بعد تهديدات قاسم.. هل يقود سلاح حزب الله لبنان لحرب أهلية جديدة؟

بعد تهديدات قاسم.. هل يقود سلاح حزب الله لبنان لحرب أهلية جديدة؟

عاد الجدل حول سلاح حزب الله إلى الواجهة مجددا في لبنان، بعد مواقف تصعيدية أطلقها قادة الحزب، يقابلها إصرار رسمي لبناني على حصر السلاح بيد الدولة، وسط تحذيرات من أن استمرار الانقسام حول هذا الملف قد يهدد السلم الأهلي، في وقت لا يزال فيه لبنان يرزح تحت أزمات سياسية واقتصادية خانقة.

الرئيس اللبناني يؤكد التزام الدولة بحصر السلاح

رئيس الجمهورية جوزيف عون، وخلال مشاركته في قداس عيد الفصح، جدد التأكيد على أن اللبنانيين لا يريدون الحرب، مشدداً على أن السلاح يجب أن يكون حصراً بيد الدولة اللبنانية.إعلانوأضاف أن القرار المتخذ في خطاب القسم واضح، وسيُنفذ، ولكن التنفيذ ينتظر الظروف الملائمة لتحديد آليته.وأوضح عون بحسب وسائل إعلام لبنانية، أن الأولوية في المرحلة المقبلة ستكون لمحاربة الفساد وبناء دولة المؤسسات، لافتاً إلى أن الدولة اللبنانية تعتمد الحوار نهجاً لمعالجة الخلافات، وتحرص على تجنب التصادم.

حزب الله يهدد

في المقابل، أكد الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم، في خطاب بثّته قناة المنار، أن الحزب لن يسمح لأحد بنزع سلاحه أو سلاح المقاومة، واصفاً هذه الدعوات بأنها غير واقعية.وربط قاسم استعداد الحزب للانخراط في حوار حول الاستراتيجية الدفاعية بانسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، ومباشرة الدولة عملية إعادة الإعمار، مؤكداً أن الحزب لا يرفض الحوار، لكنه يرفض أن يتم تحت ضغط الاحتلال والعدوان.

أول تعليق من الرئاسة والحكومة في لبنان

ونقلت وسائل إعلام عن مصادر في رئاسة الحكومة أكدت أن المواقف الصادرة عن قادة حزب الله، رغم لهجتها التصعيدية، لا تشكّل عائقاً أمام تطبيق البيان الوزاري وخطاب القسم.وأوضحت أن الحكومة ماضية في مسار استعادة سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.كما اعتبرت مصادر وزارية قريبة من رئاسة الجمهورية أن تصريحات قاسم، وإن بدت متشددة، إلا أنها فتحت الباب أمام الحوار، مؤكدة أن لا أحد هدد الحزب بنزع السلاح بالقوة، بل إن كل الأمور قابلة للنقاش.ولفتت المصادر إلى أن خطاب قاسم تضمن إشارات إيجابية تجاه رئيس الجمهورية والجيش اللبناني، حيث قال إن الحزب والجيش في خندق واحد في مواجهة إسرائيل، ما يدل على رغبة في التهدئة رغم التصعيد الإعلامي.

ضغوط أمريكية ورد إيراني حول سلاح حزب الله

من جانبها، شددت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت، على أن بلادها تواصل الضغط لتطبيق القرار 1701، الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات، بما فيها حزب الله.في المقابل، اعتبر السفير الإيراني لدى لبنان، مجتبى أماني، أن الدعوة لنزع سلاح حزب الله مؤامرة ضد الدولة، مضيفاً أن إيران تدرك خطورة هذه الضغوط التي تستهدف تقويض الردع في المنطقة.

رفض لبناني للغة تهديد حزب الله حول قضية السلاح

ووفق تقارير صحفية فإن المواقف التصعيدية من الحزب قوبلت برفض واسع من شخصيات سياسية لبنانية. فقد قال الرئيس الأسبق ميشال سليمان إن الاحتفاظ بالسلاح خارج يد الدولة يمنع قيام الدولة ويعرقل النهوض الاقتصادي.في حين دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى وقف الحروب والاتجاه نحو البناء.كما اتهم النائب أشرف ريفي الحزب بتنفيذ أجندة إيرانية قائلاً إن «اللبنانيين لن يسمحوا بأن يُقادوا إلى الانتحار مجدداً»، بينما وصف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لغة التهديد بأنها لا تمت للديمقراطية بصلة، داعياً الحزب إلى التخلّي عن منطق القوة.

 إلى أين يتجه لبنان؟

في ظل الانقسام الحاد حول ملف السلاح، والخشية من أن تتحوّل التصريحات التصعيدية إلى مقدمات لتوترات داخلية، يُطرح السؤال الأهم: هل يقود سلاح حزب الله لبنان إلى مواجهة داخلية جديدة، أم أن الحوار لا يزال ممكناً؟رغم التصعيد، يؤكد مراقبون أن لا مصلحة لأي طرف في إشعال فتيل حرب أهلية، وأن الوضع الإقليمي والدولي يفرض على الجميع التهدئة. لكن استمرار الاحتكام إلى السلاح خارج مؤسسات الدولة يبقي احتمالات الانفجار قائمة، ما لم يُحسم هذا الملف بحوار وطني شامل يعيد الاعتبار للدولة ومؤسساتها.اقرأ أيضالأول مرة في الخليج.. تقنيات حديثة تُستخدم في سحب ومنح الجنسية الكويتية