أول حادثة غش في التاريخ.. ملاكم يوناني يدفع رشى لخصومه في زمن أفلاطون

أول حادثة غش في التاريخ.. ملاكم يوناني يدفع رشى لخصومه في زمن أفلاطون

لم تكن الرياضة يومًا بعيدة عن أحكام الأخلاق أو عابرة لحدود الفلسفة، بل كانت مرآة المجتمع وضميره، في زمن أفلاطون، حيث كانت أثينا تغلي بالحوار الفلسفي، وكانت إسبرطة تبني مجدها على الانضباط والصرامة، وُلدت أيضًا أولى القصص السوداء في تاريخ الألعاب الأولمبية — قصة ملاكم يوناني بدأ الغش، والرشوة، والانحدار، يقصّها عليكم موقع 365Scores.

عام 388 قبل الميلاد، في دورة الألعاب الأولمبية الثامنة والتسعين، وقف يوبولوس الثيسالي في حلبة الملاكمة، يرفع قبضته أمام الجماهير التي تجمّعت من مختلف مدن الإغريق، بدا جسده مستعدًا للمعركة، ولكن روحه، كما اتضح لاحقًا، لم تكن تحمل شرف الرياضي الحقيقي.

فقد كشف تحقيق لاحق أجراه منظمو الألعاب أن يوبولوس لم يربح نصره بقوته، بل بأمواله، قام برشوة خصومه الثلاثة، واحدًا تلو الآخر، ليضمن فوزه ويصعد منصة التتويج بلا جهد يُذكر.

قفاز ملاكمة – ملاكم يوناني
(المصدر: getty images)

لم يكن هذا الانحراف فقط صدمة رياضية، بل كان خيانة للفلسفة التي قامت عليها الرياضة اليونانية القديمة؛ المنافسة النزيهة، والتمجيد الجسدي المقرون بالتفوق الأخلاقي.

حين اشترى ملاكم يوناني النصر في عصر أفلاطون

لكن الألعاب الأولمبية لم تكن لتسامح، فقد فرض القائمون على المهرجان غرامة فورية على الملاكم الغاش، وعلى خصومه الثلاثة، الذين وافقوا على بيع كرامتهم الرياضية.

ولأن العقوبة في بلاد الإغريق لم تكن فقط مادية بل رمزية أيضًا، صُرف جزء من تلك الغرامة لنحت ستة تماثيل برونزية ضخمة وُضعت عند مدخل الملعب في أولمبيا.

أربعة من هذه التماثيل كانت تحمل نقوشًا لاذعة تُدين الرجال الأربعة وتقدمهم كمثال وعبرة للأجيال القادمة، لم تُذكر أسماؤهم مباشرة، لكن كل من كان يعبر من هناك كان يقرأ العبارة التي لا تزال حية في ضمير الرياضة حتى يومنا هذا: “من يشتري النصر، يخسر روحه”.

قضية ملاكم يوناني قديمة لم تكن استثناءً، بل كانت صوتًا خافتًا في جدل أوسع حول معنى الشرف في الرياضة.

ربما تغيرت الرياضات وتطورت قوانينها، وربما أصبحت كاميرات الفيديو والفار تحاصر اللاعبين من كل زاوية، لكن روح الغش بقيت تتسلل إلى ميادين الرياضة بأشكال مختلفة، من المنشطات، إلى التلاعب في النتائج، وصولًا إلى التعاقدات المشبوهة.