محمد ممدوح: إسرائيل ترتكب جرائم حرب بغزة ولم يعد للمجتمع رفاهية الصمت

محمد ممدوح: إسرائيل ترتكب جرائم حرب بغزة ولم يعد للمجتمع رفاهية الصمت

قال الدكتور محمد ممدوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس، إن ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان جاثم ومتواصل واستهداف مباشر للمدنيين العزل وقصف خيام النازحين، بما فيهم من أطفال ونساء، وقتل الطواقم الطبية والمسعفين والصحفيين، يمثل جرائم حرب مركبة تتجاوز كل حدود القانون الدولي الإنساني، وترتقي إلى مرتبة الجرائم الدولية الجسيمة، وعلى رأسها جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية كما عرفتها اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكد ممدوح، في تصريحات خاصة لـ”تواصل”، أن استهداف مستشفى المعمداني، وقبله عشرات المرافق الطبية ومراكز الإيواء، يشكل انتهاكًا سافرًا لمبدأ الحماية الخاصة المقررة للمنشآت الطبية بموجب المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة، ويمثل استخدامًا ممنهجًا للقوة ضد الفئات الأضعف، في انتهاك واضح لمبدأ التناسب، ولحظر العقوبات الجماعية الذي يُعد من المبادئ الأساسية في القانون الدولي.

 

وأشار ممدوح، إلى أن المجتمع الدولي لم يعد أمامه رفاهية الصمت أو التواطؤ؛ فالتقاعس عن اتخاذ إجراءات فعالة ضد هذه الانتهاكات يُفقد المنظومة الدولية ما تبقى لها من مصداقية، لافتًا إلى أن المحاسبة الدولية لم تعد خيارًا، بل ضرورة حتمية، ويجب على الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف التحرك فورًا لتفعيل مبدأ الاختصاص القضائي العالمي، وإحالة المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية دون تأخير.

 

وأضاف: “جميع المؤسسات الحقوقية في مصر تؤكد دعمها الكامل للدعاوى المقامة أمام محكمة العدل الدولية ضد ممارسات الاحتلال، ونطالب بفرض عقوبات دولية ملزمة تشمل حظر تصدير الأسلحة والمعدات العسكرية، ووقف التعاون الاستخباراتي والدبلوماسي مع دولة الاحتلال، إلى حين امتثالها للقانون الدولي وإنهاء سياسات الحصار والتطهير العرقي”.

 

وأشاد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، بالموقف المصري الثابت، الذي أكد منذ اليوم الأول رفضه القاطع لأي محاولة لإعادة إنتاج سيناريو التهجير القسري، تحت أي ذريعة كانت، مؤكدًا أن مصر تتحرك في هذا الملف من منطلقات تاريخية وسيادية وإنسانية، وتُعد اليوم الحصن الأخير للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، في وقت يُخيم فيه الصمت على كثير من عواصم القرار، مثمنًا الجهد الإنساني الهائل الذي تبذله مصر ومنظمات المجتمع المدني في دعم المتضررين، من خلال استقبال الجرحى، وتقديم الرعاية للمصابين، وتوفير ممرات آمنة للمساعدات، في ظل ظروف شديدة التعقيد.