الإمارات والاتحاد الأوروبي.. رؤية مشتركة لتحفيز النمو المستدام

الإمارات والاتحاد الأوروبي.. رؤية مشتركة لتحفيز النمو المستدام
April 11th, 1:20amApril 11th, 1:20am
ابوظبي – ياسر ابراهيم – الجمعة 11 أبريل 2025 01:20 صباحاً – تسعى الإمارات إلى بناء علاقات تجارية قوية مع مختلف دول العالم لخلق أسواق متكاملة وأكثر ديناميكية حول العالم، مستندة إلى كونها مركزاً اقتصادياً لمنطقة الشرق الأوسط جاذباً للاستثمارات، وقد أعلنت أخيراً إطلاق مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي من أجل عقد شراكات اقتصادية شاملة ضمن رؤية مشتركة تعزز النمو الاقتصادي المستدام.
تأثير دولي
وقال بريم آناند فيلوماني، مدير النمو الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «زوهو»: إن إطلاق مفاوضات لعقد اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الإمارات والاتحاد الأوروبي يعكس التأثير الدولي الواسع النطاق للإمارات، والتطور الإيجابي الكبير في مشهد العمل فيها بشكل عام، كما تجسد هذه الخطوة الطموحة التزام حكومة الإمارات بترسيخ مكانتها العالمية على الأمد الطويل، والارتقاء بالبيئة الجاذبة وهذا ينعكس إيجاباً على شركات القطاع الخاص، ويدعم الاستثمار في الدولة ويستقطب كبرى الشركات العالمية والمستثمرين الأوروبيين إلى الدولة باعتبارها منصة انطلاق عالمية لهم.
وأضاف أننا في مجتمع الأعمال متفائلون بهذه الخطوة التي ستؤتي ثمارها لكل الشركات بمختلف أحجامها وتنوع قطاعاتها كما تعزز من تنافسية الإمارات على الصعيد العالمي، وتتماشى مع الروح الريادية للدولة، وتعكس طموح قادتها أصحاب الرؤى الاستشرافية، وتكرس نقاط القوة الاقتصادية والاستراتيجية الاستثنائية التي تتميز بها، بما يفتح فصلاً جديداً في مسيرة الإنجازات التي تحققها الدولة دائماً.
عصر جديد
وقالت ساني يانغ، المدير العام لشركة «تي سي إل»، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: يعبر هذا الاتفاق عن النتائج الإيجابية المتسارعة التي تحققها الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة، وتنسجم مع أجندتها الوطنية الطموحة للتحول إلى اقتصاد عالمي تنافسي قائم على المعرفة والابتكار. كما تسهم في تنويع مصادر الدخل والارتقاء بالبنية التشريعية وزيادة مرونتها ومواءمتها لتتناسب مع الظروف العالمية دائمة التغير واستقطاب مزيد من الاستثمارات لتصبح الدولة وجهة عالمية، إضافة إلى دعم النمو طويل الأمد للدولة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية. ونتطلع قدماً بتفاؤل إلى عصر جديد من الازدهار لاقتصاد الإمارات التي تحولت إلى وجهة ومحور مهم للتجارة العالمية.
رؤية جريئة
وترى أدريانا أوسفات، المؤسسة والشريكة الإدارية مجموعة FLC للتسويق، أن هذه الخطوة تعكس رؤية دولة الإمارات الجريئة في بناء جسور تتجاوز الحدود. وتضيف: وبصفتي رائدة أعمال، أراه بمثابة باب مفتوح نحو شراكات جديدة، وتبادل معرفي، ومستقبل اقتصادي أكثر ترابطاً، حيث لا حدود للابتكار.
ويقول الدكتور ساهيتيا تشاتورفيدي، الأمين العام لمجلس الأعمال والمهنيين الهنود في دبي: من المؤكد أن التجارة غير النفطية بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي ستشهد نمواً مزدوج الرقم، على غرار النمو المتبادل الملحوظ الذي سجلته الهند والإمارات منذ توقيع وتنفيذ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA) في عام 2022.
ويضيف: تُعد هذه المبادرة مدفوعة باحتياجات المستهلكين، حيث توسّع نطاق الجوانب الاقتصادية على المستويين الكلي والجزئي، بدءاً من السلع وصولاً إلى الخدمات، مما ينعكس فوراً على حجم الناتج المحلي الإجمالي. ويُعد تقليص المتطلبات الوثائقية والاعتماد على الأتمتة الرقمية من أبرز عوامل نجاح هذه الاتفاقية، وأعتقد أن كلا الجانبين – الإمارات وممثلي الدول المعنية في الدولة – قد أدركا هذه النقاط جيداً، مؤكداً أن التعاون من خلال اتفاقية CEPA بين أوروبا ودولة الإمارات سيفتح آفاقاً فورية للفرص في منطقة الشرق الأوسط ودول رابطة الدول المستقلة (CIS)، كما سيعزز مكانة اليورو مقابل الجنيه الاسترليني.
قوة عالمية
ويرى عميد كنعان، مدير أول في شركة ضمان للأوراق المالية، أن هذه الخطوة تعكس الرؤية الاستراتيجية الراسخة التي تنتهجها دولة الإمارات في تعزيز مكانتها كقوة اقتصادية عالمية، من خلال بناء شراكات تنموية مع أبرز التكتلات الاقتصادية في العالم.
وأضاف أن إطلاق مفاوضات اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاتحاد الأوروبي يُجسّد التزام الإمارات بتوسيع آفاق التعاون الدولي، ويؤكد على تنوع علاقاتها الاقتصادية ومرونتها، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ويعزز الاستقرار والازدهار المشترك لافتاً إلى أن هذه المبادرة تُظهر بوضوح السياسة المتوازنة والديناميكية التي تتبعها الدولة في تنمية اقتصادها عبر الانفتاح على أسواق واعدة، وتوظيف علاقاتها المتينة لخدمة مصالحها الوطنية والإقليمية.