مدريد في قلب الحدث: أندية تخوض مباريات كأس العالم للأندية وسط احتجاجات عنيفة في لوس أنجلوس

مدريد في قلب الحدث: أندية تخوض مباريات كأس العالم للأندية وسط احتجاجات عنيفة في لوس أنجلوس

يكتنف الغموض موقف الفرق المتواجدة في ولاية كاليفورنيا مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم للأندية، التي تبدأ بعد أقل من أسبوع في 15 يونيو 2025.

فبينما تستعد أندية كبرى مثل أتلتيكو مدريد الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي وبوتافوجو البرازيلي لخوض مباريات دور المجموعات على ملعب “روز بول” في حي باسادينا، تتصاعد في الوقت نفسه وتيرة الاحتجاجات وأحداث الشغب العنيفة في مدينة لوس أنجلوس القريبة.

المسافة بين الاحتاجاجات في مدينة لوس أنجلوس وحي باسادينا لا تتجاوز 18 كيلومترًا، أو حوالي 16 دقيقة بالسيارة، ما يجعل الأجواء المحيطة بالمباريات في غاية الحساسية.

ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن تحولت إلى موجة من أعمال الشغب والتخريب، دفعت السلطات إلى نشر أكثر من 20 ألف جندي من الحرس الوطني لمحاولة احتواء الموقف.

View this post on Instagram A post shared by 365Scoresarabic (@365scoresarabic)

السلطات المختصة تواجه تحديًا كبيرًا في ضمان سلامة اللاعبين والجماهير وتنظيم حركة المرور، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن تتأثر فعاليات كأس العالم للأندية الكبرى بأحداث الشغب المتواصلة. مع اقتراب صافرة البداية، يظل المشهد مفتوحًا على كل الاحتمالات في ولاية كاليفورنيا التي تبدو كأنها ساحة معركة بين الرياضة والواقع الاجتماعي المضطرب.

في ظل هذه الظروف غير المسبوقة، يطرح السؤال: كيف سيؤثر هذا التوتر الأمني على سير البطولة التي تضم أندية عالمية تحظى بمتابعة جماهيرية ضخمة؟ هل سيتمكن المشجعون من دخول الملاعب بأمان؟ وهل ستتمكن الفرق من التركيز على أداء مبارياتها وسط أجواء من القلق وعدم الاستقرار؟

8 فرق تترقب المظاهرات في كاليفورنيا

تستضيف ولاية كاليفورنيا، مباريات ثماني فرق وتحديدًا في ملعب “روز بول” (Rose Bowl) في حي باسادينا، إذ تقام مباريات مهمة ضمن دور المجموعات لبطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث يلتقي كبار الأندية من مختلف القارات في منافسات قوية وحماسية.

في المجموعة الثانية، تقام 3 مباريات في ملعب “روز بول”، الأولى هي مباراة مباراة باريس سان جيرمان أمام أتلتيكو مدريد في 15 يونيو، يليها مباراة باريس سان جيرمان وبوتافوجو في 19 يونيو، ثم أتلتيكو مدريد وبوتافوجو.

3 مباريات في ملعب “روز بول” من المجموعة الثانية

أما في المجموعة الخامسة، فتتنافس أندية مثل ريفر بليت الأرجنتيني، أوراوا ريد دايموندز الياباني، مونتيري المكسيكي، وإنتر ميلان الإيطالي. وسيُقام على نفس الملعب لقاء إنتر ميلان مع مونتيري في 17 يونيو، ومباراة إنتر ميلان أمام أوراوا في 21 يونيو، إضافة إلى مواجهة ريفر بليت مع مونتيري وأوراوا مع مونتيري في 21 و25 يونيو على التوالي.

3 مباريات في ملعب “روز بول” من المجموعة الخامسة

أحداث الشغب في لوس أنجلوس

انطلقت المظاهرات في لوس أنجلوس كرد فعل احتجاجي على حملات الهجرة المكثفة التي نفذتها السلطات الفيدرالية، والتي استهدفت بشكل خاص مجتمعات المهاجرين في المدينة. ما بدأ كمظاهرات سلمية سرعان ما تحول إلى اشتباكات عنيفة مع الشرطة، من رشق الحجارة إلى إشعال الحرائق، قبل أن تشمل أعمال تخريب واسعة طالت الممتلكات العامة والخاصة، بالإضافة إلى إغلاق طرق رئيسية مثل الطريق السريع 101، مما أثار حالة من الفوضى في المدينة.

ردًا على هذا التصعيد، قرر الرئيس الأمريكي نشر أكثر من 2000 جندي من الحرس الوطني في المناطق المتضررة، وهو تحرك أمني غير مسبوق منذ عقود، يعكس حجم التحدي الكبير الذي تواجهه ولاية كاليفورنيا.

بدأت الاحتجاجات في هذه المدينة التي يسكنها أغلبية لاتينية، وتحولت بسرعة إلى مواجهات عنيفة تضمنت رشق الحجارة وقنابل المولوتوف، فيما ردت السلطات باستخدام رذاذ الفلفل والرصاص المطاطي وقنابل الدخان لمحاولة تفريق المتظاهرين.

ومع ذلك، أكدت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن شائعات مداهمة متجر هوم ديبوت كانت مغلوطة، حيث نفى مسؤولون وجود أي عمليات اعتقال في هذا المتجر.

تطورت أحداث الشغب في باراماونت إلى إحراق مركبات ونهب متاجر، ما أدى إلى انتشار أعمال العنف في مناطق أخرى من لوس أنجلوس، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استدعاء الحرس الوطني إلى كاليفورنيا، في خطوة استثنائية لم يشهدها الولاية منذ سنوات.

خلال اليوم الثالث من الاحتجاجات، انتشر جنود الحرس الوطني المسلحون في مناطق تجارية، وأغلقوا الطرق مستخدمين سيارات الهامفي، واشتبكوا مع المتظاهرين الذين رفعوا أعلامًا ولافتات، وأطلقوا الشتائم ضد إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية.

وفيما كانت وزارة الأمن الداخلي تستخدم أحد المكاتب في المنطقة كمركز عمليات، تعرضت المنطقة نفسها للاقتحام من قبل مثيري الشغب.

خلال الأسبوع نفسه، اعتقلت السلطات في لوس أنجلوس 118 مهاجراً غير نظامي، من بينهم خمسة يُشتبه في انتمائهم إلى عصابات، وبعضهم يحمل سوابق جنائية تشمل الاتجار بالمخدرات والاعتداءات.

تأثير الاضطرابات على بطولة كأس العالم للأندية

في ظل هذه الأجواء المضطربة، تسعى الفيفا والسلطات الأمريكية إلى توفير بيئة آمنة لضمان انسيابية مباريات البطولة، لكن القلق لا يزال حاضرًا بشأن تأثير الاحتجاجات القريبة على حركة الجماهير والفرق المشاركة.

المسافة القصيرة التي تفصل بين مواقع الاحتجاجات في لوس أنجلوس وحي باسادينا الذي يحتضن مباريات Rose Bowl، تضيف تحديات أمنية كبيرة، وتستلزم تعزيزًا أمنيًا مشددًا واستعدادًا دائمًا للتعامل مع أي تطورات مفاجئة قد تعكر صفو المنافسات.

هذه الظروف تثير تساؤلات حول مدى قدرة كاليفورنيا على استضافة حدث رياضي بهذا الحجم وسط اضطرابات قد تعرقل حركة الجماهير، وتؤثر على خطط النقل، وربما حتى معنويات اللاعبين أنفسهم.

وفي الوقت نفسه، تظل العين على التطورات في لوس أنجلوس وباقي الولايات، حيث قد تؤدي الاحتجاجات والتوترات المتزايدة إلى تغييرات مفاجئة في جدول المباريات أو إجراءات أمنية مشددة قد تغير من تجربة الجماهير والفرق.

مباريات اليوم