وفاة في حضرة الوزير.. القصة الكاملة لوفاة مدير إدارة الباجور بين النفي الرسمي واتهامات الأسرة
تحولت زيارة عادية لوزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد اللطيف الاثنين الماضي لمحافظة المنوفية لحدث مأساوي، بعدما فارق الحياة مدير إدارة الباجور التعليمية، أسامة البسيوني، عقب لقاء مفاجئ شهد لحظات توتر وغموض لم تنكشف تفاصيله الكاملة بعد، ليشتعل الجدل بين روايات رسمية نافية وجود توبيخ، واتهامات أسرية غاضبة، وتحقيقات مرتقبة.
أسرة مدير إدارة الباجور التعليمية: أُهين أمام الجميع
وفي تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، كشف وليد البسيوني، شقيق الفقيد، أن الأسرة قررت اتخاذ المسار القانوني، واصفًا ما حدث بأنه تعنيف نفسي علني ومهين كان كفيلًا بتحطيم نفسية شقيقه، قائلًا: أسامة معروف بطول باله وصبره، لكن اللي حصل قدام الوزير كسر قلبه.
وأكد أن آخر المكالمات المسجلة على هاتف الراحل تضمنت أرقامًا لزملاء العمل، بينهم وكيل الوزارة نفسه، مشيرًا إلى أنه سيتم طلب شهادتهم عندما يتقدمون ببلاغ رسمي.

بيان وزارة التربية والتعليم: لا تجاوزات في الزيارة
وفي أول رد فعل رسمي، قدم الوزير محمد عبد اللطيف العزاء في وفاة البسيوني خلال بيان صادر عن وزارة التربية والتعليم، واصفًا إياه بأنه “قيمة تربوية ومثال للانضباط”، لكن الوزارة نفت، في البيان الصادر عنها، وجود أي تعنيف أو تصرف غير لائق خلال الزيارة.

البيان أشار كذلك إلى أن الوزير عبّر عن رضاه التام عن حالة الانضباط في مدارس الباجور، وأن ما تردد عن إهانات أو توبيخات لا أساس له من الصحة.
وكيل الوزارة يخرج عن صمته: مساعد الوزير وجه لوما لمدير الإدارة وطلب منه التوجه للوزارة
ومن جهته، كتب الدكتور محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة المنوفية، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك، أن الواقعة بدأت عندما طلب مكتب مساعد الوزير الدكتور أحمد المحمدي أن يتحدث البسيوني لمساعد الوزير، وبعدها توجه إلى المدرسة وأخبره ووجه مساعد الوزير له اللوم حسب وصف وكيل الوزارة وطلب منه أن يذهب إلى الوزارة فورًا.

العاملون بمدرسة الشهيد محمد عادل شبل: لم نرَ شيئًا
وفي سياق الشهادات المتضاربة، قال محمد بكر، مدير مدرسة الباجور الثانوية، خلال لايف لـ”القاهرة 24″، إنه لم يشهد أي توتر أو إساءة خلال زيارة الوزير، وأنه سأل العامل ومسؤول أمن المدرسة ليؤكدا أن اللقاء كان وديًا، مشددا على أن الوزير أثنى على المدرسة، وحرص على التقاط الصور مع العاملين، وأنه لم يشاهد أي توتر في اللقاء وتحدث الراحل مع مساعد الوزير لثوانٍ معدودة وانصرف من المدرسة ولم يدخل مع الوزير في أي حديث.
ووثقت كاميرات المراقبة في شارع مدرسة الشهيد محمد عادل شبل الموقف، إذ استقبل الراحل الوزير وظهر وهو يقف مع مساعد الوزير وبعدها دخل وخرج مسرعا من المدرسة.

تحركات برلمانية وتحقيقات على الأبواب
الأمر لم يتوقف عند حدود الأسرة والتعليم، إذ طالت أروقة البرلمان، فقد أعلن النائب أيمن معاذ تقدمه بطلب إحاطة عاجل لرئيس الحكومة ووزير التعليم، مطالبًا بكشف ملابسات الوفاة، فيما اتهم النائب هاني خضر الوزير ومساعده بـ التعدي اللفظي على الفقيد، واصفًا بيان الوزارة بأنه “كاذب ومضلل”، مطالبًا بإقالة الوزير فورًا.


ويبقى السؤال الأكثر تداولًا هل كانت وفاة أسامة البسيوني قدرًا محتومًا؟ أم نتيجة لضغوط تجاوزت الحدود؟
القضية الآن خرجت من أروقة التعليم إلى ساحات الرأي العام، ومن الممكن أن تصل الأيام المقبلة حسب تأكيدات الأسرة إلى ساحات المحكمة بعد إعلان شقيقه وليد البسيوني عن نيتهم بالتقدم ببلاغ رسمي للتحقيق في الواقعة.