ماذا يحدث لقيادة الكنيسة الكاثوليكية عندما يموت البابا؟

أعلن الفاتيكان رسميا وفاة البابا فرنسيس، البالغ من العمر 88 عامًا، بعد أن واجه وضعًا صحيًا حرجًا بعد إصابته بعدوى رئوية معقدة، رغم خضوعه لعلاج مكثف.
• غياب قوانين واضحة لحالات عجز البابا
رغم وجود قوانين كنسية مفصلة تحدد كيفية انتقال السلطة البابوية عند وفاة البابا أو استقالته، فإنها لا تتضمن أي نصوص واضحة حول كيفية التعامل مع حالة العجز الكامل أو فقدان الوعي لفترات طويلة. لذا، فان البابا البابا فرنسيس، استمر رغم حالته الحرجة، البابا الفعلي ويتحمل المسئولية رسميًا.
• دور البابا وإدارة الفاتيكان
تقول مجلة “التايم” إن البابا هو خليفة القديس بطرس، ورئيس مجمع الأساقفة، ونائب المسيح، والقائد الروحي للكنيسة الكاثوليكية العالمية، وفقًا للقانون الكنسي. وعلى الرغم من مرضه، لا يزال البابا فرنسيس يحتفظ بصلاحياته وسلطته الكنسية.
ومع ذلك، فإنه يعتمد بالفعل على فريق من المسئولين لإدارة الشئون اليومية للفاتيكان، وعلى رأسهم وزير الخارجية الكاردينال بيترو بارولين. استمرار الأنشطة اليومية في الفاتيكان، بما في ذلك احتفالات السنة المقدسة لعام 2025، يشير إلى عدم وجود فراغ في الإدارة، حيث يتم تنفيذ المهام المخططة دون اضطراب.
• ما يحدث عند مرض البابا؟
في القانون الكنسي، هناك أحكام لحالات عجز الأساقفة عن إدارة أبرشياتهم، ولكنها لا تنطبق على البابا. تنص المادة 412 من القانون الكنسي على أن الأبارشية يمكن إعلانها “معاقة” إذا لم يتمكن أسقفها من أداء مهامه بسبب الأسر أو المنفى أو العجز، وفي هذه الحالة يتم تسليم الإدارة إلى أسقف مساعد أو نائب عام. ومع ذلك، لا يوجد نص مماثل ينطبق على البابا، مما يخلق فجوة تشريعية في حال أصبح غير قادر على أداء مهامه.
في عام 2021، عمل فريق من المحامين القانونيين على صياغة قوانين لسد هذه الفجوة، مقترحين إنشاء آلية تنقل السلطة إلى مجمع الكرادلة في حال العجز التام، مع تعيين لجنة تتولى شئون الكنيسة وإجراء فحوص طبية دورية كل ستة أشهر لتقييم حالة البابا.
• خطاب الاستقالة المحتمل
في عام 2022، كشف البابا فرنسيس عن أنه كتب خطاب استقالة بعد فترة وجيزة من انتخابه بابا، ليتم تفعيله في حال إصابته بعجز طبي دائم. وقد سلمه إلى وزير الخارجية آنذاك، الكاردينال تارسيسيو بيرتوني، لكن لم يُنشر النص أو تُحدد شروطه. علاوة على ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان هذا الخطاب صالحًا من الناحية القانونية، إذ يتطلب القانون الكنسي أن تكون استقالة البابا “طوعية وواضحة”، كما حدث عند استقالة بنديكت السادس عشر في عام 2013.
• ماذا يحدث عند وفاة البابا أو استقالته؟
تبدأ عملية انتقال السلطة رسميًا فقط عند وفاة البابا أو استقالته. خلال هذه الفترة، التي تعرف باسم “الكرسي الشاغر” (Sede Vacante)، يتولى الكاميرلينجو، أو الحاجب، مسئولية إدارة شؤون الفاتيكان، بما في ذلك تأكيد وفاة البابا، وإغلاق شقته البابوية، وتنظيم جنازته، والاستعداد لعقد المجمع المغلق لانتخاب خليفته. يشغل هذا المنصب حاليًا الكاردينال كيفن فاريل.
مع ذلك، لا يلعب الكاميرلينجو أي دور في حال كان البابا مريضًا فقط. كما لا يتمتع عميد مجمع الكرادلة، الذي يشرف على الجنازة وينظم الانتخابات البابوية، بأي صلاحيات إضافية في حال كان البابا على قيد الحياة لكنه عاجز.
في أوائل فبراير 2025، قرر البابا فرنسيس تمديد ولاية عميد مجمع الكرادلة، الكاردينال جيوفاني باتيستا ري (91 عامًا)، بدلاً من تعيين بديل أصغر سنًا. كما مدّد ولاية نائبه، الكاردينال الأرجنتيني ليوناردو ساندري (81 عامًا)، مما يشير إلى استمرارية الإدارة الحالية دون تغييرات جذرية.