من الحريق لـ التهويد والتفجير.. هل اقترب تنفيذ مخطط هدم المسجد الأقصى | شاهد

من الحريق لـ التهويد والتفجير.. هل اقترب تنفيذ مخطط هدم المسجد الأقصى | شاهد

بعد أكثر من خمسة عقود على إحراقه، ما يزال المسجد الأقصى المبارك في قلب الاستهداف الإسرائيلي، وسط تصعيد غير مسبوق في وتيرة الاعتداءات عليه، وتحول واضح في طبيعة التهديد.وبحسب تقارير فقد انتقلت مخططات تهويد المسجد الأقصى من دعوات الجماعات الدينية المتطرفة إلى صلب القرار السياسي في حكومة يمينية تُعد الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل.إعلانويري مراقبون أنه في ظل صعود التيار الديني القومي في إسرائيل، واستمرار حالة اللامبالاة الدولية والعربية، يجد المسجد الأقصى نفسه أمام أخطر مرحلة منذ احتلال القدس عام 1967، حيث لم تعد التهديدات مجرد تصريحات متطرفة، بل تحولت إلى أدوات تكنولوجية ورسائل بصرية تُمهد لتنفيذ التفجير الفعلي وبناء الهيكل المزعوم.

 استهداف مستمر للمسجد الأقصى

في 21 أغسطس 1969، اقتحم المتطرف الأسترالي “دينيس مايكل روهان” المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي، ما أدى إلى أضرار جسيمة طالت منبر صلاح الدين ومحراب المسجد، في جريمة مدانة دوليًا كانت تهدف -وفق بيانات السلطات الإسرائيلية آنذاك- إلى تسريع “العودة المسيحانية” ببناء الهيكل المزعوم.

ومنذ ذلك اليوم، تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد، بدءًا من أعمال الحفر والأنفاق تحت أساساته، مرورًا بتحديد أعمار المصلين ومنعهم من الدخول، وصولًا إلى تقييد عمل دائرة الأوقاف الإسلامية وفرض الحماية الأمنية للمقتحمين من المستوطنين.

تصاعد اقتحامات المستوطنين لـ المسجد الأقصى

بحسب وسائل إعلام فلسطينية، شهد الأسبوع الجاري اقتحام نحو 7 آلاف مستوطن باحات المسجد تحت حماية قوات الاحتلال، في مشهد يؤكد تغيّر قواعد الاشتباك داخل الحرم القدسي، وتحول الأمر من استفزازات فردية إلى مخططات ممنهجة تفرض واقعًا جديدًا داخل المسجد.

وبحسب تقارير يعود ذلك إلى صعود التيار الديني الصهيوني داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، حيث يُعد وزير “الأمن القومي” إيتمار بن غفير من أبرز الداعمين لاقتحام الأقصى، وهو ذاته الذي أعلن مرارًا أن المسجد “ليس للمسلمين وحدهم”، داعيًا لتكريس التقسيم الزماني والمكاني.

فيديو تفجير المسجد الأقصى يثير الغضب

وفي تطور خطير، تداولت منصات تابعة لمنظمات استيطانية خلال الأيام الماضية مقطع فيديو تم إعداده بتقنية الذكاء الاصطناعي يُظهر مشهدًا صادمًا لتفجير المسجد الأقصى وإقامة الهيكل اليهودي مكانه، تحت عنوان “العام القادم في القدس”، ما أثار موجة غضب عارمة في الشارع الفلسطيني والعربي.

وأثار الفيديو حالة من الغضب في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره نشطاء أنه “ليس مجرد دعاية، بل تحريضا مكشوفا لتنفيذ مخطط يسعى له المتطرفون منذ عقود”، مؤكدين أن “من يرتكب الإبادة الجماعية في غزة لن يتردد في نسف المقدسات”.

دعوات لتدخل عاجل

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن “بالغ القلق” تجاه ما أسمته “تحريضًا ممنهجًا ضد المسجد الأقصى”، مشيرة إلى أن نشر هذا النوع من الفيديوهات يكشف نوايا الجماعات الاستيطانية، ويعكس شعورًا متزايدًا لدى الحكومة الإسرائيلية بإمكانية تنفيذ مخططاتها في ظل الصمت الدولي.ودعت الخارجية المجتمع الدولي إلى “التعامل بمنتهى الجدية مع هذه التهديدات”، والضغط على إسرائيل لوقف استفرادها بالأماكن المقدسة، والانصياع لقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأقصى.

خطة تهويد المسجد الأقصى

يرى مراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى عبر هذه الموجات التصعيدية إلى تغيير الطابع الإسلامي الحصري للمسجد الأقصى، تمهيدًا لتقسيمه مكانيًا، وهو ما تم تطبيقه سابقًا في المسجد الإبراهيمي في الخليل.ويأتي هذا ضمن سياسة أوسع تستهدف تهويد مدينة القدس، عبر تكثيف الاستيطان وتهجير السكان الفلسطينيين وهدم المنازل، وصولًا إلى محو المعالم العربية والإسلامية واستبدالها برموز دينية يهودية.

دعوات إلى التحرك العربي والإسلامي

ردود الفعل على الفيديو المفبرك لم تكن فقط شعبية، بل ترافقت مع تساؤلات حول غياب الموقف الرسمي العربي. وغرّد ناشطون بتذكير منظمة التعاون الإسلامي بأن “ولادتها جاءت من رحم حريق الأقصى عام 1969″، متسائلين عن جدوى استمرار صمتها في وجه التهديدات المتزايدة.

كما دعا آخرون إلى ضرورة الخروج من “وضع الصمت العربي”، مطالبين بتحرك فوري سياسي ودبلوماسي وإعلامي لحماية  الأقصى الذي يُعدّ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.اقرأ أيضاالمعركة الكبرى تقترب.. إسرائيل تستدعي آلاف الاحتياط وسط دعوات لاحتلال غزة بالكامل