أسامة ربيع يكشف حقائق ملحمة أبطال قناة السويس لإنقاذ سفينة إيفر جيفين

كشف الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، في لقاء خاص عبر قناة “النهار”، تقديم الإعلامي خالد أبو بكر، عن تفاصيل الملحمة المصرية التي قام بها ابطال قناة السويس، للعبور من أزمة سفينة “أيفر جيفين”.
وإليكم ابرز التصريحات.
أسامة ربيع: شركات الإنقاذ العالمية حددت 6 أشهر لحل أزمة جنوح إيفرجيفن
قال إنّ جميع شركات الإنقاذ العالمية والبحرية الأمريكية، قالت إن حل أزمة جنوح سفينة إيفرجيفن يحتاج من 3 إلى 6 أشهر، ويجب تخفيف الحمولة والبضاعة على متنها.
وأضاف “استخدمنا 15 قاطرة، ولكن مقدم السفينة كان موجودا على الأرض، أي على رمال وزلط وطوب وحديد، ولم يكن هناك وسط مائي يمكن أن نقطر السفينة منه”.
وتابع: “وبالتالي، لم تكن لعملية القطر أي قيمة، ولم تكن هناك أي استجابة، وكان الحل الآخر وهو تخفيف الحمولة في منتهى الصعوبة؛ لأنه كان سيستغرق نحو 6 أشهر بمخاطرة عالية جدا”.
أين كان الفريق أسامة ربيع وقت جنوح السفينة إيفرجيفين؟
تحدث عن موعد علمه بالحادث، وأين كان وقتها، وقال: “كان ذلك في الثامنة إلا الثلث صباحا، وكنت موجودا في المكتب منذ السابعة والربع تقريبا، وأُبلغت بالحادث”.
أسامة ربيع: يوم التفوق مرتبط بإنجاز كبير حققته القناة ورجالها وهو إنقاذ إيفرجيفن
قال إنّ يوم التفوق مرتبط بإنجاز كبير حققته القناة ورجالها، وهو إنقاذ السفينة إيفرجيفن في 23 مارس عام 2021.
وأضاف أنّ هذه السفينة كان لها مواصفات خاصة، فقد كانت كبيرة الحجم وطولها 400 متر وعرضها 60 مترا والغاطس 15 مترا وبها 18 ألف حاوية وحمولتها 222 ألف طن، وبالتالي كان الحادث غير تقليدي أو مسبوق من قبل في العالم.
أزمة جنوح السفينة إيفرجيفين
أوضح “علاوة على ذلك، كانت هناك أخطاء مركبة، فسرعة السفينة في أثناء دخولها المجرى الملاحي كانت كبيرة جدا، وعندما شحطت؛ دخلت مقدمة السفينة في الضفة الشرقية للقناة، واخترقتها لـ 12 مترا في الداخل، وهناك خطأ آخر تمثل في استخدام ماكينات الخلف للخروج بالمركب، ولكن المركب التفت، وأصبحت مؤخرتها في الضفة الغربية؛ مما أدى إلى إغلاق القناة بالكامل”.
أسامة ربيع : واجهنا تحديًا غير مسبوق في قناة السويس خلال أزمة إيفرجيفن
قال إنّ الأيام الأولى من أزمة جنوح السفينة “إيفر جيفن” كانت مليئة بالتحديات، مشيرًا إلى أن عمليات القطر التقليدية لم تحقق أي نتائج تُذكر، ما دفع الهيئة للتفكير في حلول غير تقليدية.
وأضاف أنّ القاطرات المستخدمة لم تكن قادرة على تحريك السفينة بسبب طبيعة التربة تحت مقدمتها، حيث كانت السفينة غارقة بعمق داخل منطقة صخرية ورملية، مما منع تحركها حتى مع أقصى قوة شد ممكنة.
وتابع: ” قرار اللجوء إلى تفريغ الحمولة لم يكن سهلًا، إذ إن ارتفاع الحاويات على سطح السفينة بلغ 54 مترًا، ووزن كل حاوية يتراوح بين 10 إلى 40 طنًا، وهو ما تطلب معدات خاصة قد تستغرق أشهر للوصول والبدء في العمل”
وأوضح أنه أبلغ الرئيس في نهاية اليوم الثاني أن عملية القطر لن تجدي نفعًا، والحل الوحيد أمامهم هو البدء بتخفيف الحمولة، رغم صعوبته. مضيفًا: “لم يكن لدينا بديل آخر في ذلك الوقت، وكنا في حاجة إلى دعم دولي وأفكار جديدة”.
قسوة المهمة
وتابع “القيادة لم تضغط علينا لتغيير الفريق أو تدخل جهات أخرى، بل كانت تثق في قدراتنا تمامًا، وقال لنا الرئيس: أنا واثق فيكم، شدوا حيلكم، وكان ذلك أكبر دافع لاستكمال الطريق رغم قسوة المهمة”.
أسامة ربيع: فكرة مهندس شاب أثبتت فاعليتها في حل أزمة جنوح السفينة إيفرجيفن
روى رئيس هيئة قناة السويس، لحظات حاسمة خلال اليوم الثالث من أزمة السفينة “إيفر جيفن”، حيث ظهر بصيص الأمل؛ عندما تقدم مهندس شاب بفكرة جديدة أسهمت في حل الأزمة.
وقال أنّ المهندس الشاب جاء إليه في الثانية فجرًا خلال اليوم الثالث من الأزمة، واقترح استخدام الكراكات لتغيير طبيعة التربة الصخرية أسفل مقدمة السفينة إلى تربة مائية، حتى يمكن للقاطرات سحبها بسهولة.
وتابع: “فكرة تغيير الوسط من صخري إلى مائي كانت لحظة فارقة، المهندس قال لي إن التكريك كما نستخدمه في توسيع القناة؛ يمكن استخدامه هنا لتسهيل عملية السحب”، مؤكدًا أن الفكرة جاءت في الوقت المناسب وأثبتت فاعليتها لاحقًا.
وأكد أن السبب في وصول الفكرة إليه مباشرة؛ هو طبيعة إدارته للأزمة، حيث كان متواجدًا مع فرق الإنقاذ على الأرض ولم يكن يدير الأزمة من المكتب، ما فتح الباب للحوار والأفكار بين جميع المستويات الوظيفية.
التعويم الناجح للسفينة إيفرجيفين
وأردف: “تعلمنا في القوات المسلحة أن القيادة ليست بالمكان بل بالمشاركة، ولو كنت في مكتبي؛ لما وصلتني هذه الفكرة التي غيرت مجرى الأزمة، وفتحت الطريق أمام التعويم الناجح للسفينة”.
أسامة ربيع: لم نستعن بأي معدات خارجية منذ بداية مشروع التوسعات الجنوبية
قال إنّ أي مشروع يتم تنفيذه في قناة السويس يُدرس جيدا، مشيرًا إلى أنّ مشروع توسعة قناة السويس كان حبيس الأدراج منذ سنوات، مشددًا على أنه لم يتم الاستعانة بأي معدات من الخارج منذ بداية مشروع التوسعات الجنوبية وحتى نهايته.
وأضاف “جدوى الدراسة كانت تقول إن النجاح كان في حاجة إلى وقت، وأننا في حاجة إلى الاستعانة بكراكات من الخارج”.
سأستخدم كراكات مصرية
وتابع: “عندما عرضت هذا المشروع على الرئيس السيسي، قلت له إنني سأستخدم كراكات مصرية، ولن أكلف الدولة عملة صعبة، وليس لدينا مشكلة للاستمرار مدة أطول، وقدرت أن المشروع سيستمر سنتين و6 شهور احتياطية، ولن تتعطل قناة السويس، كما أن كل متر تكريك وتطوير سيفيد قناة السويس، وقال لي الرئيس على بركة الله، ولكن، بعد أن أدخلنا بعض التعديلات”.
أسامة ربيع: تحرّك دفة السفينة إيفرجيفين أكّد نجاح خطة الإنقاذ المصرية
قال إنّ لحظة تحرك دفة السفينة إيفرجيفين الجانحة؛ كانت نقطة التحول الكبرى في عملية الإنقاذ.
وأوضح أنه بعد 3 أيام من العمل دون نتائج ملموسة؛ بدأت الدفة تتحرك 4 درجات، وهو ما وصفه بـ”المؤشر الإيجابي الكبير”.
وأردف “خلال المؤتمر الصحفي يوم الجمعة، تلقيت خبرًا جيدًا وأنا خارج من صلاة الجمعة، وهو أن الدفة بدأت تستجيب، وهذا منحني دفعة معنوية كبيرة”، مضيفًا أن هذا التحرك أكد فعالية خطة التكريك التي تم تنفيذها.
وتابع: “عمليات القطر لم تكن فعالة في البداية، ولكن بمجرد زيادة عمق التكريك واقتراب الكراكات إلى مسافة 9 أمتار فقط من السفينة؛ بدأت السفينة تستجيب تدريجيًا”.
وتابع: “رغم أن الخطوة كانت محفوفة بالمخاطر، إلا أن القرار كان لا بد منه، والأمل عاد من جديد، وبدأنا نتوقع أن تعويم السفينة أصبح مسألة وقت”.
وأكد أن الهيئة اعتمدت بالكامل على الكوادر المصرية، دون الحاجة لأي دعم خارجي، في حين أن وسائل الإعلام العالمية بدأت تتابع الموقف بتشكيك، وتتساءل: “هل ستنجح مصر؟”.
أزمة ملاحية
اختتم بالقول: “أثبتنا للعالم أن لدينا الخبرة والكوادر القادرة على حل أكبر أزمة ملاحية شهدها العالم، بإمكانياتنا فقط”.