الإمارات مستنكرة ازدواجية المعايير العالمية: المأساة الإنسانية بغزة اختبار حرج للنظام العالمي وقد أثخنت جراح الفلسطينيين وأضعفت ثقة الشعوب بالمؤسسات والمواثيق الدولية

إسطنبول / محمد شيخ يوسف:
عد رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي صقر غباش، الجمعة، المأساة الإنسانية الكبيرة في غزة الناجمة عن حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 19 شهرا “اختبارا حرجا للنظام العالمي”.
جاء ذلك في كلمة خلال الاجتماع التأسيسي لمجموعة البرلمانات الداعمة لفلسطين المنعقد في إسطنبول بدعوة من رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، وبمشاركة الرئيس رجب طيب اردوغان.
وأضاف غباش: “المأساة الإنسانية الكبيرة التي تفرزها حرب غزة تمثل اختبارا حرجا للنظام العالمي لأنها تطرح أسئلة معقدة حول الشرعية الدولية، وجدوى القانون الدولي الإنساني في حماية المدنيين الأبرياء في ظل تغييب مستهجن لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية”.
واستنكر ازدواجية المعايير العالمية وحالة “تسييس مبادئ حقوق الإنسان”، قائلا إنها “أثخنت جراح الفلسطينيين وأضعفت ثقة الشعوب بالمؤسسات والمواثيق الدولية”.
وفي السياق، ثمن غباش دور تركيا في استضافة هذا الاجتماع والمبادرة التي وصفها بـ”النوعية”، لافتا إلى أنها تأتي “في توقيت دقيق ومنعطف صعب ليس فقط للحقوق والقضية الفلسطينية، ولكن لحياة نحو مليوني فلسطيني يواجهون مصيرا مجهولا في قطاع غزة”، وفق قوله.
واستكمل قائلا: “نثق بأنكم تشاركوننا الرأي بأن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية أرض تم احتلالُها، أو شعب تم تشريده وهناك محاولات لتهجيره، بل هي أيضاً قضية دفاع عن هوية وطنية، وعن حق مغتصب، وعن عدالة ومبادئ وقيم إنسانية وأخلاقية وحضارية”.
وعن موقف الإمارات إزاء القضية الفلسطينية، قال غباش إنه “ثابت وينطلق من قناعة راسخة بأنه لا استقرار مستدام في المنطقة من دون حل الدولتين”.
وشدد على أن بلاده متمسكة “بدعم وصون حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما يُفضي إلى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران)، وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأضاف “من هذا المنظور يتخذ الدعم الإماراتي للشعب الفلسطيني مسارا ثابتا ومتجذرا، وتأكيد الحق والثوابت الفلسطينية وحشد الدعم الدولي لوقف محاولات التهجير ووضع حد لجرائم الإبادة وتجنّب كل ما يمكن أن يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع إقليمياً، وإيجاد مساحات جديدة للحوار الإقليمي والدولي، وصولا إلى تحقيق حل الدولتين بشكله النهائي المأمول”.
وأكد غباش أن “القضية الفلسطينية هي مفتاح الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي، وأن غياب الحل العادل (سبب) مباشر ورئيسي لاستمرار التوترات والاضطرابات في المنطقة”.
وأشار إلى أهمية هذا الاجتماع كونه يمثل “خطوة أولى في إطار جهد برلماني يعيد الاعتبار لصوت الشعوب وللضمير الجمعي العالمي ودوره الحيوي في استعادة حقوق الشعب الفلسطيني”.
وفي ختام حديثه، جدد التأكيد أن القادة البرلمانيين الداعمين لفلسطين تقع عليهم “مسؤولية تاريخية كبيرة تجاه الأبرياء المحاصرين في قطاع غزة، وضرورة وقف جرائم القتل والإبادة والتجويع، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لهم”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأناضول