هل ينزع “تثاؤب” نائبة المبعوث الأمريكي “أورتاغوس” سِلاح حزب الله وماذا عن حملة نزع صُور قادة الحزب وصولًا للمطار؟.. الشيخ نعيم قاسم بـ”هُدوء” ينزع هذه الفكرة من القاموس ويشرح أسباب “دبلوماسيّته” ويُشير إلى فتنة “لن تحصل” وهذه شُروطه!
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
بعد استشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، فُتح الباب واسعًا أمام جدليّات، وتوقّعات، ونظريّات، وفرضيّات، حول ذهاب الحزب إلى تسليم سلاحه، ما يعني التخلّي عن العبارة الشهيرة “باقون في كل ساح.. لن نترك السلاح”.
هل يتحوّل حزب الله إلى حزب سياسي؟
هذا الافتراض مردّه بطبيعة الحال إلى الضربات القوية التي تلقّاها حزب الله بعد استشهاد الصف الأوّل من قادته في حرب إسناذ غزة والحرب الإسرائيلية على لبنان، والاعتقاد السائد بأن الحزب بات يجنح لأن يتحوّل إلى حزب سياسي بحت.
أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، قد يكون قد تطرّق بشكلٍ صريح ومباشر حول وضع سلاحه للمرّة الأولى، ولخّص ذلك بقوله: “لن نسمح لأحد أن ينزع سلاح حزب الله أو المقاومة، وهذه الفكرة عليكم إزالتها من القاموس”.
السلاح دعامة المقاومة
“إزالة الفكرة من القاموس” التي استخدمها الشيخ قاسم، تعني هنا استحالة أن ينزع الحزب سلاحه، بل إن الشيخ نعيم قاسم أضاف أن هذا السلاح هو دعامة للمقاومة، وهو الذي حرّر بلادنا وحمى سيادتها”.
يُؤمن هُنا الشيخ نعيم قاسم بذات نهج السيد الشهيد نصرالله، وهو أن سلاح المقاومة هو ضمانة المقاومة، وليس تسليمه، الذي سيكون الضامن لاستقرار وأمان وتحسّن اقتصاد لبنان.
هدوء نعيم قاسم
الشيخ نعيم قاسم لا يستخدم طرائق السيد نصرالله بالتهديد والوعيد، ويميل إلى الهُدوء في إيصال رسائله خلال خطاباته، ولكنه حرص على مُخاطبة الإسرائيليين بالقول: “لدينا خيارات للرد ولا نخشى شيئًا، وإن أردتم أن تجربوا استمروا (في الاعتداء على لبنان) وسترون الرد في الوقت المناسب الذي نُقرّره”.
الحزب مُلامٌ بكل الأحوال.. وليس ضعيفًا
يعتب اللبنانيون وبعض أنصار الحزب على سياسة الصبر الطويل التي بات يتبعها الحزب بعد حرب إسناد غزة، ولكنّ الشيخ نعيم قاسم يبدو أنه يستمع لهذا العتب وهذه الانتقادات، وأكد أن حزبه ليس ضعيفًا، ويملك خيارات للرد على هذه الاعتداءات في الوقت المناسب حال لم تتوقف.
في المُقابل، يقول المُدافعون عن سياسات حزب الله الأخيرة، بأن الحزب يقع في دائرة اللّوم والمُحاسبة من قبل الجميع، فخُصومه سيُسارعون كما العادة إلى اتهامه بجر البلاد إلى الحرب، والقصف، والعدوان الإسرائيلي، كما حصل في حرب إسناد غزة، ولذلك هذا الوضع يُفسّر ما قاله الشيخ قاسم: نُعطي الدبلوماسية فُرصتها بمواجهة اعتداءات إسرائيل، لكن الفرصة ليست مفتوحة، وواهم من يحسب أننا ضعفاء”.
فتنة لن تحصل
ويُتابع الشيخ نعيم قاسم شارحًا ومُحذّرًا: “من يدعو لنزع سلاح المقاومة بالقوّة يقدم خدمة مجانية للعدو الإسرائيلي، وهدفه الفتنة بين المقاومة والجيش، وهذه الفتنة لن تحصل”.
يا سيّد حسن
ولم يغب بشكلٍ لافت، السيد نصرالله عن خطاب الشيخ قاسم فخاطبه قائلًا: يا سيّد حسن، إنّا على العهد، لن نكون إلا كما كنت تتحدّث وتعرف وتقول أمام الجميع. إنّا على العهد، في المسيرة، ودماء الشهداء، والجرحى، والأسرى، وأشرف الناس. من لديه أشرف الناس لا يهاب العالم كله. من لديه أشرف الناس يقف، والجبناء يهربون عند الاستحقاقات. كان يجب أن نقول، ودائماً يجب أن نقول، لماذا لم يُقاوم هؤلاء المنظرون للفتنة؟ للأسف، بوجود هؤلاء.
“تثاؤب أمريكي”
ويبدو أنّ كلام الشيخ نعيم قاسم لم يُعجب نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، والذي أعلن فيه رفض تسليم السلاح، ودفعها للتعليق بكلمة “تثاؤب”، وذلك بعدما أعادت نشر منشور تضمّن كلام قاسم، ولم تشرح الأخيرة ما قصدت بتعليقها، ولكن فسّر البعض تعليقها بأنه محاولة للاستخفاف بكلام الشيخ قاسم، أو للتعبير عن ثقتها بقدرة واشنطن على نزع سلاح حزب الله.
وفي لقاء خاص مع قناة “سكاي نيوز عربية” كانت قالت أورتاغوس إن الجيش اللبناني قادر على تنفيذ مهمة نزع سلاح حزب الله.
شُروط الشيخ قاسم
وأوضح قاسم في خطابه أن هناك ثلاث قواعد أساسية يجب أن تحكم أي حوار: أولها حماية سيادة لبنان وتحرير أرضه ووقف كل أشكال العدوان، والثانية هي استثمار قوة المقاومة وسلاحها في أي استراتيجية دفاعية.
حملة “إزالة الشعارات”
بالتزامن مع موقف أمين عام حزب الله من نزع سلاح الحزب، كانت انطلقت حملة “إزالة الشعارات” من جميع الشوارع والأحياء وصولاً إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وذلك تنفيذًا لتعليمات وزير الداخلية أحمد الحجار ومحافظ بيروت مروان عبود، وبدأت بلدية بيروت بمؤازرة من وحدة شرطة بيروت في قوى الأمن الداخلي تنفيذ هذا القرار منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
تنشيط السياحة
هذه الحملة تناولها الإعلام الخصم لحزب الله، بأنها تستهدف إزالة صور قادة محور المقاومة حصرًا، وعلى رأسهم صُور الأمين العام الشهيد السيد حسن نصرالله، وربطها بقرب نزع سلاح الحزب وتراجع قوّته، ولكن هذه الحملة استهدفت جميع الشعارات الحزبية مثل “القوات” أو الكتائب، واستبدالها بشعارات الدولة اللبنانية، والعلم اللبناني، وذلك تنشيطًا للموسم السياحي، ما يُوحي بأن جميع الأطراف السياسية اللبنانية اتّفقت على ذلك.
حرق “العهد الجديد”
وبحسب تقارير محلية، شدّد مُحافظ بيروت على أن التعليمات أعطيت لإزالة كلّ الصور بما فيها الإعلانات التجارية الموضوعة على أملاك الدولة، وأن يكون طريق المطار ووسط العاصمة مُضاءً بشكل جيّد، وأضاف: “نستعدّ لموسم اصطياف واعد لاستقبال السياح من الأشقّاء العرب والأصدقاء والمغتربين اللبنانيين وتكون بيروت بحلّة جديدة، أي حلّة الفرح التي تحميها الدولة”.
وفي مُحاولةٍ لإثارة الفتنة، أقدم مجهولون خلال الأيام القليلة الماضية على إحراق صور مرفوعة على لوحات إعلانية كُتب عليها “عهد جديد للبنان”، وذلك في إشارة إلى عهد بناء الدولة ومؤسساتها بقيادة الرئيس اللبناني جوزيف عون.