الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بأعمال سفارة الأرجنتين
استدعت الخارجية الإيرانية القائم بأعمال سفارة الأرجنتين إلى مقر الوزارة، حيث تم تسليمه مذكرة احتجاج على الاتهامات التي وجهتها السلطات القضائية الأرجنتينية إلى إيران.
وحسب ما ذكرت وكالة “إرنا”، فإن سبب هذا الاستدعاء يعود إلى “إجراء المدعي العام الأرجنتيني ضد مسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلافا للأعراف والقواعد الدولية”.
وجرى الاستدعاء من قبل المدير العام للشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية الإيرانية عيسى كاملي، الذي سلم القائم بالأعمال الأرجنتيني مذكرة احتجاج ضد إصدار المدعي العام الأرجنتيني سيباستيان باسو مذكرات اعتقال بحق بعض المسؤولين الإيرانيين فيما يتصل بحادثة جمعية الصداقة الأرجنتينية الإسرائيلية (AMIA – آميا) عام 1994، حيث وجه اتهامات “لا أساس لها من الصحة”، وفق ما نقلت “إرنا”.
وأبلغ عيسى كاملي الدبلوماسي الأرجنتيني أثناء تسليمه مذكرة احتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بـ”موقف طهران الواضح الذي يدين الاتهامات الباطلة التي وجهها النظام القضائي والسلطات الرسمية في الارجنتين ضد إيران”.
كما اعتبر أن “تصرف الادعاء العام الارجنتيني في قضية “آميا” بتوجيه اتهامات إلى مسؤولين في إيران يشكل انحرافاً آخر في العملية الطويلة من التحقيقات القضائية المتعلقة بحادثة مشبوهة وقعت في عام 1994، ويضيف إلى الأسئلة والغموض الذي لا يحصى المكتنف لهذه القضية التي أصبحت أداة سياسية لتعزيز الأهداف السياسية والمعادية لإيران بسبب النفوذ المستمر للعناصر التابعة للكيان الصهيوني”.
وأشار كاملي إلى “التناقض الواضح في تصرف الادعاء في القضية مع المبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولي فيما يتعلق باحترام المساواة السيادية والاستقلال السياسي للدول”، واصفا هذا التصرف بأنه “إجراء غير لائق في العلاقات الدولية”.
ورأى المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية أن “مثل هذه الإجراءات، بالإضافة إلى خلق التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تعتبر انتهاكا سيؤدي إلى تحميل الحكومة الأرجنتينية المسؤولية الدولية”.
ودعا الجهات المختصة في الحكومة الأرجنتينية إلى “تصحيح هذا المسار الخاطئ”، محذرا من “العواقب القانونية والسياسية لتصرف المدعي العام في الأرجنتين”.
وشدد المدير العام للشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية الإيرانية على أن بلاده تحتفظ بحقها المشروع في اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة وفقا للقانون الدولي لحماية حقوق إيران ومصالحها.
وجاء ذلك في ظل اتهامات موجهة لعدد من المسؤولين الإيرانيين بالضلوع في تفجيرات دامية شهدتها بوينس آيرس في تسعينيات القرن الماضي، فيما تنفي طهران تلك الاتهامات.
وعلى صعيد آخر، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا رفيع المستوى في البيت الأبيض اليوم ، لمناقشة تطورات المفاوضات الجارية مع إيران، وفق ما نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرين مطلعين.
ويأتي هذا اللقاء قبيل الجولة الجديدة من المحادثات المرتقبة السبت المقبل، والتي من المتوقع أن تشهد طرحًا أكثر تفصيلًا لمواقف الطرفين.
وتركز الاجتماع، الذي حضره كبار مسؤولي الأمن القومي والسياسة الخارجية في إدارة ترامب، على تقييم موقف الولايات المتحدة من الجولة المقبلة، ومناقشة مدى استعداد واشنطن لتقديم تنازلات محتملة من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يوقف التصعيد مع طهران.
وحضر اللقاء نائب الرئيس، ووزيرا الخارجية والدفاع، ومستشار الأمن القومي، إضافة إلى المبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف، الذي يقود المحادثات غير المباشرة مع الجانب الإيراني
وبحسب المصدرين، أجرى الرئيس ترامب اتصالًا هاتفيًا مع سلطان عُمان، حيث ناقش معه دور الوساطة العُمانية في تسهيل التفاهمات بين واشنطن وطهران، وأكد دعمه للدور الذي تلعبه مسقط في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.
وأشار التقرير إلى وجود تباين داخل الإدارة الأمريكية بشأن نهج التعامل مع الملف الإيراني، إذ أبدى كل من مستشار الأمن القومي فانس والمبعوث ويتكوف تفاؤلهما بإمكانية توصل الدبلوماسية إلى اتفاق، مع تأكيدهما على ضرورة استعداد واشنطن لتقديم بعض التنازلات التكتيكية.
في المقابل، عبّر مسؤولون بارزون آخرون، من بينهم السيناتور ماركو روبيو والنائب مايكل والتز، عن تشككهم في جدوى التفاوض مع إيران، داعين إلى اتباع نهج أكثر تشددًا في التعامل مع الملف النووي الإيراني، وعدم تقديم أي تنازلات دون التزامات ملموسة من طهران.
يُشار إلى أن الجولة السابقة من المحادثات غير المباشرة بين الجانبين عُقدت في مسقط، ووصفتها الخارجية الإيرانية بأنها “بناءة”، فيما أعلنت الإدارة الأمريكية أنها “جزء من الجهود المستمرة لضمان أمن واستقرار الشرق الأوسط عبر حل دبلوماسي شامل”.
فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المزارعين في الولايات المتحدة تضرروا بشدة من الحرب التجارية المستمرة مع الصين، متعهداً بتقديم الدعم والحماية لهم، ومهاجمًا في الوقت نفسه سياسة الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن في هذا الملف.
وقال ترامب في تصريحات صحفية: “في ولايتي الأولى أبرمت صفقة تاريخية جلبت لمزارعينا 28 مليار دولار، لكن بايدن لم يطبقها. لقد خذل المزارعين وتجاهل مصالحهم”.