«جيب الدوري يا الاتحاد»

محل «ذهب» مفتوح.. في شارع ليس له صاحب. يقف على رأسه شخص وحيد لمدخل له من اتجاه واحد، على بعد سبع خطوات من المحل. هو ليس حارسًا له. لكن نشاطه وحماسه مكنه من الوقوف هناك. متسيدًا سدة الشارع، طمعًا في «الذهب».

لا أحد في الحقيقة من المتربصين به يريد قتله، لكن الجميع يكفيهم منه انتظار أن يغفو أو يغفل، لأخذ مكانه النافذ بذلك الشارع، الذي قد يجعل أحدهم مقلدًا بالمجد المذهب الذي هو الأقرب له منهم.

ذلك أقرب تشبيه للصراع التنافسي على سلم ترتيب الخمسة مراكز الأولى من دوري روشن السعودي. الذي يعتليه الاتحاد متحفزًا لأي «غدرة» تنافسية متوقعة تخدم منافسيه الأشداء فريقي الهلال والنصر. ومن ثم يأتي الأهلي والقادسية والشباب بحثًا عن مكاسب من سقط متاع المتصارعين على عرش المعدن الأصفر.

يقول موليير: «الذهب. يجعل القبيح جميلًا». وجميع تلك الفرق المتصارعة على تقلده، تشهد قبحًا، أو لأكون ألطف في الوصف: يشهدون تشوهًا، في علاقتهم مع جماهيرهم المتحمسة حد الغضب، كي يتجملوا به أمامهم.

وقيل عن الذهب: «إنه العملة الوحيدة النادرة التي تستعمل للتغلب على جميع الأزمات والثي لا تتأثر بالسياسات النقدية نتيجة ارتفاع معدلات التضخم».
وفي عالم الكرة الساحر والشرس، مهما ارتفعت أصوات تضخم الطموحات والغضب. يبقى «الذهب» هو المؤثر القادر فعليًا على رخاء مسؤولي تلك الأندية، من صرخات الأفواه الجائعة لبريقه.

لا أدري لماذا طرأ على بالي في هذا اللحظة التي أحاول فيها تختيم المقال. الصرخة الشهيرة للمشجع الاتحادي في موسم حصد اللقب 2023ـ2022 بصوت من قد طفح به الكيل: «يا اتحاد جييييب الدوري، يا اتحاد جييييب الدوري. لا تتعب قلوبنا».

نقلاً عن جريدة الرياضية السعودية