“غموض ومفاجآت” بملف حرب غزة.. “حماس” تتجه إلى رفض المقترح الإسرائيلي الجديد وتضع شروطها ومصر تتحدث عن “تقدم إيجابي” ونتنياهو ينتظر “الفرصة الذهبية”.. تفاصيل العرض الجديد ونقاط الخلاف

غزة – خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:

يبدو أن حركة “حماس” تتجه فعليًا لرفض المقترح الإسرائيلي الجديد، الذي تسلمته مؤخرًا من الوسيط المصري ويتعلق بوقف مؤقت إطلاق نار في قطاع غزة، مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين.
رفض “حماس” للمقترح الجديد جاء بعد تلميحات العديد من قيادة الحركة ومواقعها الإعلامية الخاصة، بأنه “لا يُلبي شروط المقاومة الرئيسية التي وضعت على الطاولة”، وتسليم الرد النهائي للوسيط المصري، سيكون خلال ساعات القليلة المقبلة.
موقف “حماس” من العرض الجديد والذي يتوقع الجميع أن يكون سلبيًا نظرا لافتقاره لأهم الشروط وهي إيقاف الحرب على قطاع غزة بشكل كامل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المحاور، قد يعطي دافعًا جديدًا لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للاستمرار بحربه الدامية، وإظهار للعالم بانه من يقدم المبادرات و”حماس” هي من ترفضها.
ويرى مراقبون، أن إطالة عمر الحرب في قطاع غزة، فرصة ذهبية لنتنياهو الذي يحاول التهرب من المحاكم والقضايا التي تلاحقه في كل مكان، ومحاولة إبقاء حكومته المترنحة صامدة في وجه العواصف التي تواجهها، وقد تكون الدماء الفلسطينية هي وقودها الرئيسي.
حركة “حماس”، أكدت في بيان صحفي صدر عنها أمس الإثنين، أنّ قيادة الحركة تدرس، بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الوسطاء، وقالت إنها ستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجدّدت الحركة تأكيدها على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
هذا وغادر وفد “حماس” القاهرة، الاثنين، عائداً إلى العاصمة القطرية الدوحة بعد جولة من المفاوضات مع الوسطاء تركزت حول الرد الإسرائيلي الأخير على مقترح مصري لوقف اطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن وفد “حماس” وعد بدراسة الرد الإسرائيلي وتقديم رد عليه في غضون أيام، وكشفت المصادر أن الورقة الإسرائيلية تضمنت العديد من النقاط، منها المطالبة بإطلاق سراح 11 محتجزاً إسرائيلياً مقابل اطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وفق مفاتيح المرحلة السابقة، ووقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً يجري خلالها التفاوض على المرحلة الثانية التي تشمل مطلباً إسرائيلياً بتجريد قطاع غزة من السلاح، وإبعاد حركة “حماس” والسلطة الفلسطينية عن الحكم.
ويستخدم مصطلح “المفاتيح” في المفاوضات بين “حماس” وإسرائيل للإشارة إلى المعايير التي تحدد عدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه من غزة.
وتضمنت الشروط الإسرائيلية بقاء الجيش الإسرائيلي في مواقع جديدة أعاد احتلالها مؤخراً في القطاع الفلسطيني، بما يخالف الاتفاق السابق الذي جرى التوصل اليه في السابع عشر من يناير، وينص على انسحاب إسرائيلي من محوري “نتساريم” و”فيلادلفيا” وغيرهما، وفق ما نشره موقع “الشرق”.
وقالت المصادر إن مصر نقلت إلى وفد “حماس” تأكيدات أميركية بأن المفاوضات ستكون جدية لجهة وقف الحرب، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدي استعداداً للإعلان عن ذلك بنفسه لإظهار جدية المسعى الأميركي لوقف الحرب في غزة.
وأضافت أن مصر أبلغت “حماس” أن العرض الأميركي يخلق فرصة مهمة للعمل على وقف الحرب، وقدمت مصر في اللقاء أفكاراً بشأن تنظيم السلاح في قطاع غزة لتسهيل مهمة التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية يوقف الحرب.
وقالت المصادر إن رد حركة “حماس” على المقترح الجديد يرتبط بمستوى الضمانات التي يمكن للوسطاء تقديمها بشأن وقف الحرب.
وكان وفد “حماس”، برئاسة الدكتور خليل الحية، وصل إلى القاهرة، السبت، وأجرى سلسلة لقاءات تفاوضية مع الوسيطين المصري والقطري حول الرد الإسرائيلي على مقترح مصري.
وتضمن المقترح المصري المذكور إطلاق سراح 8 محتجزين إسرائيليين مقابل 70 يوماً من وقف النار يجري خلالها التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق يناير، وانسحاب إسرائيلي إلى المواقع التي تواجد فيها قبل استئنافه الحرب في الثامن عشر من مارس، وإدخال المواد الغذائية وفق ما اتفق عليه في المرحلة السابقة.
لكن إسرائيل ردت على المقترح المصري بمقترح آخر، قالت المصادر إن الإسرائيليين يحاولون فيه البناء على ما يعتبرونه إنجازات عسكرية حققتها في الحرب الجارية على القطاع الفلسطيني، وجرى خلالها السيطرة على مساحات واسعة من الأرض واعتبارها “مناطق أمنية عازلة”.
ورغم حالة التشاؤم الحاصلة بملف تهدئة غزة، إلا ان الجانب المصري تحدث عن بارقة أمل جديدة قد تقود لاتفاق قريب، فأكد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، الدكتور ضياء رشوان، أن مصر وقطر تبذلان طوال الوقت ما يمكن أن يوفر المصلحة للقضية الفلسطينية.
وقال رشوان لـموقع “القاهرة الإخبارية”: “مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستشهد تحولًا إيجابيًا؛ بسبب الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر وقطر”.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات: “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلم أن هناك مفاوضات شاقة تجري بشأن غزة، ويدرك أن الإسرائيليين يرفعون سقف مطالبهم”، موضحًا “أن ترامب، منذ تجدد العدوان على غزة، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة الكافية لتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وهذه المهلة أصبحت في نهايتها”.
وكشف عن أن حركة حماس “تعلم جيدًا قيمة الوقت الآن، وأعتقد أن ردها على المقترح الإسرائيلي سيكون سريعًا”. بحسب قوله.