والد أسير إسرائيلي يهاجم نتنياهو بشدة ويتهمه بـ”التخلي” عن الجنود وتفضيل بقائه السياسي من خلال إطالة أمد الحرب على غزة

والد أسير إسرائيلي يهاجم نتنياهو بشدة ويتهمه بـ”التخلي” عن الجنود وتفضيل بقائه السياسي من خلال إطالة أمد الحرب على غزة

زين خليل/ الأناضول- اتهم والد جندي إسرائيل أسير في غزة، الأحد، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتخلي عن الأسرى وتفضيل بقائه السياسي من خلال إطالة أمد الحرب.
جاء ذلك في حديث أدلى به حاجاي إنغرست والد الجندي ماتان، لصحيفة “معاريف” العبرية، غداة تصريحات لنتنياهو أكد فيها أنه لن ينهي حرب الإبادة المتواصلة بغزة للشهر الـ19 قبل القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل.
وردا على ذلك، قال والد الجندي الأسير: “سمعنا تصريحات نتنياهو من ساحة المختطفين (في تل أبيب وسط إسرائيل) حيث نقيم، ونشعر بخيبة أمل”.
وأضاف: “في كل أنحاء العالم نسمع الجميع يقولون إن وقف إطلاق النار وعودة المختطفين هو أول شيء، لكننا نرى رئيس وزراء يتخلى عن الجنود (الأسرى) ويرسل جنودا آخرين. كل شيء ينفجر بداخلنا”.
وتابع حاجاي: “عودة جميع المختطفين هي جزء من أهداف الحرب، أي الهدف النهائي، كما سمعنا في كل مكان، ونحن نرى أنه (نتنياهو) يفعل العكس، ويفضل البقاء السياسي”.
وأضاف: “هناك دولة بأكملها هنا تدعم عودة المختطفين. هناك شرخ في المجتمع الإسرائيلي يجب رأبه”.
ومساء السبت، قال نتنياهو في كلمة مسجلة: “لا خيار أمامنا سوى مواصلة القتال (بغزة) حتى النصر، نحن في مرحلة حاسمة”، على حد تعبيره.
وزعم أن “توقيع صفقة مع حماس من شأنه أن يضرّ بإنجازات الحرب”، من وجهة نظره.
وأضاف مدعيا: “حماس رفضت عرضا للإفراج عن نصف المختطفين (الأسرى) الأحياء وعدد كبير من جثامين الموتى منهم، وطالبت بإنهاء الحرب، وهذا غير مقبول”.
ومساء الخميس، أعلن رئيس حركة حماس بقطاع غزة خليل الحية، الاستعداد للبدء الفوري بـ”مفاوضات الرزمة الشاملة” مع تل أبيب لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، والوقف التام للحرب، والانسحاب الكامل من القطاع، وبدء الإعمار، وإنهاء الحصار.
لكن نتنياهو واصل سياسة تخويف الشارع الإسرائيلي، وادعى في كلمته المسجلة السبت، أنه “في حال عدم القضاء على حكم حماس، فإن تكرار ما حدث في 7 أكتوبر هو مجرد مسألة وقت”.
وأردف: “من يطالبون بإنهاء الحرب يرددون كلمة بكلمة دعاية حماس، لن ننهي الحرب هذه قبل أن نهزم حماس ونستعيد مختطفينا، ونضمن أن غزة لن تعود تهديدا”، بحسب قوله.
وزعم نتنياهو أنّ “المهمة لم تُنجز بعد”، مدعيًا “أن تل أبيب ستكثف الضغط على حماس حتى نحقق كل أهداف الحرب”.
وقال إنّ حركة “حماس” تريد ضمانات دولية ملزمة تمنع استئناف الحرب.
وتابع نتنياهو: “لن تكون لدينا بعد الآن شرعية لاستئناف القتال، إذا التزمنا بعدم القتال، فلن نتمكن بعد الآن من العودة للقتال في غزة”.
وفي وقت سابق السبت أيضا، قال عومر دوستري، متحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن استعادة جميع الأسرى دفعة واحدة من قطاع غزة “أمر غير ممكن حاليا”.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية، واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.