ترامب: الرسوم الجمركية سلاحنا لمواجهة الغش التجاري والهيمنة الصينية

ترامب: الرسوم الجمركية سلاحنا لمواجهة الغش التجاري والهيمنة الصينية

أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تحقق مكاسب ضخمة من الرسوم الجمركية المفروضة، مشيرًا إلى أن الشعب الأميركي يشعر بالخوف بسبب الأوضاع الراهنة، وأن هناك مهمة كبيرة أمام البلاد.

 

وقال ترامب في تصريحات أدلى بها خلال لقاء إعلامي، إن الولايات المتحدة تحقق ملياري دولار يوميًا بعد إعلانه فرض الرسوم الجمركية، معتبرًا أن هذه الخطوة لم يتجرأ أي رئيس سابق على القيام بها، رغم أن الجميع يعلم ضرورة اتخاذها.

 

وأضاف: “لقد أوقفنا الرسوم الجمركية لفترة قصيرة، وحددنا وقفها لمدة 90 يومًا فقط بالنسبة للدول التي لم تتخذ إجراءات انتقامية ضدنا”، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم أثمرت أسرع مما كان يتوقعه، وأنها جاءت بنتائج إيجابية مباشرة على الاقتصاد الأميركي.

 

وحول العلاقة مع الصين، أوضح ترامب أن الصين هي أكثر دولة أساءت معاملة الولايات المتحدة في التاريخ، وقال: “لم ينتهِ أي شيء بعد، وحتى الصين تريد إبرام صفقة معنا لكنها لا تعرف السبيل لذلك”. وتابع: “نعتقد أنه يمكن التوصل إلى صفقة مع الصين شرط أن تكون عادلة”.

 

وأشار ترامب إلى أن أكثر من 75 دولة ترغب في التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن هناك إمكانية كبيرة للتوصل إلى اتفاقيات عادلة مع الاتحاد الأوروبي والصين.

 

وتطرق إلى تأثير جائحة كورونا، معتبرًا أن “علينا أن نتعافى من الفوضى التي سببتها هذه الجائحة، والتي جاءت من الصين”، وأضاف: “تسلمنا دولة تعاني من مشاكل عدة، لا سيما على المستوى الاقتصادي، وقد سمحت إدارة بايدن للصين ودول أخرى بالإفلات من مشكلات خطيرة ارتكبتها”.

 

وأكد ترامب أن “أميركا ستكون عظيمة، والمستثمرون فيها سيحققون أرباحًا كبيرة”، ولفت إلى أن الرسوم الجمركية شكلت مصدر قوة للاقتصاد الوطني. وقال: “أكبر شركة لتصنيع الرقائق الإلكترونية في تايوان ستقوم ببناء مصنع في بلدنا، وهذا يعكس الثقة ببيئة الاستثمار لدينا”.

 

وأوضح أن الديمقراطيين طالبوا منذ سنوات بفرض رسوم جمركية، “لكن لم يكن هناك رئيس لديه القدرة على تنفيذ ذلك”، وقال: “سوق السندات اليوم جيدة، وتحررنا من الاتفاقيات التجارية السيئة التي كنا نعقدها”.

 

وأشار ترامب إلى أنه “كان يجب فرض الرسوم الجمركية منذ زمن بعيد”، مؤكدًا أن بعض الشركات ربما تضررت من تلك الإجراءات، لكن إدارته ستدرس الأمر، مطالبًا بضرورة التحلي بالمرونة في بعض الحالات.

 

وختم الرئيس الأميركي السابق تصريحاته بالتأكيد على أن “هذه الرسوم ليست فقط أداة اقتصادية، بل تعبير عن استقلال القرار الأميركي”، داعيًا إلى الاستمرار في سياسات تعزز قوة الاقتصاد الوطني وتعافي البلاد من تبعات الأزمات الماضية.

 

ألمانيا تتجه لتطبيق نموذج جديد للخدمة العسكرية قائم على الطوعية

 

أعلن تحالف “الاتحاد المسيحي” و”الحزب الاشتراكي الديمقراطي” في ألمانيا عن التوصل إلى اتفاق لتطبيق نموذج جديد للخدمة العسكرية، يعتمد في مرحلته الأولى على مبدأ الطوعية، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش الألماني في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.

 

وجاء الاتفاق خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد، حيث توصلت الأحزاب الثلاثة المكونة للتحالف – الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الاجتماعي البافاري من جهة، والحزب الاشتراكي من جهة أخرى – إلى صيغة توافقية بشأن مستقبل الخدمة العسكرية في البلاد، بعد خلافات استمرت خلال جولات متعددة من النقاش.

 

وأوضح نص الاتفاق أن “الخدمة العسكرية الجديدة ستكون جذابة، وتستند إلى الطوعية، مع فتح المجال أمام فرص تأهيل وتدريب تعزز من دافع الانخراط في صفوف القوات المسلحة”، مشيرًا إلى أن التصميم الجديد مستلهم من نموذج الخدمة العسكرية السويدية.

 

كما أُعلن عن نية الحكومة في تهيئة المتطلبات القانونية خلال العام الجاري لتسجيل وتتبع المجندين، ما يمهد لتطبيق النموذج الجديد بشكل فعلي في المستقبل القريب.

 

وكان “الاتحاد المسيحي” قد دعا إلى إعادة تفعيل التجنيد الإجباري، الذي تم تعليقه في ألمانيا عام 2011، بحجة الحاجة إلى تعزيز الجيش في ظل التهديدات المتزايدة، بينما تمسّك الحزب الاشتراكي بمبدأ الطوعية، مشددًا على ضرورة إطلاق حوار مجتمعي موسع حول شكل الخدمة الجديد.

 

ومن المتوقع أن يُعرض الاتفاق على الهيئات الحزبية للموافقة النهائية، قبل توقيعه رسميًا وانتخاب زعيم الاتحاد المسيحي، فريدريش ميرتس، مستشارًا جديدًا للبلاد.

 

ويأتي هذا التطور في وقت أظهرت فيه البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع تراجعًا طفيفًا في عدد أفراد الجيش الألماني، حيث بلغ عدد الجنود والضباط نحو 181 ألفًا و150 عنصرًا بنهاية العام الماضي، مقارنة بـ181 ألفًا و500 في نهاية ديسمبر 2023، رغم الجهود المبذولة لزيادة معدلات التوظيف العسكري.

وأعلنت رئيسة منظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو-إيويالا، أن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تنذر بتراجع كبير في حجم التبادل التجاري بين البلدين، قد يصل إلى نسبة 80%، وذلك بحسب التقديرات الأولية للمنظمة.

وقالت أوكونجو-إيويالا في بيان رسمي نُشر على الموقع الإلكتروني للمنظمة: “تشكل التوترات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين خطراً جسيماً على استقرار النظام التجاري العالمي، وقد تؤدي إلى انخفاض حاد في حجم التجارة الثنائية”. وأضافت أن هذه التطورات قد تكون لها تداعيات أوسع على الاقتصاد العالمي.

ويأتي هذا التحذير في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 104% على البضائع الصينية، تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الأربعاء، بعد أن كانت محددة في السابق بـ34%. وتُعد هذه الخطوة تصعيداً جديداً في الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.

 

وفي رد فعل مباشر، أعلنت الصين اليوم أنها سترفع الرسوم الجمركية على جميع السلع المستوردة من الولايات المتحدة من 34% إلى 84% بدءاً من العاشر من أبريل الجاري، في خطوة اعتبرتها بكين دفاعاً عن مصالحها الاقتصادية.

من جهته، صعّد ترامب الموقف مرة أخرى، معلناً في وقت سابق من اليوم رفع الرسوم الجمركية إلى 125%، مبرراً ذلك بـ”عدم احترام الصين للأسواق العالمية”، على حد تعبيره، ومتهماً بكين بانتهاج سياسات تجارية غير عادلة.

ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الجولة الجديدة من الإجراءات الجمركية إلى مزيد من التدهور في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مما قد يُلقي بظلاله على سلاسل التوريد العالمية ويؤثر على أسواق المال الدولية.