خلافات أم تصريحات؟ كواليس إقالة وزير الخارجية السوداني

خلافات أم تصريحات؟ كواليس إقالة وزير الخارجية السوداني

في تطور لافت أُعفي وزير الخارجية السوداني السفير علي يوسف من منصبه بعد أقل من 6 أشهر على تعيينه. القرار، الذي لم تصدر بشأنه بيانات رسمية، جاء وسط تصاعد التوترات داخل مجلس السيادة وتباين في الرؤى حول إدارة السياسة الخارجية للبلاد.​

تصريحات مثيرة للجدل لـ وزير الخارجية السوداني

وفق تقارير فقد جاءت إقالة الوزير بعد أيام من تصريحات صحفية أشار فيها إلى انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق معينة بناءً على اتفاق مسبق، مؤكدًا أن المبادرة المقدمة لقائد قوات الدعم السريع تضمَّنت انسحابه إلى مناطق محددة وصفها بأنها “تحظى بترحيب كونها حواضنه القبلية”.إعلانهذه التصريحات اعتبرها مراقبون خروجًا عن الخطاب الرسمي، وأثارت تساؤلات حول التنسيق داخل مؤسسات الدولة في ظل الحرب المستمرة.​

تراكم خلافات داخل مجلس السيادة

فيما نقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر مُطَّلِعة  أن إعفاء الوزير لم يكن نتيجة قرار مفاجئ، بل جاء بناءً على طلب تقدم به علي يوسف نفسه، مبررًا ذلك بصعوبة العمل في بيئة سياسية غير مستقرة، وتحديدًا التباينات داخل مجلس السيادة.ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن الخلاف بين يوسف وعضو مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي كان من أبرز العوامل التي عجلت بالقرار، حيث شهدت العلاقة بين الطرفين توترًا حادًا بسبب اختلاف وجهات النظر حول ملفات إقليمية ودولية تتعلق بالسياسة الخارجية والتنسيق مع أطراف خارجية فاعلة في الأزمة السودانية.​

دفاع عن اتفاق مع روسيا

منذ تسلمه مهام وزارة الخارجية في نوفمبر الماضي، ارتبط اسم يوسف بمواقف أثارت جدلًا واسعًا، أبرزها دفاعه العلني عن اتفاق أبرمه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير مع روسيا عام 2017، يسمح بإنشاء قاعدة بحرية روسية في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر.وصرّح حينها بعدم وجود مانع في منح دول أجنبية قواعد بحرية على السواحل السودانية، ما أثار استياء عدد من الدبلوماسيين والسياسيين.​

اضطراب في وزارة الخارجية

وتُعد إقالة علي يوسف الثالثة في سلسلة تغييرات شهدتها وزارة الخارجية منذ اندلاع الحرب؛ حيث تناوب على قيادة الوزارة ثلاثة وزراء خلال عام واحد، في ظل تراجع كبير لعلاقات السودان الإقليمية والدولية، وانكفاء دبلوماسي واضح، زاد من عزلة الحكومة السودانية التي انتقلت إلى مدينة بورتسودان شرق البلاد بعد اشتداد المعارك في الخرطوم.​

أول تعليق بعد الإقالة

في أول تصريح له بعد مغادرة المنصب، قال السفير علي يوسف إنه يترجل “راضيًا عمّا قدم” خلال فترة وصفها بـ”الصعبة والمليئة بالتحديات”.وأعرب عن تقديره للقيادة السياسية، وفي مقدمتها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مؤكدًا أنه سيظل “جنديًا وفيًا” للوطن، مشيدًا بدور القوات المسلحة والقوات المساندة التي “دحرت العدوان”، بحسب وصفه.​

مشهد سياسي مفتوح على الاحتمالات

تأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الأزمة السودانية تراوح مكانها، مع غياب أفق واضح للحل، وتضارب المواقف داخل هياكل الحكم الانتقالي.ووبحسب تقارير تطرح إقالة وزير الخارجية تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين المكون العسكري ومؤسسات الدولة، ومدى قدرة الحكومة على صياغة موقف دبلوماسي موحد في ظل الانقسامات الداخلية وتعدد مراكز القرار.​