جميعهم رحلوا.. مشاهد بين صمت الفقد والضحك التلقائي في فيلم “الناظر”

مشاهد تحولت من الضحك والمتعة إلى الحزن والافتقاد ووحشة الفارق من الفيلم الكوميدي الشهير “الناظر”، الذي يعد واحد من أهم الأفلام الكوميدي في مصر والوطن العربي، وجمع عدد كبير من رواد الكوميدية في مصر .
فيلم الناظر بين الألم والدفء
هنا اجتمع 4 من رموز الفن في مصر، جميعهم استحقوا لقب الكبير مقامًا وأخلاقًا جميعهم رحلوا عن دنيانا وآخرهم قبل أيام القدير سليمان عيد مع “حسن حسني، هشام سليم، علاءولي الدين”، فقدنا كل من في المشهد، ولكن لم يفقد المشهد والفيلم بأكمله متعته وقيمته وقدرته على إضحاكنا حتى يومنا هذا.
سليمان عيد .. وداع جديد في كوميديا “الناظر”
يسرد المشهد إعلان “صلاح” الذي قام بدوره علاء ولي الدين عن مسابقة رسمية بين مدرسته الذي يديرها وبين مدرسة البنات رغم المستوى التعليمي الضحل الذي تعانيه مدرسته بسبب فشل الإدارة خلال السنوات الماضي، وهنا كانت نقطة الخلاف بينه وبين الكبير حسن حسني.
حكاية المشهد الذي جمع سليمان عيد براحلي “الناظر”
تولي علاء ولي الدين إدارة المدرسة بالتوريث كما حدث مع والده بعد وفاة جده، ومن خلفه حسن حسني وذراعه الأيمن سليمان عيد الذي لايرفض له طلب، يبحثان عن تحقيق مطاعهما في الاستيلاء على إدارة المدرسة والتحكم فها بالكامل واستبعاد علاء ولي الدين من منصبه خاصةً أن حسن حسني كان لديه ورقة تثبت بعدم حصوله على “الثانوية العامة” وهو مخالف للقانون، وهشام سليم المعلم الوفي لـ علاء ولي الدين الذي ساعده في رفع المستوى التعليمي للمدرسة والارتفاع بمستوى الطلاب من حالة الفوضى والفشل الذين غرقوا فيه خلال السنوات الماضية نظرًا لطريقة التعليم الخاظئة التي كان يتبعها والد علاء ولي الدين وأجداده في إدارة المدرسة.
ولن ننسى مشاهد الطابور الذي جمع الثلاثي حسن حسني وعلاء ولي الدين وسليمان عيد، الذي كان صامتًا في ذلك المشهد بالاخص لكن تعبيراته الجسدية وإيماءات وجهه تضج بالكوميديا بدون أي مجهود منه



الناظر .. اللقاء الأول بين سليمان عيد وكريم محمود عبد العزيز
ومن المفارقات العجيبة داخل أحداث “الناظر” هو أول لقاء يجمع بين سليمان عيد والفنان كريم محمود عبد العزيز والذي تواجد في الفيلم بمشهد واحد، ورغم فارق العمر الكبير بينهما، شاهدنا علاقتهما الوطيدة والثنائية الكوميدية بينهم في السينما وعلى مقاطع التطبيق الشهير “تيك توك”، والتي أحببناها وكانت قيد الإنتظار دائمًا.
نعم أصبح مشاهدة فيلم الناظر بعد رحيل أبطاله واحداً تلو الآخر شيء موجع، خاصةً بعد رحيل سليمان عيد المفاجىء، فكان دوره في مكانه وقدمه بشكل سلس وبسيط خفيف على عين وقلب المشاهد، وبالرغم من ذلك الألم، حالة الكوميدية في هذا الفيلم وفي حقبة بداية الالفينات بأكملها والتي نشاهدها الآن ونجد معظم أبطالها قد رحلوا تاركين علاماتهم الكوميدية والتراجيدية تغمرنا بالحنين والدفء بأننا نمتلك مكتبة سينمائية لايضاهيها شيء، هم رحلوا لكن الأثر الطيب باقِ إلى النهاية.
شكرًا لجميع من رحلوا وتركوا بداخلنا أثرهم الطيب يجعلنا نتذكرهم دائمًا بالرحمة والمغفرة