أحمد الدثني: ترامب: رجل الأعمال الذي كشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية

أحمد الدثني: ترامب: رجل الأعمال الذي كشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر

أحمد الدثني

في عالم السياسة الذي طالما اتسم بالغموض واللغة الدبلوماسية الملساء، جاء دونالد ترامب ليقلب الموازين، لا فقط كرئيس أمريكي غير تقليدي، بل كظاهرة سياسية فجّرت انقسامات حادة وكشفت كثيرًا من التناقضات التي ظلت لعقود مطموسة خلف واجهات لامعة. ترامب، رجل الأعمال الصاخب الذي دخل البيت الأبيض بخطاب شعبوي وأسلوب لا يعرف المجاملة، لم يكن خروجًا عن الخط الأمريكي بقدر ما كان تجسيدًا فجًّا له. فقد عبّر بوضوح عن السياسات التي كانت تُمارَس دومًا من خلف الستار: من وصفه الصريح لدول الخليج بأنها “بقرة حلوب” يجب أن “تدفع”، إلى تهكمه على الحلفاء الأوروبيين وتوبيخهم علنًا، وصولاً إلى مباركته العلنية لتركيا في “امتلاكها” سوريا، وكأن الجغرافيا تُوزَّع في مزاد. هذه التصريحات لم تكن انحرافًا عن سياسة بلاده، بل كانت كشفًا للسياسات الأمريكية بأسلوب سوقي لا يعرف التلميح أو التورية.
 #ترامب في شخصيته النرجسية الصدامية، وخطابه المباشر غير المصفى، يمكن قراءة ملامح عميقة لـ#السياسة_الأمريكية ذاتها، حيث الهيمنة ليست خيارًا، بل عقيدة، والبراغماتية لا تتزين، بل تُفرَض كما هي. ترامب لم يصنع أمريكا جديدة، بل وصفها كما هي… دون فلتر. ومن خلال سلوكه المثير للجدل، أظهر كيف أن السياسة الأمريكية تعتمد على حسابات المصالح، حيث تُقدَّم القوة والمنفعة على حساب القيم والمبادئ.
سياساته لم تكن مجرد قرارات منفردة، بل كانت تجسيدًا للواقع الذي لطالما حاولت أمريكا إخفاءه خلف المظاهر. ففي كل مرة تحدث ترامب بشكل علني عن “مستحقات” الحلفاء أو الهدايا التي يجب أن يقدمها العالم مقابل الدعم الأمريكي، كان يكشف بذلك عن الصورة الحقيقية لما تعنيه “السياسة الخارجية” الأمريكية في جوهرها. هذه السياسة التي لا تنحني أمام المبادئ بقدر ما تركز على تحقيق مصالح استراتيجية واقتصادية، حتى وإن كان ذلك على حساب العلاقات الدبلوماسية أو الاتفاقيات الدولية.
إن سلوك ترامب الصريح يعكس حقيقة عميقة في السياسة الأمريكية: لا مجال للمواربة عندما يتعلق الأمر بالقوة. لقد تجنب الرئيس السابق تلميع الألفاظ، ما جعله يبرز ليس فقط كرئيس مثير للجدل، بل كمرآة لما تحمله السياسة الأمريكية من تناقضات وأولويات غير معلنة، حيث تظل المصلحة القومية فوق كل اعتبار. مواقفه وسلوكه، سواء كانت إيجابية أو سلبية في نظر البعض، كانت بمثابة إعلان صريح عن كيفية تسيير السياسات التي غالبًا ما كانت تُقدّم بشكل مُنقَّح أو مزخرف. وبذلك، قد يكون #ترمب قد كشف أكثر مما أراد في كل مرة، ولكنه في الوقت نفسه وضع العالم أمام حقيقة #أمريكا كما هي، غير مُزَيَّفة أو مزخرفة.