معقل جديد.. الكلاسيكو يمنح قبلة الحياة لملعب مهجور
تغير مسرح كلاسيكو كرة القدم الإسبانية بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة كثيرا خلال الأعوام القليلة الماضية ما بين داخل حدود المدينتين، بل وخارج حدود إسبانيا والقارة الأوروبية.
اعتاد الفريقان تبادل الزيارات على ملعبي سانتياجو برنابيو في مدريد، وكامب نو في برشلونة في مشوارهما بالبطولات المحلية الدوري وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني، وأيضا القارية في دوري أبطال أوروبا خلال آخر مواجهة جمعت بينهما في قبل النهائي عام 2011.
ولكن في الموسمين الأخيرين، تغير معقل الكلاسيكو في بطولة الدوري بعدما نقل برشلونة مبارياته إلى ملعب لويس كومبانيس الأولمبي في مونتجويك لحين الانتهاء من أعمال الصيانة والتوسعة والتطوير في معقله الرئيسي “مونتجويك”.
ومع تغيير نظام مسابقة كأس السوبر الإسباني وإقامتها بمشاركة 4 أندية في المملكة العربية السعودية منذ عام 2020 انتقل معقل الكلاسيكو إلى ثلاث ملاعب بالمملكة هي الملك فهد والأول بارك في العاصمة الرياض، والجوهرة المشعة في جدة.
كما التقى برشلونة والريال أكثر من مرة في الأعوام الماضية خلال الجولة التحضيرية للموسم الجديد بالولايات المتحدة الأمريكية خلال أعوام 2017 و2022 و2023 و2024.
معقل جديد
ويستعد عملاقا الليجا لنقل صراع الكلاسيكو إلى معقل جديد عندما يلتقيان يوم 26 أبريل/نيسان المقبل على ملعب “لا كارتوخا” في إشبيلية بنهائي كأس ملك إسبانيا وذلك في ثالث نهائي هذا القرن بعدما التقيا عامي 2011 و2014 على ملعب ميستايا معقل نادي فالنسيا.
ويتجدد الكلاسيكو في نهائي كأس ملك إسبانيا للمرة الثامنة بعد 3 مباريات سابقة في ميستايا، إضافة إلى مباراة في ملاعب لويس كازانوفا وسانتياجو برنابيو وفيسنتي كالديرون ولاروماريدا أعوام 1936 و1968 و1974 و1983 و1990 و2011 و2014، حيث توج الملكي 4 مرات مقابل 3 ألقاب لغريمه الكتالوني.
ويستعد ملعب “لا كارتوخا” لدخول تاريخ مباريات الكلاسيكو باستضافة القمة الإسبانية لأول مرة، علما بأنه بات معقل المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا في آخر ستة مواسم منذ عام 2020، وتوج عملاقا إسبانيا باللقب عليه أولهما برشلونة في 2021 وريال مدريد في 2023.
ملعب مهجور
ولكن لملعب “لا كارتوخا” قصة مثيرة للغاية، فهو يقاوم دائما هروب كرة القدم من بين جدارنه منذ إنشاء الملعب في عام 1999 بتكلفة 120 مليون يورو، وبسعة جماهيرية 57 ألف و600 متفرج من أجل استضافة بطولة العالم لألعاب القوى، ويعد خامس أكبر ملاعب إسبانيا وثاني أكبر الملاعب في الأندلس.
فقد أصبح الملعب مهجورا، ولا تقام عليه سوى عدد قليل من المباريات بعدما فشلت مدينة إشبيلية مرتين في استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في 2004 و2008، وامتلاك قطبي الأندلس إشبيلية وريال بيتيس ملاعبهما الخاصة.
وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى هذا الملعب العريق مع اختياره لاستضافة نهائي كأس ملك إسبانيا بقرار من الاتحاد الإسباني في عام 2020.
كما استضاف إحدى مجموعات بطولة أمم أوروبا “يورو 2020” التي أقيمت في 13 دولة داخل القارة العجوز، وكذلك مباراة بلجيكا ضد البرتغال في دور الـ16 ضمن نفس البطولة، ليحل مكان ملعب “سان ماميس” معقل أتلتيك بلباو بسبب عدم استيفاء شروط الاستضافة وسط جائحة كورونا.
كما خاض عليه المنتخب الإسباني 4 مباريات ودية، ومباراة في دوري أمم أوروبا عام 2020 إضافة إلى مباراتين في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 ويورو 2024.
وقديما استضاف الملعب المباراة النهائية لكأس الاتحاد الأوروبي عام 2003 بين فريقي سيلتيك الإسكتلندي وبورتو البرتغالي.
وخاض عليه المنتخب الإسباني للسيدات مباراتين فقط في دوري أمم أوروبا العام الماضي.
محاولات الإحياء
وهناك محاولات لأن يكون “لا كارتوخا” أحد الملاعب الإسبانية المرشحة لاستضافة مباريات كأس العالم 2030 بالاشتراك مع المغرب والبرتغال.
ولكن هذا العدد القليل من المباريات لا يناسب على الإطلاق تاريخ هذا الملعب العريق الذي يمتد عمره لما يقرب من ربع قرن كامل، لذا لجأ مسؤولو الاستاد لإحيائه بطرق أخرى خاصة أنه ملعب متعدد الأغراض.
واختير الملعب الأندلسي لاستضافة نهائيات كأس ديفيز للتناس في عامي 2004 و2011، واحتضن أيضا عددا من الحفلات الموسيقية والغنائية، أشهرها حفل للفنانة الأمريكية مادونا وسط حضور جماهيري يزيد عن 47 ألف متفرج في المدرجات، في يوم 16 سبتمبر/أيلول 2008.
ويتشارك في ملكية الاستفادة من حقوق ملعب “لا كارتوخا” 6 جهات مختلفة، وهي حكومة إقليم الأندلس بنسبة (40%)، والحكومة الإسبانية (25%)، ومجلس مدينة إشبيلية (19%)، والنيابة الإقليمية لإشبيلية (13%)، وناديي ريال بيتيس وإشبيلية (1.5%) لكل منهما.