شم النسيم من الفراعنة إلى العصر الحديث.. طقوس الاحتفال وسر أكل الفسيخ والرنجة

يحتفل المصريون اليوم 21 أبريل بـ عيد شم النسيم، ذلك العيد الذي يعود إلى العصر الفرعوني، حيث كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا اليوم بمناسبة قدوم فصل الربيع، ولتكريم الآلهة وللتعبير عن الفرح بعودة الحياة للأرض بعد فصل الشتاء.
وتبدأ احتفالات شم النسيم في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، وتتنوع مظاهر احتفالات شم النسيم بين الأماكن التي يذهب إليها المواطنون، والأطعمة التقليدية والفعاليات الترفيهية، التي تُقام في مختلف المحافظات.
ونشأ عيد شم النسيم من مهرجان «شمو» المصري القديم، الذى كان يُحتفل به في بداية فصل الصيف والحصاد، كعيد زراعي يرمز إلى تجديد الحياة والخصوبة، وذلك وفقًا لما أوضحه أساتذة التاريخ الفرعوني.
مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم
وفي هذا الصدد كشفتِ «الأسبوع» مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم منذ الحضارة المصرية القديمة، وسبب ارتباط أكل الفسيخ والرنجة بهذه المناسبة.
وقال الدكتور ياسر عبد الخالق، أستاذ التاريخ الفرعوني، إن عيد شم النسيم كمراسم واحتفالات يعود إلى الفراعنة، وهذه حقيقة مؤكدة، ومظاهر الاحتفال بشم النسيم موجودة على الجدران والمعابد، وتُعتبر من ضمن أعياد النسيء الخمسة، وكان يوجد السمك والبيض الملون.
«شموسو» تحريف وليس أصلها المصري القديم
وكشف أستاذ التاريخ الفرعوني أن كلمة «شموسو» الدارجة، التي تعبِّر عن عيد شم النسيم، هي تحريف وليس أصلها المصري القديم.
وأكد الدكتور ياسر عبد الخالق أن العادات والتقاليد بعيد شم النسيم، نفس التي تحدث الآن في العصر الحديث، من حيث تلوين البيض، وتمليح السمك وأكل البصل.
وأشار أستاذ التاريخ إلى أن ارتباط تناول الرنجة والفسيخ بعيد شم النسيم، يُعتبر عادة لا أكثر، ولكن كافة مظاهر الاحتفال كانت موجودة في الحضارة المصرية القديمة.
شم النسيم أقدم عيد غير ديني لدى المصريين القدماء
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد عبد الحميد، أستاذ التاريخ القديم، أن عيد شم النسيم، عطلة وطنية مصرية وجزء من التراث المصري القديم، واعتبر المصريون القدماء عيد شم النسيم أقدم عيد غير ديني، واحتفلوا به بمناسبة قدوم فصل الربيع، لأن الربيع كان رمزًا للخير والحصاد، وكان الاحتفال بهذا العيد هو ميعاد جني المحاصيل وما يصاحبه من فرحة تملأ البيوت بسبب وفرة المحصول وإقامة الأفراح.
وقال أستاذ التاريخ القديم إن مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم تتضمن زيارة الأماكن العامة والتنزه في الحدائق والشواطئ، وتناول أطعمة تقليدية مثل الفسيخ، والبيض الملون، والبصل الأخضر.
وأضاف محمد عبد الحميد أن اسم «شم النسيم» هو تحريف لكلمة شمو في اللغة الهيروغليفية القديمة، التي ارتبطت عند المصريين القدماء بتاريخ خلق الأرض، وتحرفتِ الكلمة مع مرور الزمن إلى شم، ثم إلى «شم النسيم» لارتباطها بفصل الربيع.
إقبال المواطنين على الشراء 20%
وفي سياق متصل، كشف الدكتور هاني المنشاوي، رئيس شعبة الأسماك باتحاد الصناعات ما يحدث في أسواق الفسيخ والرنجة في عيد شم الشيم من حيث الأسعار ونسبة الإقبال وأشهر أماكن البيع قائلاً: إن هناك ارتفاعًا في أسعار الفسيخ والرنجة خلال هذه الفترة، بسبب زيادة الطلب على هذه السلعة، ونسبة إقبال المواطنين على الشراء، وصلت لنحو 20%.
وأضاف رئيس شعبة الأسماك بغرفة الصناعات الغذائية أن مصر، تمتلك نحو 11200 مصنع متخصص في صناعة سمك الرنجة، ومدن نبروه بمحافظة الدقهلية، وسيدي سالم ودسوق بمحافظة كفر الشيخ، من أشهر الأماكن لتصنيع الفسيخ منذ عشرات السنين.
ارتفاع مبيعات الأسماك المملحة
وقال محمد حليم، نائب رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية، إن مبيعات الأسماك المملحة من الرنجة والفسيخ، ارتفعت بنسبة 25%، وزيادة المبيعات، نتيجة الإقبال الكبير على شراء الأسماك المملحة خلال عيد شم النسيم.
وأضاف نائب رئيس شعبة الأسماك بغرفة القاهرة التجارية أن هناك زيادة في الإقبال على شراء الأسماك المملحة خلال الفترة الحالية، بالتزامن مع احتفالات شم النسيم، لأنها تمثل موسمًا رئيسيًّا لهذه المنتجات، نظرًا لتقاليد المصريين خلال هذه المناسبة.
أسعار الرنجة والفسيخ
وتختلف أسعار الرنجة والفسيخ بشكل كبير في الأسواق مع تنوع العلامات التجارية وجودة التصنيع، حيث تتراوح أسعار الرنجة المدخنة في السوق من 350 لـ 900 جنيه للأنواع العادية، المستوردة كالهولندية واليونانية.
ويبلغ سعر الفسيخ المخلي المستورد نحو 1130 جنيهًا، ولكن تتوفر أنواع محلية بأسعار، تتراوح من 450 لـ 520 جنيهًا حسب تعدد العروض.
وتوفر وزارة التموين كميات كبيرة من الرنجة والفسيخ بأسعار، تبدأ من 170 جنيهًا للكيلو، بهدف توفير منتجات بجودة مقبولة وأسعار تناسب المستهلكين.