سداسي تحت مجهر جوارديولا.. من يخلف دي بروين في السيتي؟
كانت الأيام الماضية مؤثرة لمشجعي مانشستر سيتي بعد أن أدركوا أن كيفين دي بروين سيغادر النادي بعد 10 سنوات رائعة.
ورغم أن الإعلان كان متوقعًا إلى حد كبير، بعد أن لاحقت الإصابات النجم البلجيكي خلال الـ18 شهرًا الماضية وأجبرته على الاكتفاء بـ13 مشاركة فقط في الدوري الإنجليزي هذا الموسم وتسجيل هدفين فقط، فإن تقبّل فكرة رحيله لم يكن سهلا.
سيغادر دي بروين النادي كأفضل لاعب في تاريخ مانشستر سيتي، والعنصر الأساسي في نجاحاته المستمرة تحت قيادة بيب جوارديولا، الذي قال عنه: “توديع هذا النوع من اللاعبين أمر بالغ الصعوبة”.
وأضاف: “هناك لاعبون يتميزون بمهارة وشخصية خاصة، ويجسدون طموح النادي، وكيفين أحدهم”.
وتابع: “الآن يبدو الأمر صادمًا، لكن الناس سيتذكرون مدى سعادتهم لرؤية لاعب من هذا الطراز منحنا كل شيء”.
وأكد بيب: “لا يمكن إلا أن نكون ممتنين. لقد أعطاه النادي كل شيء، وأعطانا هو كل ما لديه. حقبتي هنا ستبقى دائمًا مرتبطة بكيفين في ذاكرتي. لا يمكن نسيانه”.
لكن بينما كان يشيد بغزارته وتأثيره، حيث سجل 106 أهداف وقدم 176 تمريرة حاسمة وساعد الفريق على الفوز بـ18 لقبًا، كان جوارديولا يوضح بجلاء أن وقت دي بروين في النادي قد انتهى.
وقال المدرب، بنوع من القسوة: “النادي يجب أن يتقدم إلى الأمام. أن نستمر. تكرار هذه الأرقام وهذه النوعية من الأداء أمر بالغ الصعوبة، لكن علينا أن نبحث عن صفات أخرى”.
والآن تبدأ المرحلة الصعبة: اختيار خليفة دي بروين.
موقع “جول” يستعرض أبرز المرشحين الذين سيفكر فيهم مانشستر سيتي هذا الصيف، في واحدة من أهم قرارات الانتقالات في عهد جوارديولا، وقد يكون لها تأثير حتى على مدة استمراره مع الفريق.
فلوريان فيرتز
EPA
ارتبط اسم النجم الألماني بمانشستر سيتي منذ عامين كحل طويل المدى لتعويض دي بروين، لذا لم يكن مفاجئًا أن يُذكر اسمه مباشرة بعد إعلان النجم البلجيكي رحيله عن ملعب الاتحاد.
فيرتز يُعد المرشح المثالي لخلافة دي بروين، ببساطة لأنه كان أفضل صانع لعب في العالم خلال الموسمين الأخيرين، متفوقًا حتى على نجم سيتي المُصاب.
اشتهر فيرتز سريعًا عندما سجل أول أهدافه مع باير ليفركوزن ضد بايرن ميونخ عام 2020، ليصبح أصغر هداف في تاريخ البوندسليجا بعد شهر واحد فقط من احتفاله بعيد ميلاده الـ17.
وقدم موسمًا أول رائعًا، وكان في قمة مستواه خلال الموسم الثاني قبل أن يتعرض لقطع في الرباط الصليبي في مارس/آذار 2022، ليبتعد 10 أشهر.
لكن فيرتز عاد أقوى، إذ ساهم بـ12 هدفًا بين تسجيل وصناعة في أول 16 مباراة بعد عودته. ومن هنا انطلق ليقود ليفركوزن نحو لقب البوندسليجا الأول في تاريخ النادي دون أي هزيمة.
كما أحرز الفريق كأس ألمانيا ووصل إلى نهائي الدوري الأوروبي. ساهم فيرتز بـ37 هدفًا الموسم الماضي، واقترب من هذا الرقم مجددًا هذا الموسم بـ30 مساهمة قبل أن يتعرض لإصابة في الكاحل الشهر الماضي.
قد يحتاج سيتي إلى كسر رقمه القياسي في سوق الانتقالات للتعاقد معه، حيث يُتوقع أن يطلب ليفركوزن حوالي 100 مليون جنيه إسترليني (128 مليون دولار) مقابل اللاعب البالغ من العمر 21 عامًا.
لكن النادي قادر ماليًا على حسم الصفقة، وأفضل وسيلة لتعويض رحيل أسطورة هو التعاقد مع اللاعب الأكثر شبهًا به – وهو فيرتز حاليًا.
إيبرشي إيزي
يهتم مانشستر سيتي منذ فترة طويل بلاعب خط وسط منتخب إنجلترا. وقد فكر في ضمه عام 2023 قبل أن يتعاقد مع جيريمي دوكو، ثم أعاد النظر في الفكرة الصيف الماضي حين بدأ الشك يحوم حول مستقبل دي بروين.
ويُعتقد أن السعر المطلوب من كريستال بالاس نحو 70 مليون جنيه إسترليني (89 مليون دولار)، كان عائقًا في كل مرة.
لكن الرقم يبدو أكثر منطقية الآن، خاصة أن إيزي يخوض موسمه الخامس في البريميرليج وأصبح لاعبًا دوليًا مع منتخب إنجلترا.
ساهم إيزي في 60 هدفًا خلال المواسم الـ5 الأخيرة مع كريستال بالاس، وكان محور انتفاضة الفريق في النصف الثاني من هذا الموسم. فقد صنع الهدفين في الفوز العاصف على برايتون نهاية الأسبوع.
كما كان النجم الأبرز في الانتصار 3-0 على فولهام، الذي منح بالاس التأهل لنصف نهائي كأس إنجلترا.
مورجان روجرز
اللاعب الوحيد من مانشستر سيتي الذي سجل أهدافًا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم أكثر من مورجان روجرز هو إيرلينج هالاند، في حين أن سافينيو هو الوحيد الذي قدم تمريرات حاسمة أكثر منه.
لعب روجرز دور البطولة في فوز أستون فيلا على فريق جوارديولا في ديسمبر/كانون الأول، وهو فوز كان صعبًا على “السيتيزنز” تقبله.
وقضى روجرز 4 سنوات في صفوف الفيلانز دون أن يلعب للفريق الأول.
يشبه روجرز “22 عاما” دي بروين في بعض الأمور: القوة البدنية، وخلق فرص من العدم بفضل قدرته على التسديد من مسافات بعيدة والتوغل بين المدافعين.
وكان روجرز حاسمًا في الفوز المهم 2-1 على نوتنجهام فورست يوم السبت، حيث افتتح التسجيل وكاد يسجل هدفًا ثانيًا رائعًا بعد اختراقه من منتصف الملعب.
ويبدو أنه سيكون من أهم لاعبي إنجلترا في السنوات القادمة إلى جانب زميله السابق في مانشستر سيتي كول بالمر، الذي فرّط فيه النادي أيضًا عن طريق الخطأ.
ريان شرقي
إذا أراد مانشستر سيتي تعويض دي بروين بلاعب يملك سحرًا خالصًا في قدميه، فلا يحتاج الذهاب بعيدًا، فريان شرقي هو أحد أكثر اللاعبين إمتاعًا ولا يمكن التنبؤ بتحركاته.
ويقول بنفسه: “أريد الاستمتاع في الملعب، وإمتاع الآخرين، وإعادة القليل من كرة القدم التي كنت ألعبها عندما كنت طفلًا. أحب المراوغة واللعب بفرح”.
أصبح شرقي أصغر هداف في تاريخ ليون عندما برز بعمر 16 عامًا، ثم خفت قليلا. لكنه لا يزال في سن 21 فقط، وموهبته الحقيقية بدأت في الظهور ففي آخر 11 مباراة، سجل 4 أهداف وقدم 10 تمريرات حاسمة، ولم يفشل في المساهمة بهدف سوى في مباراتين فقط.
يمكن لشرقي أن يلعب في جميع مراكز الهجوم مما يذكّر بأسلوب دي بروين.
وسيكون سعر شرقي منخفضًا مقارنة باللاعبين الآخرين الذين يهتم بهم سيتي: نحو 25 مليون جنيه إسترليني (32 مليون دولار) إذ يتبقى عام واحد فقط في عقده.
قد تكون هناك صعوبة في توافقه مع جوارديولا من ناحية الشخصية، نظرًا لكونه لاعبًا فرديًا بدرجة كبيرة لا يستجيب إلا لنفسه.
لكن لا يجب أن ننسى أن دي بروين كان في أفضل حالاته عندما شعر بالحرية في تجربة تسديدات وتمريرات تبدو مستحيلة.
شارل دي كيتيلير
يُنظر إلى شارل دي كيتيلير منذ وقت طويل على أنه خليفة دي بروين في منتخب بلجيكا، رغم أن مسيرته الواعدة واجهت عقبة عندما انتقل بمبلغ كبير إلى ميلان في 2022، وهو انتقال لم يحقق النجاح المأمول.
لكنه استعاد تألقه مع أتالانتا، ويبدو في طريقه لتخطي حاجز الـ20 مساهمة تهديفية للموسم الثاني على التوالي.
كسر دي كيتيلير أحد أرقام دي بروين هذا الموسم عندما أصبح أول بلجيكي يحقق 9 مساهمات تهديفية في موسم واحد من دوري أبطال أوروبا.
وفي مباراة واحدة أمام يانج بويز، صنع 3 أهداف وسجل 2. اللاعبان يرتديان القميص رقم 17 في أنديتهما، ويتميز دي كيتيلير بأسلوب لعب مشابه جدًا.
كما يمتلك ميزة جسدية طفيفة بسبب طوله الذي يبلغ (1.92 م) أي أطول بـ (11 سم) من دي بروين البالغ 33 عامًا.
ويستغل دي كيتيلير طوله لتسجيل العديد من الأهداف بالرأس، إضافة إلى تسديداته القوية.
ومع دخوله قائمة المرشحين لخلافة دي بروين وفق تقارير عدة، سيكون سعره أقل بكثير من لاعبين مثل فيرتز وإيزي وروجرز، ويُقدّر بحوالي 35 مليون جنيه إسترليني (44 مليون دولار)، مع بقاء عامين في عقده مع أتالانتا.
تشافي سيمونز
من الصعب تصديق أن اللاعب الهولندي لا يزال يبلغ من العمر 21 عامًا فقط، بالنظر إلى مسيرته المليئة بالأحداث.
انضم سيمونز إلى أكاديمية برشلونة وهو في السابعة من عمره، لكنه أنهى تعليمه الكروي في باريس سان جيرمان.
ولاحقًا انضم إلى بي إس في أيندهوفن، حيث ساهم في 29 هدفا خلال موسمه الوحيد، مما دفع باريس لإعادته مجددا، لكنهم أعاروه مباشرة إلى لايبزيج.
كوّن سيمونز انسجامًا رائعًا مع المهاجمين لويس أوبيندا وبنجامين سيسكو خلال فترته في ألمانيا، مكملًا أدائهم بتمريراته القاتلة وتسديداته القوية.
وقد أُعجب لايبزيج بأدائه لدرجة أنهم جعلوا انتقاله دائمًا في يناير/كانون الثاني مقابل مبلغ قياسي للنادي بلغ 42 مليون جنيه إسترليني (53 مليون دولار)، ما يعكس حجم الثقة في قدراته الهجومية.
