هل الأحلام المكررة تحذير من شيء خطير.. أستاذ نفسي يجيب (فيديو)

شرح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، ظاهرة الأحلام المتكررة، مشيراً إلى أن تكرار الحلم له دلالات نفسية مهمة.
وتابع أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة “راحة نفسية”، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء: “الحلم المتكرر هو ظاهرة معروفة في علم النفس، ويعكس عادة صراعاً داخلياً لم يتم حله بعد في حياة الشخص”.
وأضاف أن هذه الأحلام قد تكون متعلقة بمخاوف لم يتمكن الشخص من التعامل معها، أو أمنيات لم تتحقق، أو رغبات ملحة لم تُشبع.
وأوضح أن هناك أنواعاً مختلفة من الأحلام المتكررة، مثل الحلم بالسقوط من مكان عالٍ، أو الدخول في امتحان دون التحضير له، أو الشعور بالخجل من المشي عارياً أو بدون حذاء، موضحا أن هذه الأحلام تتكرر بشكل شبه يومي أو بأشكال مشابهة، مما يعكس أن الشخص يعيش في صراع داخلي لم يجد له حلاً بعد.
وأشار إلى أن تكرار هذه الأحلام يعتبر من المواضيع المهمة في الطب النفسي، حيث يتم مناقشتها في العيادات النفسية للتعرف على سبب هذا الصراع الداخلي وكيفية معالجته.
وأكد أن فهم وتفسير هذه الأحلام يمكن أن يساعد في تسليط الضوء على القضايا النفسية التي يعاني منها الشخص، مما يساعد في علاجها بشكل فعال.
وأكد أن تفسير الأحلام لا يُعد علمًا بالمعنى الأكاديمي، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في الجامعات، بما فيها الأزهر، أي قسم يُعنى بتدريس تفسير الأحلام بشكل منهجي.
وتابع: “هل تفسير الأحلام ده علم؟ لا، مش علم، مش هتلاقي في الأزهر، ولا في أي جامعة محترمة، قسم اسمه قسم تفسير الأحلام. ليه؟ لأنه اجتهادي، ما فيهوش نص قاطع”.
وأوضح أن محاولة تقديم تفسير ثابت لأي حلم على أنه قاعدة عامة هو أمر خاطئ: “لما تقول والله اللي شاف كذا يبقى معناه كذا، ده تبسيط مخل، وده نفس الخطأ اللي وقع فيه فرويد لما حاول يفسر كل الأحلام برموز جنسية في المدرسة التحليلية، وطلع غلط”.
وأشار إلى أن كثيرًا مما يُنسب للإمام ابن سيرين في تفسير الأحلام غير دقيق، موضحًا أن “الكتاب المعروف باسم تفسير الأحلام لابن سيرين لم يؤلفه هو، وإنما جمعه أحد تلاميذه، وأضاف إليه آخرون كثيرون على مر العصور”.
وحذر المهدي من الاعتماد على نتائج البحث عبر الإنترنت لتفسير الأحلام، قائلًا: “ناس بتحلم حلم وتدخل تكتبه على جوجل، ويطلع لها التفسير، ده يا جماعة ما ينفعش ناخده كأنه شيء مسلم بيه. مفيش حد يقدر يفسر الحلم غير صاحب الحلم نفسه”.
وبيّن أن رمزية الحلم تختلف من شخص لآخر، ومن ثقافة لثقافة، ضاربًا مثالًا بذلك: “الكلب مثلًا، في مجتمعات غربية بيعتبر حيوان أليف ووفي وقريب من الإنسان، لكن في بيئات تانية، هو كائن مخيف وسعران، التعبان كمان، ممكن في ثقافة يكون رمز للخطر، وفي ثقافة تانية رمز مقدس”.
وأكد أن تفسير الحلم يعتمد على ظروف حياة الشخص، ومعاني الرموز عنده هو، وليس بناءً على قوالب جاهزة.
وقال: “مش بالضرورة إنك تفسر الحلم عشان يؤدي وظيفته. هو بالفعل قدّى وظيفته؛ سواء في التنفيس، أو التخفيف، أو تحقيق الأمنيات، أو إشباع الرغبات. لكن لو قدرت تفك شفرته صح، ممكن يديك رسالة تستبشر بيها أو تاخد بالك منها، إنما ما تاخدهاش على إنها قضية مسلم بها وتفسير واحد ينطبق على الكل”.
اقرأ المزيد..