الغارديان: يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة

تُعد الملفات التي يتعامل معها الرئيس الأمريكي اليوم، من رسوم جمركية وما نتج عنها من خلافات دولية مع الولايات المتحدة، إضافة إلى المحادثات الأمريكية الإيرانية والتدخلات الخارجية للولايات المتحدة، حديث الصحف العالمية. وفي جولة عرض الصحف الاثنين، نستعرض أبرز هذه المقالات.
نستهل جولتنا، بمقال في صحيفة الغارديان البريطانية، للكاتبة نسرين مالك بعنوان “يجب علينا تخيُّل العالم ما بعد الولايات المتحدة، رغم صعوبته”.
وتبني الكاتبة مقالها على فكرة “الازدواجية في كيفية النظر إلى الولايات المتحدة؛ كدولة تنتهك القانون الدولي عمداً، وكدولة وحيدة قادرة على الحفاظ على القانون والنظام”.
وتقول الكاتبة إن “هذا التعارض لا يزال قائماً، ويزداد إزعاجاً مع اقترابنا من اليوم المئة من ولاية دونالد ترامب الثانية”، مؤكدة أن “هذه الازدواجية، المتوترة دائماً، لم تعد قابلة للاستمرار”.
وتُبرز الكاتبة نوعاً من التوقعات المتناقضة من الولايات المتحدة؛ حيث يُطلب منها التدخل دولياً، بينما تُنتقد في الوقت نفسه لعدم التزامها بالمعايير الأخلاقية في بعض الحالات.
عائلات الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة وأنصارهم يحتجون للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة خارج منزل وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر في القدس، إسرائيل، في 13 أبريل/نيسان 2025.
وأوضحت أن المؤسسات الأمريكية التقليدية، مثل الجامعات والشركات القانونية ووسائل الإعلام، بدأت في التراجع عن انتقاد السلطة الأمريكية وتقبل تصرفات الرئيس الحالي.
وترى مالك أن النقاشات الآن تركز على كيفية تحول الدول الأوروبية وبقية العالم بعيداً عن التأثير الأمريكي، خصوصاً في مجالات مثل المساعدات التنموية والمساعدات العسكرية، مستدركة حديثها بأن هذه النقاشات تبدو وكأنها محاولات لفهم واقع جديد يصعب تقبله، بدلاً من أن تُشكّل محاولات عملية للتحرك بعيداً عن هيمنة الولايات المتحدة.
وتشير إلى التحدي الذي يواجه الدول في تصوُّر العالم ما بعد الولايات المتحدة، نظراً لكونها هي من صاغ النظام العالمي الذي نعيش فيه اليوم، بقولها “عندما تصبح الولايات المتحدة طرفاً فاعلاً متقلباً، يبدأ هيكل النظام المالي العالمي بالتذبذب”.
وتعتقد أن “هناك تخوفاً من قبول فكرة العالم ما بعد الولايات المتحدة”، موضحة أن “عالماً لا توجد فيه سلطةٌ نهائيةٌ على الإطلاق أكثر رعباً من عالمٍ توجد فيه سلطةٌ معيبةٌ للغاية”، مما يثير القلق حول حدوث فوضى عالمية أو غياب للسلطة المركزية.
وتدعو الكاتبة في ختام مقالها إلى التفكير في بناء نظام عالمي جديد يشارك فيه الجميع، حيث يكون لكل دولة دور ومسؤولية في النظام الدولي الجديد. (بي بي سي)