صدور “تاريخ زنجبار المصور” لرياض البوسعيدي

صدور “تاريخ زنجبار المصور” لرياض البوسعيدي

مسقط في 21 أبريل/ العُمانية/ يستعرض
كتاب “تاريخ زنجبار المصور” لمؤلفه رياض بن عبد الله البوسعيدي وترجمة
محمد بن عبد الله الحارثي، تاريخ زنجبار في الفترة من 1800-1964، والتي كانت حتى
وضعها تحت الحماية البريطانية في سنة 1890م تابعة لـعُمان.

صدر الكتاب أخيرًا عن “الآن ناشرون
وموزعون” في 168 صفحة من القطع الكبير، بنسخة ملونة، مثل نظيرتها الإنجليزية،
ويضم 36 فصلًا، ومقدمة للمترجم، ومقدمة وخاتمة للمؤلف، وعددًا من الصفحات التي
أضافها المترجم.

ويقدَّم الكتاب صورة واضحة عن نمط الحياة
والمستوى الحضاري الذي كانت عليه الجزيرة قبل فرض الحماية البريطانية، وينتقل بين
مختلف القصور التي جرى تعميرها، وإلى ما سماه المؤلف “عصر النهضة”، بما
في ذلك رحلة السفينة “سلطانة” إلى أمريكا، وزيارة السُّلطان برغش إلى
أوروبا، والمشروعات الإصلاحية والتقدمية التي سعى سلاطين زنجبار إلى جلبها إلى
الجزيرة، مثل مشروع السكة الحديد، وإدخال الكهرباء. كما يتطرَّق الكتاب إلى مختلف
الموضوعات من قبيل عملات زنجبار القديمة، والتاريخ البريدي لسلطنة زنجبار، وتاريخ
دور السينما، والرعاية الصحية، والتعليم.

ويقول المؤلف في مقدمته للكتاب:
“يهدف هذا الكتاب في الأساس إلى توعية شعوب شرق إفريقيا بوجه عام، وشعب
زنجبار بوجه خاص، بتاريخهم الثري المجيد”. ويضيف: “تفخر دول كثيرة
بتاريخها، ولها الحق في أن تفخر به، فلقد حافظت هذه الدول على تاريخ في شكل مكتوب
من قبيل الكتب، ونقّبت في الأرض للكشف عن ماضيها، ورمَّمت مبانيها القديمة للحفاظ
على عمارتها، وتعرض مقتنياتها بفخر في متاحفها حتى يشاهدها الآخرون، فلا مراء في
أن تاريخ أي دولة، سواء أكان جيدًا أم سيئًا، كنز لشعبها وثقافتها وماضيها وتطلعها
التقدمي إلى المستقبل”.

ويقول محمد الحارثي مترجم الكتاب أن
الكتاب يستعرض الفترة التي انتقل فيها السيد سعيد بن سلطان إلى زنجبار من مسقط
وجعلها عاصمةً له، مؤكدًا على أهمية الجزيرة بوصفها مركزًا تجاريًّا رئيسًا، وكيف
ازدهرت زنجبار خلال تلك الفترة، فقد شهدت توسُّعًا في العلاقات التجارية مع أوروبا
وأمريكا”.

كما يستعرض الكتاب تأثيرات التبادل
الثقافي بين العرب والأفارقة والآسيويين والأوروبيين في زنجبار، ما أدى إلى إيجاد
ثقافة فريدة يمتزج فيها العديد من العناصر قبل التدافع الاستعماري على إفريقيا،
حيث كانت مدن شرق إفريقيا لقرون من الزمن تُجسِّد ثقافة حضرية محسّنة تتميز بنظام
معقّد لإمدادات المياه، وبالفَخَّار الرائع، والعمارة المتطورة كانت انعكاسًا
لإيمانهم بالله، وأخيرًا وليس آخرًا، المطبخ “السواحلي”، والمؤثرات
العُمانية، إلى جانب الصراعات التي شهدتها زنجبار بين القوى الاستعمارية الغربية،
مثل بريطانيا وألمانيا، وكيف أثرت هذه الصراعات في مستقبل الجزيرة وسكانها.

وفي الخاتمة يقول المؤلف حول زنجبار ومدن
الشرق الإفريقي التي كان يشملها النفوذ العُماني في تلك الفترة: “كانت هذه
المدن في شرق إفريقيا لقرون من الزمان تجسيدًا لثقافة حضرية محسنة تتميز بنظام
معقد لإمدادات المياه، وبالفخار الرائع، والعمارة المتطورة كانت انعكاسًا لإيمانهم
بالله، والأقمشة الفاخرة، وأخيرًا وليس آخرًا، المطبخ السواحلي اللذيذ لذاذة
فريدة. والمؤثرات العُمانية في كل هذه المجالات ذات أهمية قصوى، وقد ترسخت جذورها
حتى يومنا هذا”.

/العُمانية/ النشرة الثقافية/ شيخة
الشحية