني كارفاخال داخل منطقة الجزاء، فحوّلها رونالدو بلمسة سريعة إلى الشباك، معلنًا بداية العودة. ولم ينتظر البرتغالي كثيرًا، فبعد دقيقة واحدة فقط، عاد كارفاخال ليصنع الفارق مجددًا، وهذه المرة أرسل كرة عرضية مثالية من الجهة اليمنى، ارتقى لها رونالدو فوق المدافعين وسددها برأسه بقوة إلى داخل المرمى، ليتعادل الريال في مجموع المباراتين 2-2 ويشعل مدرجات البرنابيو.
وجاء الهدف الثالث في الدقيقة 77 بطريقة تحمل بصمة “الدون” الكلاسيكية، حين تحصل ريال مدريد على ركلة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء، فتقدم رونالدو وسددها ببراعة من تحت الحائط البشري، خدعت الحارس وسكنت الشباك في زاوية صعبة، موقعًا على الهاتريك التاريخي الذي قاد الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وأكمل رونالدو الثلاثية وكتب اسمه مرة أخرى في سجل الأبطال، محققًا الهاتريك رقم 5 له في دوري الأبطال، ومواصلًا تحطيم الأرقام بتسجيله 16 هدفًا في تلك النسخة من البطولة، بفارق هدف واحد فقط عن رقمه القياسي السابق.
هاتريك كريستيانو رونالدو التاريخي ضد فولفسبورج
⚪️ Cristiano Ronaldo hat-trick as Real Madrid overturn 2-0 first-leg deficit against Wolfsburg to reach the Champions League semi-finals ⚽️⚽️⚽️#UCL | @realmadriden | @Cristiano pic.twitter.com/4fZh0NQfiS— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) February 5, 2021
اللافت في المباراة لم يكن فقط أهداف رونالدو، بل حضوره الطاغي من اللحظة الأولى وحتى صافرة النهاية، وكان النجم البرتغالي يلعب وكأن كل شيء يتوقف على أدائه، وكان يتحرك بين الخطوط، ويضغط، ويحفز زملاءه، وُشعل المدرجات بإيماءاته المعتادة التي تطلب الدعم والتشجيع.
اللقاء شكا درسًا في “الشخصية” و”الإرادة”، فقد أصبح ريال مدريد ثالث فريق فقط في تاريخ دوري الأبطال ينجح في العودة بعد تأخره بهدفين دون رد ذهابًا، ليكمل مهمة مستحيلة بنجاح مدو؛ أما رونالدو، فكان النجم الأوحد في تلك الليلة، حيث أظهر مرة أخرى قدرته على قيادة فريقه في اللحظات الحرجة.
لم يكتفِ بالتسجيل فقط، بل ظهر كقائد حقيقي، يطالب زملاءه بالتركيز، ويحث الجماهير على تشجيع الفريق، حتى في أدق لحظات التوتر، بل وصل به الحماس إلى أن ينال بطاقة صفراء أثناء محاولته قطع هجمة مرتدة لفولفسبورج.
في سن الـ31، أثبت كريستيانو رونالدو أنه قوة لا يُستهان بها وأكد مجددًا أنه يبقى حاضرًا في كل المحطات الكبرى، وقادر على قلب الموازين وتقديم ما يعجز عنه الآخرون، وكانت ليلة من تلك الليالي التي تصنع الأساطير، والـ12 من أبريل سيبقى دائمًا محفورًا في ذاكرة المدريديستا كواحد من أعظم أمسيات المجد الأوروبي.
مباريات اليوم