ايه اللي حصل في سعر الذهب.. وسبب الصعود التاريخي للمعدن الأصفر وهبوط الدولار

ارتفع سعر الذهب إلى ما يزيد عن 3420 دولارًا للأونصة نتيجةً لمزيج من التوترات الجيوسياسية، وعدم اليقين الاقتصادي، والتحولات في سلوك المستثمرين.
ويعكس هذا الارتفاع الملحوظ اتجاهًا أوسع نطاقًا نحو تراجع الثقة في العملات الورقية التقليدية، وخاصةً الدولار الأمريكي.
ومع ذلك، ورغم أهمية صعود الذهب، من الضروري مراعاة العوامل التي قد تؤدي إلى انخفاض محتمل في قيمته.
◄ أسباب ارتفاع سعر الذهب
• التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية
أدت الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين إلى تقلبات كبيرة في السوق وقد أثارت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية العدوانية، والخلافات العلنية مع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، قلق المستثمرين وأدت هذه الإجراءات إلى مخاوف من الركود التضخمي وضعف الدولار الأمريكي، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب.
• ضعف الدولار الأمريكي
شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا، ليصل إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات مقابل العملات الرئيسية وهذا الانخفاض يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، إذ أصبح أقل تكلفةً بعملاتهم المحلية ويعود ضعف الدولار إلى السياسات الاقتصادية المحلية وديناميكيات السوق العالمية.
• تحول المستثمرين عن الدولار والأصول الأمريكية
يُقلل عدد كبير من المستثمرين المؤسسيين من استثماراتهم في الأسهم الأمريكية والدولار وقد أبرز استطلاع رأي أجراه بنك أوف أمريكا تشاؤمًا قياسيًا تجاه الأصول الأمريكية، حيث يتوقع العديد من المستثمرين المزيد من الانخفاض في قيمة الدولار ويُعزى هذا التحول إلى المخاوف بشأن التضخم، والسياسات التجارية، والاستقرار العام للاقتصاد الأمريكي.
• مشتريات البنوك المركزية من الذهب
تعمل البنوك المركزية حول العالم على زيادة احتياطياتها من الذهب، معتبرةً المعدن النفيس وسيلةً للتحوط من عدم الاستقرار الاقتصادي وانخفاض قيمة العملات وقد عزز هذا الطلب المؤسساتي أسعار الذهب، معززًا مكانته كملاذ آمن.
◄ أسباب عزوف المستثمرين عن الدولار
• السياسات التجارية والتعريفات الجمركية
أدى فرض الإدارة الأمريكية للرسوم الجمركية إلى اضطراب التجارة العالمية وإثارة المخاوف بشأن التضخم وقد أدت هذه السياسات إلى انخفاض جاذبية الأصول الأمريكية، مما دفع المستثمرين إلى تنويع محافظهم الاستثمارية بعيدًا عن الدولار.
• عدم اليقين بشأن السياسة النقدية
أدت انتقادات الرئيس ترامب العلنية للاحتياطي الفيدرالي وقيادته إلى حالة من عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأمريكية وهذا التقلب يُقوّض الثقة بالدولار ويُشجّع المستثمرين على البحث عن بدائل أكثر استقرارًا.
• المؤشرات الاقتصادية
أدت مؤشراتٌ مثل ارتفاع التضخم وركود النمو الاقتصادي إلى تراجع جاذبية الأصول المقومة بالدولار ويتجه المستثمرون بشكل متزايد نحو سلعٍ مثل الذهب، الذي يُعتبر مستودعًا أكثر موثوقيةً للقيمة خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي.
◄ احتمالات انخفاض سعر الذهب
على الرغم من ارتفاع سعر الذهب بشكل ملحوظ، إلا أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى انخفاض قيمته:
• قوة الدولار الأمريكي
إذا ارتفعت قيمة الدولار الأمريكي نتيجةً لتغيرات في السياسة النقدية أو انتعاش الاقتصاد الأمريكي، فقد يصبح الذهب أكثر تكلفةً للمستثمرين الأجانب، مما يقلل الطلب عليه وربما يخفض سعره.
• ارتفاع أسعار الفائدة
من شأن رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة أن يجعل الأصول ذات الفائدة أكثر جاذبيةً مقارنةً بالذهب الذي لا يُدرّ فوائد وقد يؤدي هذا التحول إلى انخفاض الطلب على الذهب وبالتالي انخفاض سعره.
• الاستقرار الاقتصادي
إذا استقرت الأوضاع الاقتصادية العالمية وانحسرت مخاوف التضخم، فقد يبتعد المستثمرون عن الذهب ويعودون إلى الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم وقد يؤدي هذا التغيير في السلوك الاستثماري إلى انخفاض أسعار الذهب.
• زيادة المعروض من الذهب
قد يؤدي التقدم في تكنولوجيا التعدين أو اكتشاف احتياطيات جديدة من الذهب إلى زيادة المعروض منه في السوق وإذا تجاوز العرض الطلب، فقد يُسبب ذلك ضغطًا هبوطيًا على أسعار الذهب.