ما يقوله هذا الفيديو

ما يقوله هذا الفيديو

الفيديو الذي أذاعته وكالة الأناضول للمحتجز الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر يقول الكثير من المعاني.

أما عيدان ألكسندر فهو جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، وهو محتجز حاليًا ضمن الجنود الذين احتجزتهم حركة حماس في الهجوم الذي قامت به كتائب عز الدين القسام في 7 أكتوبر 2023.

وأما الفيديو فليس الأول من نوعه للجندي نفسه، لأن ألكسندر سبق له أن سجل فيديو آخر من قبل، وسبق لكتائب القسام أن بثَّ ذلك الفيديو الأول، لعل حكومة التطرف في تل أبيب تنصت إلى شيء من صوت العقل.

ويبدو أن عدم جدوى الفيديو الأول في مخاطبة حكومة التطرف جعلت الجندي يتجاوزها هذه المرة، فيخاطب الرئيس الأمريكي في الفيديو الثاني، داعيًا إياه إلى أن ينتبه إلى أكاذيب نتنياهو وألا يخضع لها.. والذين استمعوا إلى الفيديو، لاحظوا أن ألكسندر لا يصدق أن يكون ترمب قد سقط ضحية لأكاذيب يرددها رئيس حكومة التطرف في تل أبيب، وأنه يربأ بساكن البيت الأبيض عن أن ينخدع لهذه الدرجة.

وما يقوله الجندي المحتجز يجعلنا نصدق ما يقال عن أن الولايات المتحدة كانت على وشك الوصول إلى اتفاق مع حماس في المفاوضات الجارية بينهما، وأن إسرائيل كانت تتدخل وتفسد الاتفاق في كل مرة!

يقول ألكسندر أنه عرف من قبل أن الحركة كانت على وشك الإفراج عنه مع زملاء له، لولا أن حكومة نتنياهو أحبطت العملية، فبقي مع زملائه حيث هم قيد الاحتجاز، وبقي ترمب في الوقت نفسه يصدق ما يردده على مسامعه نتنياهو!

إننا لا نصدق أن ينخدع ترمب بهذه السهولة، ولكن الحاصل أن غالبية المحيطين بالرئيس ترمب متعاطفون مع إسرائيل مرةً، ومنحازون إليها مرةً ثانيةً، وميالون لها عن غير حق مرةً ثالثةً.. ولأنهم هكذا في غالبيتهم، إنْ لم يكونوا كلهم، فالأرجح أنهم هم السبب فيما يتحدث به الجندي عن الرئيس الأمريكي.

ولكن الشيء الذي يبعث على الأمل أن الكذب “ما لوش رجلين” كما يقول المثل الشعبي، وأنه سرعان ما ينكشف مهما حاول أن يتنكر بين الناس. وقد قيل أن الاتصال بألكسندر لا يتم بعد إذاعته الفيديو، وإذا كان هذا صحيحًا فلا بد أن دمه في رقبة نتنياهو.