بدافع من الخوف من الهزيمة.. اتهام فريق كونغولي بممارسة السحر بعد إصابة 11 لاعبًا من الفريق المنافس!

في إحدى زوايا التاريخ المنسي، وبين أوراق صحيفة بالكاد تقاوم الزمن، اختبأت مأساة فريق كونغولي تفوق في غرابتها وخطورة أبعادها كل ما يمكن أن يتصوره عقل رياضي يقصها عليكم موقع 365Scores.
لم يكن ما حدث في أكتوبر من عام 1998 مجرد حادث عرضي في مباراة كرة قدم، بل كان لحظة صاعقة، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وذلك حين اٌتهم فريق كونغولي بالشعوذة.
في مقاطعة كاساي الشرقية بجمهورية الكونغو الديمقراطية، كان فريق بينا تشادي المحلي يستضيف نظيره باسانجا في مباراة بدت عادية جدًا حتى لحظاتها الأخيرة.
النتيجة تشير إلى التعادل 1-1، الأجواء مشحونة بالتنافس، والجمهور المتواضع يتابع بشغف.. وفجأة، ودون سابق إنذار، اخترقت صاعقة برق السماء وهوت على أرض الملعب كأنها غضب إلهي.
حين ابتلع البرق فريق كونغولي.. كرة القدم تحت صدمة الموت
في لحظة واحدة، توقف الزمن، 11 لاعبًا من فريق بينا تشادي سقطوا أرضًا، بلا حراك، تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عامًا، وكلهم فقدوا حياتهم فورًا.
الصدمة لم تقف هنا، فقد أصيب نحو 30 شخصًا آخرين بحروق متفاوتة، بعضهم من الجماهير، وبعضهم من طاقم الفريق.
لكن الأغرب، والذي حوّل الحادث من فاجعة طبيعية إلى لغز محيّر، هو أن لاعبي الفريق المنافس باسانجا، خرجوا من الحادثة سالمين تمامًا، دون إصابة واحدة.
هنا بدأ سيل من الأسئلة والتكهنات، وارتفعت أصوات تتهم باستخدام “السحر الأسود”؛ تلك الممارسات التي ترتبط في الثقافة الشعبية في عدد من دول وسط وغرب أفريقيا بعالم كرة القدم، حيث يُستعان بـ”المعزّمين” لإلقاء اللعنات أو استجلاب الحظ.
1. Tragic Lightning Incident:
In 1998, a whole football team of Bena Tshadi from Basanga died because of lightning. pic.twitter.com/txJwqW0XlD— Mankind (@tweetmankind) December 13, 2023
صحيفة “لافينير” اليومية في كينشاسا نشرت الخبر تحت عنوان صادم، وتحدثت عن حالة من الذهول والانقسام في أوساط الجماهير المحلية، التي تتوزع بين الإيمان بالخوارق والسحر، وبين من يصر على أن ما جرى هو حادث طبيعي في منطقة تشهد نشاطًا كهربائيًا كثيفًا في موسم الأمطار.
لكن للأسف، لم تجد تلك المأساة سبيلها للتحقيق الرسمي أو التوثيق المفصل، فمعظم مناطق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقتها، كانت غارقة في حرب أهلية مريرة التهمت البنية التحتية والإعلام وكل ما يمكن أن يثبت أو ينفي.
بقيت القصة حبيسة الصحف، لا شهود ولا تسجيلات ولا توثيق رسمي، وكل ما تبقّى هو رواية شفهية عن يوم مات فيه فريق بأكمله بضربة برق واحدة.
الغريب أن تلك الحادثة لم تكن الوحيدة من نوعها في أفريقيا خلال تلك الأيام. ففي جنوب أفريقيا، وتحديدًا قبل أيام من الكارثة الكونغولية، أُلغيت مباراة في الدوري الممتاز بين فريقي موروكو سوالوز وجومو كوزموس بعد أن سقط سبعة لاعبين والحكم على الأرض إثر صاعقة أخرى.
تم نقل اثنين من اللاعبين إلى المستشفى، لكن مدرب الفريق المنافس لم يتردد في الإشارة إلى أن بعض السقوط قد يكون “تمثيليًا”، خاصة وأن سوالوز كانوا خاسرين بهدفين مع تبقي 12 دقيقة فقط.
هكذا، وسط خليط من الغموض، والموت المفاجئ، والأساطير الشعبية، تحوّلت مباراة كرة قدم بين فريق كونغولي ونظيره، بسيطة إلى قصة مأساوية تُروى على استحياء.
لحظة تجسّدت فيها هشاشة الحياة داخل مستطيل يُفترض أنه ميدان الأحلام، لا مقبرة للأمل.