بعد حديث سمير فرج.. أسباب تدعيم مصر نفسها بأسلحة صينية متطورة (فيديو)

كشف اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، عن امتلاك مصر لمنظومات دفاعية حديثة، من بينها منظومة دفاع جوي صينية متطورة وبعيدة المدى، يأتي هذا الإعلان في ظل تعاون عسكري متزايد بين القاهرة وبكين، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا التعاون على ميزان القوى في منطقة تشهد اضطرابات إقليمية متصاعدة، ودوافع مصر لتنويع مصادر تسليحها، وردود الفعل المحتملة من الشريك الأمريكي التقليدي.

ووفقًا لمحللين استندوا إلى مصادر استخباراتية وبيانات الرحلات الجوية، وصلت بشكل مفاجئ ست طائرات نقل جوي استراتيجية صينية من طراز “شيان واي-20” إلى مصر منتصف الشهر الجاري. 

وتتميز هذه الطائرة بقدرتها على نقل حمولات تصل إلى 66 طنًا متريًا، ما يجعلها قادرة على نقل مجموعة واسعة من المعدات العسكرية والقوات والإمدادات.

كما كشفت مجلة “ميليتري بالانس” المتخصصة أن القاهرة باتت تمتلك منظومة الدفاع الجوي الصينية بعيدة المدى “إتش كيو-9 بي”، التي تعد من أبرز أنظمة الدفاع الجوي الصينية المتطورة. 

وتؤكد هذه الخطوة تنوع مصادر تسليح الدفاع الجوي المصري واعتماده على أنظمة بعيدة المدى ذات قدرات متقدمة، وذلك في ظل غياب أي إعلان رسمي مصري عن ذلك. 

وتُعد منظومة “إتش كيو-9 بي” من أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في الترسانة الصينية، وتمتلك قدرات متقدمة في التعامل مع الأهداف الجوية على مسافات بعيدة.

في حلقة من برنامج “المسائية” المذاع عبر قناة دويتشه فيلة، استضاف الدكتور محمد الشرقاوي، أستاذ تسوية النزاعات الدولية والخبير السابق في لجنة خبراء الأمم المتحدة من واشنطن، والدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية من القاهرة، لمناقشة دلالات هذه التطورات وتأثيراتها الإقليمية.

أوضح الدكتور عكاشة أنه حتى اللحظة لم يصدر بيان رسمي مصري بشأن هذه المنظومات، على عكس المعتاد في صفقات التسليح مع دول أخرى. ورأى أن الأمر لا يتعلق بالضرورة بإرسال رسائل إلى جهة معينة، بقدر ما يعكس العقيدة المصرية بتنويع مصادر السلاح لرفع كفاءة الجيش المصري.

بينما أشار الدكتور الشرقاوي إلى أن إعلان مسؤول عسكري رفيع المستوى عن هذه المنظومات في قناة مصرية رسمية يحمل دلالات خاصة، ورجح أن مصر ربما توجه رسالة للولايات المتحدة بأن لديها خيارات أخرى في سوق السلاح العالمي، خاصة في ظل ما يتردد عن قوة منظومة “إتش كيو-9 بي” التي توازي قدرات “باتريوت” الأمريكية و”إس-400″ الروسية، كما رأى أن هذه الخطوة قد تكون رسالة إقليمية في ظل التوترات المتصاعدة والمخاوف من مخططات لتهجير سكان غزة.

وتطرق النقاش إلى احتمالية فقدان الولايات المتحدة ورقة الضغط على مصر في ظل تنويع مصادر تسليحها، وأشار الدكتور الشرقاوي إلى أن هناك قراءتين للمشهد، إحداهما في واشنطن قد تقلل من أهمية هذا التحول، والأخرى في القاهرة ترى أن مصر تسعى لتكون صاحبة قرار ولا تبقى في موقع رد الفعل.

وفي سياق تعزيز مصر لدفاعاتها الجوية، أوضح الدكتور عكاشة أن مصر تستشعر حجم التحديات والاضطرابات الإقليمية المحيطة بها، بدءًا من الحرب في غزة والسودان وليبيا وصولًا إلى تهديدات البحر الأحمر، مؤكدا أن تعزيز القدرات الدفاعية يأتي في إطار حرص مصر على تأمين مصالحها والحفاظ على مقدرات شعبها.

وحول تحريك مصر لصواريخ “إس-300” على حدودها مع غزة، رأى الدكتور الشرقاوي أن هذا التحرك والتسليح يعكس حالة التأهب في المنطقة، وأن مصر تلعب ورقة توازن القوى، وأن صفقة التسلح مع الصين تحمل مغزى سياسيًا بإمكانية تحقيق توازن في ظل الحضور الرمزي للصين والتقارب المصري الصيني والروسي.

ناقش الضيفان أيضًا مخاطر لعبة التوازنات التي تمارسها مصر في علاقاتها الدولية؛ إذ أشار الدكتور عكاشة إلى أن مصر تتحرك في هذا الإطار بشكل علني وتراهن على دور أوروبي أكبر في تحقيق الاستقرار الإقليمي، بينما أكد الدكتور الشرقاوي على أهمية المنطق البراغماتي في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية، والاستفادة من التحولات في المواقف الدولية لتحقيق المصالح العربية.