معاناة دون مقابل.. إعلان لـ117 وظيفة خالية بالمستشفيات الجامعية بالإسكندرية يكشف أزمة أطباء الانتداب

أزمة كبيرة يعيشها الأطباء حديثو التخرج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية، والتي بلغ صداها بالحديث عن أوضاع كاشفة لمعاناة اضطرت العديد منهم لترك أماكنهم شاغرة لغيرهم.
منشور وظائف خالية يكشف أزمة أطباء الانتداب بمستشفىيات جامعة الإسكندرية
القصة بدأت عقب تداول منشور على صفحة إدارة المستشفيات الجامعية بالإسكندرية بخلو 117 وظيفة من الوظائف الإكلينيكية للأطباء المقيمين، ليفتح هذا المنشور الستار عن أسباب خلو هذه الوظائف وترك أوائل الخريجين لها.
الأطباء: بيئة عمل مرهقة ورواتب لا تليق
«اللي حصل طبيعي، دول أطباء تعبوا سنين في الدراسة والتدريب مقابل رواتب لا تليق ومع بيئة عمل مرهقة وغير آمنة».. بهذه الكلمات علقت رانيا.س.م؛ أحد الأطباء الخريجين، مشيرة إلى كلية الطب جامعة الإسكندرية تفرض قيودا أكبر من نظيرها بالجامعات الأخرى، وعلى سبيل المثال جعل سنوات الانتداب 5 بدلا من 3، وتم تسكينهم في نبطشيات لفترات تتراوح 30 ساعة، ومقابل رواتب متدنية للغاية، وظروف عمل قاسية، وفي نهاية الفترة لا يتم تعيينهم، حيث يتم تثبيت 10% من المنتدبين فقط.
وظائف مؤقتة
فيما أوضح مروان.ع؛ أحد الخريجين، أن الـ117 وظيفة التي تم الإعلان عنها تعتبر إعلان تكميلي لوظائف تم طرحها في منتصف شهر سبتمبر الماضي، وهو ما يتم بشكل سنوي، وهي وظائف مؤقتة للطلاب حتى الحصول على الماجيستير، وتعتبر بوظيفة منتدب.
وأضاف مروان؛ أن هذا الإجراء طبيعي بعد تخرج جميع الطلاب أوائل بكلية الطب، حيث يتم تدريبهم إما في مستشفيات وزارة الصحة أو الجامعية بعقد مؤقت، مقابل الحصول على الماجستير، إلا أن الأمر أصبح انتهاك للخريجين واستغلال من قبل المستشفيات، التي أصبح الأطباء الأساسيين فيها يحملونهم عملهم استغلالا لهم.

وتضامن مع الآراء الغاضبة للطلاب عدد من أساتذة الجامعات، حيث قال الدكتور محمد رمضان؛ الأستاذ بكلية الطب جامعة المنصورة: بعض من مشاكل ممارسة مهنة الطب والتي دفعت كثير من شباب الأطباء إلى الاستقالة والهجرة خارج البلاد وبلا عودة: ضعف المرتبات، وعدم الشعور بالأمان أثناء تأدية العمل بالمستشفيات، والتكاليف المبالغ فيها لاستكمال الدراسات العليا مع سوء المعاملة والمحسوبية، وساعات العمل الطويلة في المناوبات والتي تصل أحيانا إلى 36 ساعة عمل شاق مرهق ومتواصل!.
