90 اتفاقية في 90 يوماً.. خطة ترامب الطموحة تصطدم بشكوك الخبراء

تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تنفيذ خطة طموحة تهدف إلى إبرام 90 اتفاقية تجارية خلال 90 يوماً، في خطوة وصفت بالجريئة وتهدف إلى تسريع وتيرة إنهاء الحرب التجارية التي أثّرت على الاقتصاد العالمي، إلا أن هذه المساعي تصطدم بجدار من التحديات السياسية والاقتصادية، مما يدفع العديد من الخبراء إلى التشكيك في إمكانية تحقيق هذا الهدف خلال الإطار الزمني المحدد.
من بين أبرز المؤشرات على صعوبة المهمة، أن مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي أحد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بحجم تبادل تجاري بلغ نحو تريليون دولار في العام الماضي سيكون من أوائل المسؤولين الذين سيتوجهون إلى واشنطن لإجراء مفاوضات عاجلة حول الرسوم الجمركية. غير أن اللقاء الذي كان من المفترض أن يجمعه بوزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، لن يتم، نظراً لانشغال الأخير بزيارة رسمية إلى الأرجنتين، التي لا يتجاوز حجم تجارتها مع الولايات المتحدة 16.3 مليار دولار سنوياً.
ويُنظر إلى غياب بيسنت عن هذا اللقاء المهم على أنه إشارة إلى الارتباك المحتمل في إدارة المفاوضات التجارية، ويعزز من الشكوك حول قدرة الإدارة الأميركية على تنظيم وإتمام هذا الكم الكبير من الاتفاقيات في فترة قصيرة، ويرى مراقبون أن مثل هذه الخطط تتطلب تنسيقاً دقيقاً وجهداً دبلوماسياً مكثفاً، إلى جانب توافق داخلي بين الجهات الاقتصادية الأميركية، وهو ما يبدو غائباً في هذه المرحلة.
وبينما تواصل الإدارة طرح خططها الطموحة، تبقى العيون على نتائج أولى المفاوضات لمعرفة مدى جدية وفعالية التحرك الأميركي، وما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستحقق مكاسب حقيقية أم ستُضاف إلى سلسلة من الوعود التي تصطدم بجدار الواقع السياسي والاقتصادي المعقد.