كابول تندّد بـ”عنف” تمارسه سلطات باكستان ضد أفغان تريد عودتهم إلى بلادهم

كابول- (أ ف ب) – اتّهمت حكومة طالبان في أفغانستان السلطات الباكستانية باتّباع نهج عنفي في طرد آلاف من الرعايا الأفغان بعدما ألغت إسلام أباد تصاريح الإقامة الممنوحة لهم.
وكانت إسلام أباد أعلنت مطلع آذار/مارس أنها ستلغي تصاريح إقامة 800 ألف أفغاني في إطار المرحلة الثانية من خطة إعادة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من المهاجرين الأفغان غير النظاميين.
وجاء في منشور على منصة إكس لوزارة اللاجئين والعودة في حكومة طالبان أن “إساءة بلدان مجاورة معاملة هؤلاء (الأفغان) أمر غير مقبول”، مطالبة باتفاق مشترك من شأنه تسهيل عمليات العودة.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة لوكالة فرانس برس إن ما معدّله أربعة آلاف أفغاني عبروا الحدود من باكستان الأحد والإثنين، مشيرة إلى أن الرقم “أعلى بكثير مقارنة بالمعدل اليومي المسجل في آذار/مارس والبالغ 77”.
وفق المنظمة فإن المرحلة الجديدة من حملة باكستان لإعادة أفغان متواجدين على أراضيها إلى بلادهم “يمكن أن تطال في العام 2025 ما يصل إلى 1,6 مليون شخص من المهاجرين الأفغان غير النظاميين ومن الأفغان الذين يحملون تصاريح إقامة”.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو ثلاثة ملايين أفغاني يعيشون في باكستان: ألغيت تصاريح إقامة 800 ألف منهم في نيسان/أبريل وهناك 1,3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة لغاية 30 حزيران/يونيو لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وهناك آخرون لا يحملون أي تصاريح.
وقالت وزارة اللاجئين في حكومة طالبان “للأسف الشديد يتعرّض لاجئون أفغان لعنف”.
وتابعت “يجب أن يسمح لكل اللاجئين بأن يأخذوا معهم إلى بلادهم أموالهم وممتلكاتهم ومستلزماتهم المنزلية”.
وشدّدت على وجوب “عدم استخدام اللاجئين أدوات لتحقيق غايات سياسية”.
وقال أفغان عبروا الحدود مؤخرا لفرانس برس إنهم غادروا بدون أن يتمكنوا من أخذ كل ممتلكاتهم أو أموالهم، فيما تم اعتقال آخرين واقتيادهم مباشرة إلى الحدود.
وفي تصريح لفرانس برس الإثنين بعد عبوره نقطة تورخم الحدودية، قال شاه محمود المولود في شمال أفغانستان “جريمتي الوحيدة أنني أفغاني”، وأضاف “كان بحوزتي وثائق لكنهم مزّقوها”.
منذ أشهر، يتحدّث نشطاء حقوقيون عن تعرّض أفغان لمضايقات وعمليات ابتزاز على يد قوات أمنية باكستانية.
وأشارت مونيزا كاكار، المحامية في مدينة كراتشي الباكستانية، إلى أن السلطات “تنتقي الناس وتعتقلهم عشوائيا في أماكن مختلفة”.
وقالت لفرانس برس “لا توجد آلية مناسبة لنقل أسر بأكملها”.
العلاقات بين كابول وإسلام أباد متوترة منذ استيلاء طالبان على السلطة، وقد فاقمها تصاعد العنف في باكستان عند الحدود مع أفغانستان.
وقالت وزارة الداخلية الباكستانية إنها أصدرت “تعليمات صارمة” بتسهيل خروج الأفغان تشدد على وجوب “عدم مضايقة أي شخص في هذه العملية”.
في أيلول/سبتمبر 2023، سارع مئات آلاف اللاجئين الأفغان غير النظاميين للعودة إلى أفغانستان قبل أيام من موعد نهائي حُدّد لهم لمغادرة باكستان بعد عمليات دهم نفّذتها الشرطة استمرّت أسابيع.