سيناء فى عيون الدراما والسينما.. بطولات تحتاج إلى توثيق

يوافق اليوم 25 إبريل، ذكرى تحرير سيناء، وهو اليوم الذى استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندى إسرائيلى منها، وفقًا لمعاهدة كامب ديفيد، حيث تم استرداد أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التى تم استردادها لاحقا بالتحكيم الدولى فى 15 مارس 1989، واكتمل التحرير عندما رفع الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا فى عام 1989.
ولعل المبدعين لم يكونوا فى معزل عن تجسيد هذه المناسبة فى أعمالهم الفنية سواء التليفزيونية أو السينمائية والتى جسدت بطولات الجنود المصريين فى تحرير سيناء، فظهرت الأعمال الدرامية، التى تعرض قصص البطولات والفدائيين الأبطال، وتطرق المبدعون لتناول البعد الإنسانى والنفسى لمن عاشوا تلك اللحظات، وخلال الاحتفال بالذكرى الـ43 لتحرير سيناء، نستعرض أهم تلك الأعمال التى ما زالت تحظى بنسبة مشاهدة كبيرة، ولعل ذلك يكون مؤشرا لتقديم أعمال عن أرض سيناء الحبيبة، التى أصبحت مطمعا للعالم، فى ظل المطامع العالمية حول حدودها.
ويعتبر مسلسل الاختيار ضمن الاعمال المهمة التى تناولت مشاعر المصريين تجاه أرض الفيروز، لأن سيناء للشعب المصرى ليست مجرد أرض تم استردادها لكنها كرامة وطن، ففى مشهد يجمع امير كرارة مع الجنود ضمن أحداث الجزء الأول من المسلسل الذى يجسد فيه شخصية الشهيد أحمد صابر المنسى–قائد الكتيبة 103 صاعقة–أثناء حديثه مع الجنود عن أرض سيناء وأهميتها وضرورة الحفاظ عليها، سألهم: «مين فيكو ليه حد استشهد فى الحرب أى حرب 56.. 67.. 73؟»، وعندما رفع عدد كبير من الجنود أيديهم للإشارة لفقدان أسرهم شهداء فى الحروب على أرض سيناء، قال كرارة «تمام دا احنا كتير أوى.. يعنى نص الكتيبة ليها شهداء على الأرض دى».
وقال «على فكرة ممكن يكون كل واحد فيهم اتدفن هناك وسط أهله على أرضه.. بس دم كل واحد فيهم معجون فى الأرض دى.. يعنى لازم نعمل حسابنا واحنا بنخطى أى خطوة إن عليها دم خالك أو أبوك أو عمك أو جدك.. لازم وأنت بتدوس على الأرض دى تدوس عليها بأدب باحترام.. لازم نقدر الأرض ونقدر الدم اللى اتدفع فيها».
وأضاف «على فكرة اللى استشهدوا زمان مخدوش حاجة قصاد اللى عملوه احنا اللى خدنا كل حاجة.. خدنا إيه؟.. خدنا بلد كاملة أرض حرة راس مرفوعة.. احنا هنا عشان نسلم الأرض للى بعدينا زى ما احنا استلمناها من اللى قبلينا»..
مسلسل «وادى فيران» وتدور أحداثه عن واقعة حقيقية، حدثت فى منطقة جنوب سيناء، خلال الفترة من نكسة يونيو1967 وحتى نصر أكتوبر73، ويعكس صورة من صور مقاومة أهالى سيناء للاحتلال الإسرائيلى للسيطرة على المنطقة، المسلسل بطولة حمدى أحمد وحنان ترك وجمال عبدالناصر وسميرة عبد العزيز وعبدالغفار عودة وأحمد خليل وعبد الله محمود ومحمد التاجى ومغرد حجاب، تأليف الكاتب الصحفى عبده مباشر، وإخراج علاء كريم.
ايضا قدمت الدراما العديد من الاعمال المهمة التى تناولت دور المخابرات المصرية فى تحرير سيناء بينها مسلسل «رأفت الهجان»، الذى قدم فى 3 أجزاء، وهو الملحمة الدرامية التى قدمت عناصر المخابرات المصرية بشكل مفصل، وبدأ عرض جزئه الأول فى نهاية الثمانينيات، واستمر عرض باقى أجزائه حتى منتصف التسعينيات، وهو مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، وتحكى سيرة الجاسوس المصرى رفعت على سليمان الجمال الذى عُرف باسم «رأفت الهجان الذى تم زرعه داخل المجتمع الإسرائيلى للتجسس لصالح المخابرات المصرية، وكان له دور فعال فى الإعداد لحرب أكتوبر وظهرت ملامح الصراع على وجه رأفت الهجان والتى صورها المسلسل حول مشاعر نكسة 67 والاستيلاء على سيناء واظهار اهميتها، وهو من بطولة محمود عبدالعزيز ويوسف شعبان ويسرا وإخراج يحيى العلمى، وسيناريو وحوار صالح مرسى.
أيضا من ملفات المخابرات العامة قدمت الدراما مسلسل «الحفّار»، تم إنتاجه عام 1995، ويدور حول دور المخابرات المصرية، لتدمير حفار ضخم اسمه «كينتنج 1»، استقدمته إسرائيل عقب النكسة، وفى ذروة الصراع العربى الإسرائيلى، للقيام بعمليات تنقيب عن البترول فى سيناء، لدعم اقتصادها وإحراج الحكومة المصرية، ولكن المصريين تمكنوا عبر العديد من المغامرات وقصص البطولة، من تدمير الحفار وإخراجه من الخدمة نهائيا، بطولة حسين فهمى وهالة صدقى ومصطفى فهمى، ومن إخراج وفيق وجدى، عن قصة صالح مرسى.
أيضا تم تقديم مسلسل «السقوط فى بئر سبع» يحكى قصة حقيقية مأخوذة من ملفات المخابرات المصرية، اشتهرت باسم بطلتها الحقيقية «انشراح موسى»، وبدأت وقائعها فى العريش عقب الاحتلال الإسرائيلى لسيناء فى يونيو 1967، ويدور حول أسرة كاملة من أب وأم وثلاثة أولاد عاشوا على أرض مصر يكرسون جهدهم لخدمة إسرائيل، المسلسل إنتاج عام 1994، بطولة أبو بكر عزت وسعيد صالح وإسعاد يونس، وطارق الدسوقى، وأحمد ماهر، ومن إخراج نور الدمرداش، وفى هذا العمل رصد ابناء اهالى سيناء والعريش فى محبة مصر.
ومسلسل «الثعلب» والذى يتناول بعض عمليات الفريق «رفعت جبريل» حينما كان يعمل ضابطا–قبل أن يصير مديرا- للمخابرات العامة المصرية، وانتصاراته المبهرة أمام الموساد الإسرائيلى، وهو بطولة نور الشريف وصلاح ذو الفقار وإيمان وفادية عبدالغنى وعبدالله غيث، إخراج أحمد خضير، وتأليف إبراهيم مسعود.
أما مسلسل «العميل 1001» فيحكى قصة حقيقية من ملفات المخابرات العامة المصرية، عن زرع العميل المصرى 1001 داخل إسرائيل، فى فترة السبعينيات، والخدمات الجليلة التى قدمها لمصر، وكانت سببا فى انتصارات أكتوبر، المسلسل سيناريو وحوار د. نبيل فاروق، إخراج شيرين عادل، وبطولة مصطفى شعبان، نور، نيللى كريم، ريهام عبدالغفور، رزان مغربى، جمال إسماعيل.
وأيضا مسلسل «حرب الجواسيس»، ويرصد جولة جديدة من ملفات الصراع العربى الإسرائيلى، فى الفترة ما بعد عام 1967، وحتى حرب أكتوبر 1973، ويروى قصة «سامية فهمى» التى كتبها الكاتب الراحل صالح مرسى، والمسلسل إنتاج عام 2009، بطولة منة شلبى وهشام سليم.
ايضا مسلسل «شهيد اسمه موشيه»، يحكى المسلسل، قصة الشهيد عمرو طلبة، الذى تم دفنه فى إسرائيل ملفوفا جثمانه بعلم مصرى، والعمل مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية، وقام ببطولته كل من: أحمد مرعى، ومحمد الدفراوى، وسامح السيد، وكتب السيناريو الحوار ماهر عبد الحميد، وإخراج حسين عثمان.
مسلسل «ملحمة العبور» بطولة توفيق الدقن، أنور محمد أنور، عبد العزيز رشدى المهدى، المرسى أبو العباس، إخراج فاروق لطيف.
ينضم للقائمة مسلسل «دموع فى عيون وقحة»، وهو مسلسل لقصة مبنية على أحداث حقيقية من ملفات الجاسوسية المصرية لإحدى عمليات المخابرات المصرية ضد الموساد الإسرائيلى، وذلك من خلال بطل المسلسل جمعة الشوان الذى تمكن من التجسس على إسرائيل لصالح مصر، فترة من الزمن، أمدهم خلالها بالعديد من المعلومات المغلوطة التى كانت سببا فى نصر أكتوبر، المسلسل بطولة عادل إمام ومعالى زايد وصلاح قابيل ومحمود الجندى ومشيرة إسماعيل، وإخراج يحيى العلمى، وسيناريو وحوار صالح مرسى.
ورغم اهمية سيناء لم يوثق احداثها سوى 5 اعمال فقط هى فيلم الممر الذى تم عرضه عام 2019 ويعتبر آخر الأفلام الوطنية التى جسدت الفترة ما قبل حرب أكتوبر، وهو يتناول قيام عدد من عناصر الجيش المصرى بتنفيذ عملية فى سيناء بعد نكسة 1967 فيما عرفت لاحقا باسم «حرب الاستنزاف»، الفيلم من إخراج شريف عرفة وبطولة أحمد عز والفنان أحمد رزق وهند صبرى ومحمد الشرنوبى ومحمد فراج، ومن تأليف أمير طعيمة وإنتاج هشام عبدالخالق.
وفيلم الرصاصة لا تزال فى جيبى هو فيلم مصرى أنتج عام 1974، ويعتبرمن أهم وأشهر الأفلام التى تداولت فى السينما المصرية والعربية فى مناقشة قضية تحرير سيناء، بل ألقت الضوء على كثير من الأمور التى كانت مبهمة فى هذا الوقت، بطولة «محمود ياسين، نجوى إبراهيم، وحسين فهمى، ويوسف شعبان، وسعيد صالح، وصلاح السعدنى، وهو من تأليف عمر خورشيد، وإخراج حسام الدين مصطفى.
فيلم «حائط البطولات» تم طرحه عام 1999، ومن إخراج محمد راضى وقصة إبراهيم رشاد، وسيناريو وحوار مصطفى بدر ومحمد راضى وإبراهيم رشاد، وشارك فى بطولته: «محمود ياسين، وفاروق الفيشاوى، وأحمد بدير، وحنان ترك، وخالد النبوى، وعايدة عبدالعزيز، ومجدى كامل، وندى بسيونى، ومها أحمد، وبهاء ثروت، وخليل مرسى، وحجاج عبد العظيم، وسميرة محسن، وثريا إبراهيم، وغسان مطر، ومحمد خيرى، وطارق النهرى، وغادة إبراهيم، وأحمد دياب».
الطريق إلى إيلات أنتج عام 1993، وتدور أحداث الفيلم في أثناء حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب أكتوبر، بالتحديد فى شهر يوليو، ويتناول الفيلم الغارات المصرية على ميناء إيلات الإسرائيلى، وهى العمليات التى نفذتها مجموعة من الضفادع البشرية التابعة لسلاح البحرية المصرى، حين هاجموا ميناء إيلات الحربى وتمكنوا من تدمير سفينتين حربيتين هما بيت شيفع وبات يم والرصيف الحربى للميناء، ثم عودة الأبطال بعد إتمام مهمتهم بنجاح، بعد استشهاد بطل واحد، الفيلم من بطولة صلاح ذو الفقار ونبيل الحلفاوى ومادلين طبر ومن اخراج إنعام محمد على، وسيناريو وحوار فايز غالى.
ويعتبر آخر الاعمال التى قدمت سيناء هو فيلم « السرب» بطولة احمد السقا وكريم فهمى وعدد من النجوم، وبرع هذا العمل فى تجسيد الجانب الانسانى للجيش المصرى فى عشقه لأرض سيناء الحبيبة.