أكثر من 6500 من المعلمين الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى لدى حماس حتى لو أدى ذلك لإنهاء الحرب

ذكر تقرير إخباري أن أكثر من ستة آلاف أكاديمي ومسؤول تربوي وقعوا على التماسات تطالب بإعادة الأسرى من غزة، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب فورا.
وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، وقع أيضا نحو 1500 جندي سابق في سلاح المدرعات على التماس بهذا المعنى.
وكان أكثر من 1600 من قدامى المحاربين الإسرائيليين في ألوية المظليين والمشاة قد وقعوا على رسالة تطالب بعودة جميع الرهائن، حتى وإن كان ذلك على حساب وقف الحرب الجارية في غزة.
وتنضم هذه الرسالة إلى قائمة من الرسائل المماثلة قدمها أطباء وأعضاء سابقين في وحدة 8200 ومسؤولين سابقين في الموساد وأفراد في سلاح الجو الإسرائيلي.
وجاء في الرسالة: “نحن، الجنود والقادة في ألوية المظليين والمشاة، الذين تحمل رايتنا عبارة ‘لن نترك أي جندي خلفنا’، نطالب بعودة الأسرى، حتى وإن كان ذلك يعني وقف الأعمال القتالية. وهذه دعوة لإنقاذ الأرواح.”
يشار إلى أن مئات الأطباء قد طالبوا في رسالة إلى نتنياهو: “أوقفوا الحرب وأعيدوا جميع الرهائن إلى ديارهم”.
كان الجيش الإسرائيلي قد ذكر يوم الجمعة الماضي أنه سيطرد جنود احتياط في سلاح الجو وقعوا على رسالة تدين الحرب في غزة وتتهمه بخدمة مصالح سياسية فقط وعدم إعادة الرهائن إلى ديارهم.
الحرب تأكل جيش الاحتلال.. نقص حاد في الجنود وتحذيرات من الانهيار
في جبهة باتت صعبة على جيش الاحتلال، تقف إسرائيل اليوم أمام حرب ليست في الميدان فقط، بل داخل صفوف جيشها نفسه، فبينما تُقرع طبول الحرب على غزة، تعصف أزمة صامتة بجنود الاحتياط والضباط، وتتمدد كالصدع في جدار المؤسسة العسكرية، فلم تعد المشكلة في طبيعة المهام أو تحديات المعركة، بل في عدد الذين ما زالوا يقاتلون، وفي قدرتهم النفسية والجسدية على الاستمرار.
جنودٌ يئنّون من الإرهاق، وضباط يبحثون عن متطوعين في مجموعات فيسبوك وواتساب، إذ اصبح الأمر لا يتعلّق بمجرد نقص عددي عابر، بل بانهيار تدريجي في الروح القتالية والنظام والانضباط، كما ترسمه شهادات ميدانية صادمة نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت”، على لسان كبار ضباطه وجنود احتياطه الذين أنهكهم الاستنزاف في الحرب على غزة، فلم تعد المسألة تتعلق بتمرد طيارين أو رسائل احتجاج، بل أزمة متفاقمة تضع مستقبل إسرائيل في خطر كبير.
نقص حاد وتجنيد من وسائل التواصل
أطلق رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، تحذيرًا صارخًا، نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها “واي نت”، مفاده أن الطموحات السياسية للحكومة الإسرائيلية تقف على أرضية رخوة، لا يمكن أن تصمد في ظل النقص الحاد في القوى العاملة القتالية، واعتماد الحكومة المطلق على قدرات الجيش فقط دون حلول سياسية موازية.
هذا التحذير تزامن مع تزايد استياء جنود الاحتياط الذين استنفدوا طاقتهم تمامًا، في حين لا يزال آلاف الإسرائيليين معفيين من الخدمة العسكرية، لا يتحملون عبء ما وصفه الجنود بأنه “حرب بلا أفق”.
يتحدث تومر وينر (33 عامًا)، ضابط في وحدة تكنولوجيا المعلومات، عن واقع “مفكك”، فيقول: “نحن لا نصل إلى نسب الحضور التي اعتدنا عليها، نبحث باستمرار عن مجندين على فيسبوك وتيليجرام وواتساب”.
ويضيف لـ”يديعوت أحرونوت”: “الجنود لم يعودوا وحدات منظمة ومدرّبة كما في الماضي، بل مجرد أفراد يحاولون التطوع وإتمام المهمة كيفما اتفق، هذا الواقع يُترجم إلى ضعف في الأداء الميداني، وأضرار مباشرة على أمن الدولة”.
جنود منهكون ومهام بلا هدف
يشير وينر إلى أن الجيش يُنهك جنود الاحتياط، الذين يصلون إلى مواقعهم منهكين وغير قادرين على أداء مهامهم، الشعور السائد بينهم هو الغبن، بل والأسوأ، الإهمال المتعمّد لأمن الدولة، على حد قوله.
ومن جهته، أكمل الجندي الإسرائيلي إيدو كيرين (22 عامًا) أنه خدم أكثر من 400 يوم خدمة في موقع سري، ويخدم حاليًا ضمن أوامر طوارئ مفتوحة بلا تاريخ انتهاء، ويتساءل: “كيف لم يتمكن الجيش حتى الآن من إيجاد بديل لي؟ هذا يعني ببساطة أن الجيش يعتمد علينا بشكل مُرهق ومُنهك، وهذا يؤدي إلى تآكل الجاهزية وتراجع القدرة”.
ويقول “بن حمو” (31 عامًا)، مقاتل في لواء “يفتاح”، “لا أحد يتوقع في سن الثلاثين أن يخدم مئات الأيام سنويًا، الفشل في إدارة القتال هو ما يقود إلى هذا النقص في القوى البشرية”، مشيرًا إلى أن الوضع في غزة بلا وضوح، وباتت المهام تتكرر دون رؤية: “دخلتُ جباليا خمس مرات، ومع كل مرة يتلاشى دافع التطوع شيئًا فشيئًا”.
أما الجندي يوفال (29 عامًا)، فيقول “إن الاستنزاف يتزايد، فمع قلة الجنود، تتقلص فترات الراحة، ويصبح الجنود أكثر إرهاقًا وأقل يقظة، ما يضعف كفاءة العمليات”.
صرخات في الكنيست
وسط هذا النقص، دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي، يولي إدلشتاين، إلى سن قانون تجنيد “فعال وصحيح”، مؤكدًا أن “الجيش بحاجة إلى المزيد من الجنود لمواجهة جميع أعداء إسرائيل”، وقال “إن تجنيد الحريديم ليس كراهيةً لهم، بل حبٌ للوطن”.
أما أفيجدور ليبرمان، رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، فهاجم الحكومة قائلاً: “رئيس الأركان يحذر من نقص الجنود، بينما الحكومة تروّج لقانون التهرب من الخدمة”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أنه رغم التحذيرات، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متمسكة بعدم الدفع بأي مسار سياسي موازٍ، لا في غزة ولا في جبهات أخرى، وأنه منذ شهر، ينفذ الجيش خطة “أورانيم الصغيرة”، التي تهدف إلى السيطرة على مناطق محدودة في قطاع غزة، لتوسيع المنطقة العازلة فحسب.
اللافت أن أهداف الحرب التي كانت تشمل “القضاء على حماس” تبدو بعيدة المنال، وجيش الاحتلال يضغط حاليًا فقط لصفقة محتملة للإفراج عن عدد محدود من المحتجزين ربما في المستقبل القريب.
عزلة الإسرائيليين عن الواقع
يشير تقرير “يديعوت أحرونوت” إلى سياسة إعلامية غامضة يتبناها الجيش، تمنع ربط المراسلين بالقوات في غزة، وتُقنن الإحاطات الإعلامية، ما يزيد من عزلة الجنود في الميدان.