الاحتلال يزعم اغتيال قائد قناصة في “حماس”.. وغارات جوية دامية في غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم ، استشهاد أحمد إياد محمد فرحات، قائد وحدات القناصة في كتيبة تل السلطان التابعة لحركة “حماس”، وذلك خلال عمليات عسكرية نفذها الجيش في منطقة تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة مؤخرًا.
وذكر بيان صادر عن جيش الاحتلال أن فرحات كان مسؤولًا عن تخطيط وتنفيذ عمليات قنص ضد قوات الجيش الإسرائيلي، إلى جانب مشاركته في أنشطة أخرى “معادية” لدولة الاحتلال، بحسب ما ورد في البيان.
في سياق متصل، شهد قطاع غزة فجر اليوم الجمعة سلسلة غارات عنيفة شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق، وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.
ومن أبرز الهجمات، كانت الغارة التي استهدفت منزل عائلة الفرا في منطقة الكتيبة شمال خان يونس، والتي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص من العائلة وفي منطقة المواصي غرب رفح، قُتل شخص وأُصيب عدد من المواطنين في قصف مماثل.
وفي شمال قطاع غزة، قُتل ثلاثة أشخاص جراء قصف طال بوابة مدرسة معاوية بن أبي سفيان في منطقة العطاطرة ببلدة بيت لاهيا، فيما سقط قتيل آخر في غارة استهدفت منزل عائلة البنا في جباليا البلد.
كما أفادت مصادر محلية بمقتل شخصين وإصابة آخرين في غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية على محيط مدرسة المزرعة الشرقية شرق دير البلح، وسط القطاع.
وفي الجنوب، شنت طائرات الاحتلال غارة على منزل الحاج موسى النجار في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس، بالتزامن مع استهداف آخر طال منطقة الشاكوش شمال غرب رفح.
من جانبها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 400 ألف شخص نزحوا من أماكنهم منذ انهيار وقف إطلاق النار، محذرة من استمرار انقطاع المساعدات الإنسانية لفترة غير مسبوقة، ما ينذر بكارثة متفاقمة.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، بلغ عدد القتلى جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، نحو 50 ألفًا و886 شهيدًا، فيما وصل عدد الجرحى إلى 115 ألفًا و875 مصابًا.
وتستمر المنظمات الدولية في إطلاق الدعوات لوقف إطلاق النار الفوري، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، إلى جانب المطالبة بالإفراج عن الأسرى، في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.
لافروف: واشنطن تُبدي استعدادًا لفهم جذور الأزمة الأوكرانية.. والعودة إلى حدود 1991 مستحيلة
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة، بخلاف الدول الأوروبية، تُظهر رغبة حقيقية في التعمق في جذور الأزمة الأوكرانية، مشددًا على أن العودة إلى حدود أوكرانيا المعترف بها دوليًا عام 1991 باتت أمرًا مستحيلًا.
وفي مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية “رابطة الدول المستقلة” في مدينة ألماتا بكازاخستان، أوضح لافروف أن “الفرق في النهج بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية تجاه الأزمة الأوكرانية يتمثل في أن واشنطن، على عكس أوروبا وبريطانيا، تُظهر استعدادًا للتعمق في فهم أسباب الصراع”.
وأشار لافروف بشكل خاص إلى تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي قال علنًا مرارًا إن محاولة ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كانت خطأً استراتيجيًا لعب دورًا حاسمًا في تفجّر الأزمة الحالية.
وأضاف لافروف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لا يكتفي بكراهية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بل يضمر عداءً لجميع الروس”، مؤكدًا أن العودة إلى حدود 1991 “باتت مستحيلة”، وأن “على زيلينسكي أن يرضخ للواقع القائم”.
كما اتهم لافروف النظام في كييف بالسعي إلى “تدمير كل ما يربط أوكرانيا بروسيا والعالم الروسي”، موضحًا أن ذلك يتجلى في “حظر اللغة الروسية، واستهداف التراث الثقافي، وملاحقة وسائل الإعلام الناطقة بالروسية، إلى جانب التضييق على الكنيسة الأرثوذكسية”.
وتابع لافروف قائلًا إن موسكو لا تزال تأمل في استعادة الثقة وتطبيع العلاقات مع واشنطن، مشيرًا إلى أن “إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن خلقت العديد من العراقيل أمام هذا المسار، وأن بعض المسؤولين الأميركيين ما زالوا يرفضون التعاون”، مضيفًا أن “الحوار مع الجانب الأميركي لا يزال مطلوبًا وضروريًا”.
رؤية موسكو الإقليمية: أمن أوراسي وتعاون متعدّد الأطراف
وفي سياق آخر، تناول وزير الخارجية الروسي أبرز النقاط التي طُرحت خلال اجتماع “رابطة الدول المستقلة”، حيث أشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث عن ضرورة تشكيل “هيكل أمني أوراسي شامل يضم القارة بأكملها ويضمن أمن جميع الدول”.
وأوضح لافروف أن “رابطة الدول المستقلة تمثل أحد مكونات هذا الهيكل”، مشيرًا إلى التعاون القائم بين الرابطة وأمانة “منظمة شنغهاي للتعاون”، و”معاهدة الأمن الجماعي”، و”منظمة آسيان”، و”مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.
وأكد أن هذه الهياكل والمنظمات تبحث عن “مصالح مشتركة وتتفادى إهدار الموارد”، مضيفًا أن هذا الشكل من التكامل الأوراسي يسمح بتعزيز الهيكلة الأمنية في المنطقة، حيث تعتبر رابطة الدول المستقلة جزءًا فاعلًا في هذا الإطار.
وكشف لافروف أن روسيا تتوقع مشاركة جميع قادة رابطة الدول المستقلة في العرض العسكري المقرر في 9 مايو المقبل بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار على النازية في الحرب الوطنية العظمى.
تحذير من محاولات الغرب تقويض العلاقات مع آسيا الوسطى
من جهة أخرى، اتهم لافروف الدول الغربية بالسعي لتقويض علاقات روسيا مع دول آسيا الوسطى، وقال إن “الغرب يحاول من خلال العقوبات الحدّ من هذا التعاون، لكن رابطة الدول المستقلة تواجه هذه الضغوط عبر استخدام العملات الوطنية في التسويات بنسبة 80%، إلى جانب اعتماد منصات دفع بديلة لا تتأثر بمنظومة سويفت”.
وأضاف لافروف أن “الاتحاد الأوروبي لم يعد يفكر بمصالح ناخبيه، بل ينشغل بمحاولات معاقبة روسيا”، معتبرًا أن هذا النهج أفقد أوروبا قيمها ودورها الأساسي في تحقيق التكامل الاقتصادي.
العلاقات الصينية الأميركية ومسألة تايوان
وتطرّق وزير الخارجية الروسي إلى التوتر القائم بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أن دعم واشنطن لتايوان والإجراءات الاقتصادية مثل فرض التعريفات الجمركية تضرّ بمبدأ “الصين الواحدة”، ما يؤدي إلى توتّر مستمر في العلاقات بين البلدين.
ورغم تبادل الاتهامات، أكد لافروف أن “الحوار بين الولايات المتحدة والصين لم يتوقف”، مشيرًا إلى أهمية استمرار التواصل رغم الخلافات.
علاقات ثنائية وخطط مشتركة
وفي ختام كلمته، أشار لافروف إلى أن لقائه الثنائي مع وزير الخارجية الكازاخستاني تناول العديد من الخطط والمشاريع المشتركة، كما أشار إلى أن بعض الشركات والبنوك لا تزال تخشى من العقوبات الثانوية، رغم وجود مصالح مشتركة قوية تربط بين البلدين.
وختم لافروف بالإشارة إلى أن روسيا تطرقت خلال محادثاتها في العاصمة السعودية الرياض إلى مسألة رفع العقوبات، وقال إن “الجانب الأميركي أبدى تفهّمه، لكن حتى الآن لم تظهر نتائج ملموسة، ونعمل على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها”.