الصين تدخل سباق القاذفات الثقيلة .. H-6 في مواجهة الهيمنة الأمريكية

تبرز القاذفات الاستراتيجية الصينية من طراز H-6K ونسختها الأحدث H-6N كأدوات رئيسية في يد بكين لتعزيز قدراتها الردعية والقتالية بعيدة المدى.
ورغم أنها تعتمد على تصميم سوفيتي قديم، فإن التعديلات الصينية حولتها إلى منصات هجومية متطورة تمثل جزءًا محوريًا في طموحات الجيش الصيني لمضاهاة الترسانة الجوية الأمريكية.إعلان
ما هي القاذفات الصينية التي شوهدت مؤخراً في منطقة بحر الصين الجنوبي؟
القاذفة H-6K هي نسخة مطورة من القاذفة H-6 الأصلية، التي كانت مبنية على القاذفة السوفيتية Tupolev Tu-16 في خمسينيات القرن الماضي، وتم إدخال H-6K الخدمة في سلاح الجو الصيني عام 2009، بعد سلسلة من التحديثات التي شملت المحركات، وأنظمة الملاحة، والتسليح.
أما H-6N، فهي نسخة أحدث ظهرت علنًا في عام 2019، وتعد أول قاذفة صينية قادرة على تنفيذ ضربات نووية تقليدية وبحرية من الجو، إذ تم تصميمها لحمل صواريخ باليستية تطلق من الجو (مثل الصاروخ CH-AS-X-13) وحتى الصواريخ فرط الصوتية.
المواصفات الفنية الأساسية
H-6K:

المدى: أكثر من 3000 كم دون التزود بالوقود.
الحمولة: حتى 12 طناً من الذخائر.
التسليح: صواريخ كروز (مثل CJ-10)، قنابل موجهة.
المحركات: نوع D-30KP-2 روسي الصنع.
السرعة القصوى: 1050 كم/ساعة.
H-6N:


المدى: يتجاوز 4000 كم مع قدرات التزود بالوقود جواً.
القدرات الجديدة: خاصية حمل صواريخ باليستية تطلق من الجو، ومنصة لحمل الطائرات بدون طيار أو مركبات انزلاقية فرط صوتية.
التحسينات: إزالة الباب الخلفي للذيل لصالح فتحة خاصة لحمل صواريخ أكبر حجماً.
المميزات الرئيسية
تكلفة أقل مقارنة بالقاذفات الأمريكية مثل B-52 أو B-2، ما يسمح بإنتاجها بكميات أكبر.
مرونة التسليح: خاصة مع H-6N التي تستطيع حمل صواريخ بحر-بر بعيدة المدى.
إمكانية التزود بالوقود جواً في H-6N، مما يوسع نطاق المهام.
قدرات الردع النووي: H-6N تؤسس لثالوث نووي جوي لأول مرة في الصين.
العيوب والقيود
تصميم قديم: رغم التحديثات، يبقى التصميم الأساسي من خمسينيات القرن الماضي، مما يجعله أقل قدرة على المناورة والبقاء في الأجواء المعادية مقارنة بالقاذفات الشبحية الأمريكية.
السرعة والدفاعات: لا تمتلك القاذفات H-6 القدرة على التخفي أو السرعة الفائقة، ما يجعلها عرضة للاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي المتطورة مثل “باتريوت” و”ثاد”.
اعتماد جزئي على تقنيات أجنبية: مثل المحركات الروسية، ما يطرح تساؤلات حول مدى الاكتفاء الذاتي للصين في هذا المجال.
ماذا تستطيع الصين أن تفعل بهذه القاذفات؟
ضربات بعيدة المدى: خاصة ضد قواعد أمريكية في المحيط الهادئ مثل “غوام” أو “أوكيناوا”.
فرض سيطرة جوية في بحر الصين الجنوبي: عبر استعراض القوة في مناطق النزاع.
حمل رؤوس نووية أو تقليدية رادعة: ضمن استراتيجية الردع النووي المتنامية لبكين.
حرب هجينة: عبر إطلاق طائرات مسيّرة انتحارية من الجو.
هل تنافس القاذفات الصينية الترسانة الجوية الأمريكية؟
رغم التطويرات الملحوظة، لا تزال القاذفات الصينية مثل H-6K وH-6N أقل تطورًا مقارنة بالقاذفات الأمريكية مثل B-2 Spirit الشبحية أو B-21 Raider التي دخلت الخدمة حديثًا. فالقاذفات الأمريكية تتمتع بقدرة تخفٍ عالية، وسرعة أكبر، ومدى أطول، وقدرات هجومية إلكترونية متقدمة.


ومع ذلك، فإن ما يثير القلق لدى الغرب هو الكمية المتزايدة من هذه القاذفات، إلى جانب تطورها المستمر، وقدرة الصين على استخدام الصواريخ فرط الصوتية من الجو، وهو ما يمثل تحدياً جديداً لصواريخ الدفاع الجوي الأمريكية.
بكين تبحث عن موطئ قدم في صناعة القاذفات
تُعد H-6K وH-6N بمثابة إعلان نوايا من الصين حول طموحاتها العسكرية العابرة للحدود. وبينما تبقى الولايات المتحدة متفوقة تقنياً، فإن بكين تعتمد على التحديث الكمي والتكتيكي لفرض معادلة ردع جديدة، خاصة في محيطها الآسيوي.
ومع استمرار تطور هذه القاذفات، يبدو أن الحرب الباردة الجوية بين العملاقين قد بدأت بالفعل، ولكن هذه المرة بملامح آسيوية.
إقرأ أيضاً: الصين تطور قاعدة جيالاشي الجوية للسيطرة على طريق “ثُلث تجارة العالم”