تطوير الأهرامات وهيبة الدولة

قرأت بامتعاض بيان شركة أوراسكوم المكلفة بتطوير منطقة الأهرامات التى تعد من أبرز الوجهات السياحية فى مصر، بل وفى العالم، بما تحويه من عجائب أثرية وتاريخية تجمع بين سحر الحضارة المصرية القديمة وجاذبية السياحة الثقافية، ووقفت مذهولًا أمام تدخل محافظة الجيزة فى مخطط التشغيل الجديد وإفشال عملية التشغيل التى بدأت رائعة حسب بيان الشركة لصالح الخيالة والجمالة الذين رفضوا الانتقال إلى المنطقة المخصصة لهم وآثروا السيطرة على المنطقة السياحية الأهم فى مصر بأسلوبهم العشوائى.
إن مشروع تطوير المنطقة الأثرية بالهرم وإنشاء المتحف الكبير من أعظم المشروعات السياحية التى أُقيمت فى عهد الرئيس السيسى، وهو مشروع ضخم كلف الدولة مليارات، وبالتالى لا بد أن يخرج بالصورة التى تليق بمصر الجديدة القوية، ولا يمكن أن يكون لهذه الدولة شخصيتان إحداهما تبهر العالم وتفرض إرادتها وقرارها خارجيًا على كافة الأصعدة، والأخرى تعجز عن مواجهة الخيالة والهجانة وكل من يقف حجر عثرة أمام تنفيذ مشروع عظيم كتطوير منطقة الأهرامات والذى يستهدف تحسين التجربة السياحية ورفع مستوى الخدمات المقدمة للسياح.
تعتبر الخيالة والهجانة من المظاهر السلبية الشائعة فى منطقة الأهرامات، وأصبحت هذه المهنة مصدرًا رئيسيًا للعديد من المشكلات التى تضررت منها السياحة المصرية على مر السنين، ويمكن الرجوع لمحاضر شرطة السياحة أو الوقائع المدونة فى سجلات وزارة السياحة لندرك حجم العبء والتأثير السلبى على صورة السياحة المصرية بسبب فئة مثل هؤلاء، وبالتالى يعتبر وجود الخيالة والهجانة فى المنطقة عائقًا حقيقيًا أمام تجربة السياح، حيث يعانى الكثيرون من مضايقات متكررة من قبل هؤلاء العاملين، الذين غالبًا ما يقتربون من السياح بأسلوب مبتذل لعرض خدماتهم، حتى لو لم يُبدِ الزائر رغبة فى ذلك. هذا التصرف يسبب للزوار نوعًا من الإزعاج، ويقلل من قدرتهم على الاستمتاع بالتجربة السياحية التى تطمح إليها وزارة السياحة المصرية، حيث إن السياح يأتون إلى الأهرامات للتمتع بموقعه الفريد وتاريخه العريق بعيدًا عن هذا الضغط المستمر.
ولا شك أن الخيالة والهجانة فى الأهرامات أحد الأسباب الرئيسية وراء تراجع جودة تجربة السياحة فى المنطقة، وتسبب هذا الوضع فى خسائر كبيرة للسياحة المصرية، حيث أدت تصرفات بعض الخيالة والهجانة إلى التأثير سلبًا على انطباع السياح عن الموقع والبيئة المحيطة بالأهرامات.
إنَّ وجود الخيالة والهجانة فى الأهرامات يشكل إحدى أقدم المشكلات التى لم تجد حلًا فعالًا حتى اليوم. فى حين كان يمكن أن يكون لهم دور فى تحسين تجربة السياحة إذا تم تنظيمهم بشكل سليم، وكان من الأحرى ألا تتدخل محافظة الجيزة فى عمل الشركة المكلفة بالتطوير ومنحها الفرصة كاملة لإخراج تجربة فريدة لزيارة هذه المنطقة السياحية المهمة بدلًا من وضع معوقات تؤثر سلبًا على جودة المشروع ككل.
نحن لا نطالب بالقضاء على هذه الفئة أو تلك، ولا نؤيد قطع الأرزاق خاصة عائلات ورثت هذه المهن أبًا عن جد، ولكن ما نطالب به هو التنظيم والانصياع للخطط الموضوعة، ويجب ألا تتداخل اختصاصات المسئولين فى السياحة أو الأجهزة المحلية حتى لا تفشل التجربة وتخرج بصورة لا تحقق الهدف من التطوير، وأعتقد أنه حان وقت إظهار هيبة الدولة فى تنفيذ خطة التطوير لنقدم تجربة رائدة تتلاءم مع عظمة مصر الجديدة.
[email protected]