حلم الـ 4 مليارات دولار يبدأ.. كل ما تريد معرفته عن أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة؟

حلم الـ 4 مليارات دولار يبدأ.. كل ما تريد معرفته عن أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة؟

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

يترقب العالم الاقتصادي والصناعي افتتاح مصنع “غزل 1” الجديد في مدينة المحلة الكبرى، الذي يُعد أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم، وأحد أبرز المشروعات القومية التي تقودها مصر لاستعادة ريادتها التاريخية في هذا القطاع الحيوي. 

يأتي هذا المشروع ضمن استراتيجية طموحة لوزارة قطاع الأعمال العام لتحديث صناعة الغزل والنسيج باستثمارات تتجاوز 50 مليار جنيه، ويُتوقع أن يكون له تأثير اقتصادي عميق على المستويين المحلي والعالمي. 

في هذا التقرير، نستعرض مع قراء بانكير بالتفاصيل كل ما يريدون معرفته عن أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة، والذي سيتم افتتاحه خلال الأيام القليلة المقبلة.

 تفاصيل أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم

أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة

يقع مصنع “غزل 1” في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، صاحبة الدور الرائد في صناعة النسيج منذ تأسيس شركة مصر للغزل والنسيج عام 1927 على يد طلعت حرب، ويمتد المصنع على مساحة 62,500 متر مربع ضمن مجمع صناعي يشغل 600 فدان.

المصنع مصمم ليكون مركزا عالميا لإنتاج الغزول عالية الجودة، كما أن موقعه الاستراتيجي قرب دلتا النيل، مصدر القطن المصري طويل التيلة الشهير، يعزز من كفاءته الإنتاجية ويقلل تكاليف النقل، وهو ما يضيف إليه مميزات انتاجية كبيرة سواء من حيث الجودة أو القيمة السعرية.

غزل 1..  مواصفات فنية وطاقة استثنائية

يتميز مصنع غزل 1 بطاقة إنتاجية غير مسبوقة، حيث يضم أكثر من 182,000 مردن غزل، وهو أعلى رقم لمصنع واحد في العالم، وتبلغ طاقته الإنتاجية اليومية 30 طنا من الغزول، تشمل 15 طنا من الغزول الرفيعة حتى نمرة 120، و15 طنا من الغزول السميكة، مما يعادل حوالي 11,000 طن سنويًا. 

ويستهلك المصنع نحو 300,000 قنطار من القطن المصري سنويا، أي ما يقارب 10% من إنتاج مصر السنوي للقطن، مما يعزز الاستفادة من المحصول المحلي بدلا من تصديره خاما للدول الخارجية.

تم تجهيز المصنع بأحدث التقنيات من شركة “ريتر” السويسرية، بما في ذلك ماكينات غزل “كومباكت” التي تعمل بسرعة 1,000 رمية في الدقيقة، مقارنة بـ300 رمية للماكينات القديمة، مع تقليل استهلاك الطاقة بنسبة 20%، ويشمل خط الإنتاج 42 ماكينة تفتيح وتنظيف، 18 ماكينة سحب، 13 ماكينة تنشيط، 16 ماكينة برم، و112 ماكينة غزل كومباكت، مما يجعله نموذجا للكفاءة والجودة.

كم تبلغ تكلفة إنشاء مصنع غزل 1؟

أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة

بلغت التكلفة الإنشائية للمصنع حوالي 780 مليون جنيه، وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة قطاع الأعمال العام في ديسمبر 2024، بينما وصلت تكلفة المعدات والماكينات إلى حوالي 2 مليار جنيه، ليصبح الإجمالي نحو 2.78 مليار جنيه. 

يأتي المشروع ضمن خطة تطوير شاملة تشمل 65 موقعا صناعيا على مستوى الجمهورية، باستثمارات إجمالية تصل إلى 56 مليار جنيه، تم تمويلها من خلال قروض ميسرة من البنوك المصرية ودعم حكومي مباشر، ونفذت شركة “جاما للإنشاءات” الأعمال الإنشائية، بينما تولت “ريتر” توريد وتركيب المعدات.

موعد افتتاح أكبر مصنع للغزل والنسيج في مصر

وفقًا لأحدث التصريحات الرسمية من المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، في زيارته للمصنع في 28 ديسمبر 2024، بدأ التشغيل التجريبي للمصنع في نوفمبر 2024 بنجاح، حيث أنتجت الماكينات أول دفعة غزول بجودة تتجاوز المعايير العالمية. 

ومن المتوقع أن يتم الافتتاح الرسمي خلال شهر أبريل الجاري، حيث أكدت مصادر حكومية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيدشن المصنع بنفسه، وتأخر الافتتاح قليلاً عن الموعد المخطط له في ديسمبر 2024 بسبب إجراء اختبارات إضافية لضمان التشغيل بكامل الطاقة.

التأثير الاقتصادي لتشغيل مصنع غزل 1

أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم بالمحلة

1. دعم الاقتصاد المحلي وزيادة فرص العمل

من المتوقع أن يوفر المصنع حوالي 2,500 فرصة عمل مباشرة للعمالة المدربة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الوظائف غير المباشرة في قطاعات النقل والتجارة والخدمات المرتبطة، كما أن هذا التوسع سيقلل معدلات البطالة في محافظة الغربية، التي تعاني من تراجع الصناعة التقليدية.

2. تعزيز القيمة المضافة للقطن المصري

بدلاً من تصدير القطن الخام بقيمة تتراوح بين 1,200 و1,500 دولار للطن، سيحول المصنع هذا المحصول إلى غزول تصل قيمتها إلى 4,000-5,000 دولار للطن في السوق العالمية، وهذا التحول سيوفر ما يقارب مليار دولار سنويا من العملة الصعبة، وفق تقديرات رسمية أعلنها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي خلال زيارته للمحلة في 28 ديسمبر 2024.

3. زيادة الصادرات والتنافسية العالمية

تستهدف وزارة قطاع الأعمال العام رفع صادرات الغزل والنسيج من 2.3 مليار جنيه في عام 2024 إلى 4 مليارات دولار سنويًا بحلول 2030، ويعد “غزل 1” العمود الفقري لتحقيق هذا الهدف، حي ان منتجاته تلبي معايير الجودة الأوروبية والأمريكية، مما يفتح أسواقا جديدة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ويقلل الاعتماد على الواردات من دول شرق آسيا.

4. تقليل فاتورة الاستيراد

حاليا، تستورد مصر غزولا بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار سنويا لتلبية احتياجات مصانع الملابس المحلية، ولكن مع تشغيل المصنع بكامل طاقته، سيتم توفير هذه الكميات محليا، مما يخفض الضغط على احتياطي العملة الأجنبية ويعزز الاكتفاء الذاتي.

5. التكامل الصناعي ودعم القطاع الخاص

سيوفر مصنع غزل 1، الغزول لمصانع النسيج والملابس الجاهزة في القطاع الخاص، مما يعزز التكامل بين القطاعين العام والخاص.

كما أعلن الوزير شيمي عن خطة لتوقيع عقود توريد مع شركات محلية لضمان استيعاب الإنتاج، مما سيرفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق الخارجية.

وفي النهاية، يعتبر مصنع “غزل 1” ليس مجرد منشأة صناعية، بل مشروع قومي يجسد رؤية مصر للتحول إلى مركز صناعي عالمي، مع اقتراب افتتاحه الرسمي في أبريل 2025، يتوقع أن يعيد تعريف مكانة القطن المصري في الأسواق الدولية، ويرسخ دعائم اقتصاد مستدام يعتمد على التصنيع المحلي، ويعكس هذا الإنجاز التزام الدولة بتحقيق التنمية الشاملة، ويبشر بمستقبل واعد لصناعة الغزل والنسيج في ظل الجمهورية الجديدة.