وفد التعمير الألماني يتفقد المدارس الجديدة ببلبيس ضمن مشروع تحسين البنية التعليمية

وفد التعمير الألماني يتفقد المدارس الجديدة ببلبيس ضمن مشروع تحسين البنية التعليمية

زار وفدًا من بنك التعمير الألماني على مستوى الشرق الأوسط، عددًا من المدارس التي تم الانتهاء من إنشائها بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتحسين الظروف التعليمية لمرحلة التعليم الأساسي وتطوير البنية التحتية للمدارس وفقًا للمعايير الدولية.

رافق تواصل الألماني؛ مهندسو شركة جوبا، والمهندس أحمد مرسي مدير هيئة الأبنية التعليمية بالشرقية، وعدد من المهندسين المشرفين على مشروع «كويسب 2»، وعلي عبد الله مدير اللامركزية بمديرية التربية والتعليم.

وشملت الجولة زيارة مدارس «عواطف القراط» بغيته بعدد 16 فصلًا، ومدرسة «شحته زايد» بعدد 22 فصلًا، ومدرسة «فوزي الأشموني» بعزبة رفلة بعدد 16 فصلًا، حيث نالت التصاميم الحديثة لهذه المدارس إشادة الحضور باعتبارها صروحًا معمارية تليق بالعملية التعليمية الحديثة.

وكان في استقبال تواصل الدكتورة وفاء طلبة مدير عام الإدارة التعليمية، والدكتور أحمد شاهين عضو مجلس الشيوخ ورئيس مجلس أمناء الإدارة، حيث أكد الجانبان على أهمية هذه الزيارات في تعزيز التعاون الدولي والارتقاء بمستوى التعليم في المناطق المستهدفة.

يُذكر أن المنحة الألمانية تُعنى بإنشاء مدارس مطابقة للمعايير الدولية من حيث التصميم المعماري، مع مراعاة احتياجات الطلاب من ذوي الإعاقات، بالإضافة إلى تزويد المدارس بالأثاث، وأدوات المعامل، وأجهزة الكمبيوتر، بما يضمن نقلة نوعية في التعليم بمدينة بلبيس.

وفي سياق آخر، وضع المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء مدرسة بحر البقر الإبتدائية بمركز الحسينية، وذلك إحياءاً للذكرى الـ 55 للمجزرة التي إرتكبها العدو الصهيوني، في صباح الثامن من أبريل عام 1970، ضد أطفال عزل عبر طائراته التي قصفت دور العلم المقدسة فقتلت رواد العلم الصغار، واختلطت دماؤهم الطاهرة بكتبهم وأدواتهم وأثاث مدرستهم، في جريمة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية أودت بحياة 30 طفلاً، وأصابت 50 آخرين بجروح وإصابات بالغة، بالإضافة إلي تدمير المدرسة بالكامل.

أوضح محافظ الشرقية، أن إحياء ذكرى شهداء مذبحة بحر البقر يُعد عرفاناً بالجميل لما قدمه هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا في مدرستهم ينالون قسطاً من العلم والمعرفة، ليسقطوا شهداء لمذبحة بشعة قام بها العدوان الصهيوني، وتخليداً لذكراهم الطيبة .

وقال المحافظ إن الثامن من إبريل من كل عام يذكرنا بدماء الأطفال الذكية التي سالت على أرض هذه القرية، والتي كانت الدافع الرئيسي لعودة الكرامة المصرية والعربية، وتحقيق إنتصار حرب أكتوبر المجيدة 1973 وعودة أرض سيناء الغالية.

توجه محافظ الشرقية لزيارة مدرسة شهداء بحر البقر للتعليم الأساسي، ودون كلمة في سجل زيارات المدرسة قال فيها: «رحم الله شهداءنا وحفظ مصر، وأدام علينا الأمن والأمان في ظل القيادة السياسية، والشعب العظيم، والجيش القوي والقلوب المحبه للسلام … سلام العزة والكرامة مرفوعين الرأس».

تفقد محافظ الشرقية متحف شهداء مدرسة بحر البقر الإبتدائية والمُقام بالمدرسة، والذي يضم بقايا الأدوات المستخدمة في المدرسة من «سبورة – تخت مدرسية» ، بالإضافة إلى متعلقات التلاميذ من «كراسات وكشاكيل وأقلام ومريلة مدرسية ملطخة بالدماء»، والتي تم وضعها داخل فاترينات عرض محكمة الغلق لتأمينها والحفاظ عليها من العوامل الجوية.

وأجرى المحافظ اتصالاً تليفونياً بالمهندس أحمد مرسي مدير عام هيئة الابنية التعليمية بالشرقية، موجهاً بالبدء فوراً في الوقوف على احتياجات المدرسة على الطبيعة، ورفع كفاءتها وتزويدها بكافة الوسائل التعليمية المختلفة، والتي من شأنها أن تساهم تطوير المنظومة التعليمية بالمدرسة وزيادة تحصيل طلابها.

وتفقد محافظ الشرقية خلال زيارته مدرسة شهداء بحر البقر للتعليم الأساسي، الفصول المدرسية، وأدار مع تلاميذ المرحلة الإبتدائية حواراً هادئاً، وأجرى لبعضهم إختباراً بسيطاً في مادتي اللغة الانجليزية، والرياضيات، وطالبهم بالجد والاجتهاد في تحصيل دروسهم وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد ليكونوا نماذج مشرفة في المستقبل.

وحرص المحافظ على إلتقاط الصور التذكارية مع المصابين من التلاميذ الناجين من المذبحة، مؤكدا أن هذا الحادث البشع لن ينسينا ما قام به العدو الصهيوني من إجرام، وعمل وحشي يتنافى مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية مهما مرت السنين.

وعلى هامش الزيارة، قدم الطلاب عرضا فنياً وأغاني وطنية، وأشعارا نالت استحسان وإعجاب الحضور، وفي نهاية الزيارة إلتقى محافظ الشرقية بعدد من أهالي القرية واستمع لمشاكلهم، موجهاً رئيس المركز بفحصها وحلها فوراً في ضوء الإمكانات المتاحة.