قرار الدول الأفريقية الثلاثة يعمق خسائر الجزائر في مشروع أنبوب الغاز مع نجيريا

تلقت الجزائر ضربة دبلوماسية قوية بعد قرار ثلاث دول إفريقية، هي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، قطع العلاقات معها، مما يهدد بإلحاق خسائر جسيمة بالدولة الجزائرية، خاصة في ما يتعلق بمشروع أنبوب الغاز العابر للنيجر.
وكانت الجزائر قد دخلت هذا المشروع بدافع مناوئة المبادرة المغربية الطموحة لإنشاء أنبوب غاز يربط نيجيريا بالمغرب، عبر عدة دول غرب إفريقية. وفي محاولة لعرقلة المشروع المغربي، تحرك النظام العسكري الجزائري لعقد تحالفات مع نيجيريا والنيجر، إلا أن تلك الجهود اتخذت طابعًا عدائيًا، وهو ما أثار توتراً متصاعداً مع دول الجوار.
غير أن التطورات الأخيرة، المتمثلة في الأزمة الدبلوماسية مع النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وضعت المشروع الجزائري في مهب الريح.
وقد جاء طرد السفير الجزائري من النيجر، التي تُعد بلداً محورياً في مسار أنبوب الغاز الجزائري، ليشكل صفعة قوية للسلطات الجزائرية ويقلب موازين المعادلة.
الجزائر، التي استثمرت مليارات الدولارات في هذا المشروع، تجد نفسها اليوم أمام واقع جديد، بعدما تحول الأنبوب الذي كان يفترض أن يعزز نفوذها الطاقي إلى مشروع مُجمد، بل أقرب إلى سراب في ظل غياب الاستقرار السياسي والدبلوماسي مع الدول المعنية بالمسار.
هذا الانهيار المحتمل في مشروع الغاز الجزائري يكشف فشل استراتيجية الجزائر في مجابهة المغرب عبر مشاريع موازية، ويؤكد أن الدبلوماسية العدائية تفرز نتائج عكسية، خاصة عندما تُبنى على منطق التصادم بدل التعاون.