خطوط الطيران تنجح في التعاون مع المصممين العالميين.. أبرزهم إيلي صعب

خطوط الطيران تنجح في التعاون مع المصممين العالميين.. أبرزهم إيلي صعب

دائما ما ترتبط الموضة بكافة تفاصيل الحياة وتجذب أصحاب وصاحبات الذوق الراقي لأنها مرآة لنضج وتميز المجتمع ككل، لذا يوجد علاقة قوية بين الموضة والطيران لاتصالهما مع بعضهم البعض، ويتميز طاقم العمل في مجال الطيران بـ الـ “يونيفورم” الذي يعبر عن هويتهم، فكان في الماضي مستوحي من ثياب الممرضات ثم تطور ليشبه البحارة وبعدها الجنود.
ويرجع الهدف منه ابتكار أزياء تحافظ على جودتها لعشر سنوات على الأقل. في الخمسينيات وبحجة تحديث صورة الطاقم العامل على متن الطائرة، بدأت الخطوط الجوية الأمريكية بالترويج لأزياء متقنة الصنع ومحكمة القصة حسب المقاييس. 
وفي الستينيات، ارتقت متطلبات شركات الطيران فبدأت شركة Air France بالتعاون مع مصممين من عالم الهوت كوتور أمثال مارك بوهان لدى ديور Dior، الذي نفذ الزي الرسمي للشركة في العام 1962.

وتطور الأمر مع كريستوبال بالنسياغا Cristobal Balenciaga، الذي صمّم في نهاية الستينيات زياً للشركة نفسها يشبه رواد الفضاء. 
وتلا هذا التعاون تعاقد خطوط Olympic Airlines في اليونان مع مدموازيل شانيل، التي صمّمت سترتها الأيقونية مع الزي الرسمي، ونسّقت قبعة Pillbox وزخرفت الزي بالفيونكات. ثم حان دور بيار كاردان Pierre Cardin الذي صمّم للشركة الفرنسية الفستان الميني للمضيفات، مع الكاب والقلنسوة الصوفية.

في العام 1968، ابتكر بيار بالمان Pierre Balmain زياً اسماه The singapour Girl للخطوط الجوية السنغافورية، واستوحاه من اللباس التراثي، وكان الزي الذي خدم أطول مدة ممكنة ولا يزال معتمداً حتى اليوم. وفي العام 1965، صمم إميليو بوتشي Emilio Pucci الزي الرسمي لخطوط برانيف الجوية Braniff وهي شركة أمريكية توقفت في الثمانينيات عن العمل.

 ونفذ المصمم فساتين ميني بطبعات كبيرة مع قبعات منفوخة واقترب من الصيحات العصرية، الأمر الذي ترك انطباعاً مشوّشاً على مظهر المضيفات بسبب تخلي الأزياء عن طابعها الرسمي المحتشم في سبيل قصات أنثوية ضيقة.

وقد تم تصويب النظرة الى المضيف مع توظيف مضيفين في الثمانينيات والتسعينيات، وأعادت خطوط الطيران التركيز على رقي وحشمة الزي الرسمي، فصمم كل من رولان كلاين وبول كوستيللو Paul Cosetlloe أزياء تجمع الرقي بالطابع العملي.
وفي العام 2005، أدرك كريستيان لاكروا Christian Lacroix ضرورة ابتكار زي للشركة الفرنسية يجمع ما بين الطابعين العصري والكلاسيكي، ونفذ جيانفرانكو فيريGianfranco Ferre للخطوط الجوية الكورية زياً باللونين الأزرق والأبيض مع وشاح من الحرير المطبّع، وصمم كل من زاك بوزن Zac Posen خطوط دلتا الجوية، وبرابال غورونغ Prabal Gurung لصالح خطوط Nippon الجوية، ومارتن غرانت Martin Grant لصالح خطوط Qantas الجوية، وفيفيان وستوود Vivienne Westwood لصالح خطوط فيرجين أتلانتيك، وألبيرتا فيريتي Alberta Ferretti لصالح شركة أليتاليا Alitalia، وإتوري بيلوتا Ettore Bilotta لصالح خطوط الطيران التركية الجوية.
وفي العقد الثاني من الألفية الجديدة، تستمر خطوط الطيران الجوية العربية في التعاون مع مصممين عالميين، بهدف الارتقاء بصورة الشركة عن طريق ارتباطها بعلامات راقية في شتى المجالات؛ فالرفاهية لا ترتبط فقط بثمن التذكرة ولا بالطعام المقدم على متن الطائرة، ولا حتى براحة الكراسي والخدمة المثالية، فالرقي هو أسلوب حياة متكامل تسعى شركات الطيران للترويج له عبر شراكات لتصميم أزياء لطاقم الموظفين، أو في الهدايا المتوافرة للركاب بإصدارات محدودة ترضي النخبة من الزبائن. 
وفي المقابل يستفيد المصمم العالمي من الترويج لاسمه عبر ربطه بشركة مرموقة ذات سمعة جيدة وتكون نافذة وصل مع زبائن جدد، وتشكل هذه الاتفاقيات تقنية تسويق ذكية يستغلها الطرفان لاقتناص مساحة من الضوء على مواقع التواصل وفي عالم الريادة والأعمال.
وأحدث تعاون في هذا المجال أعلن عنه إيلي صعب جونيور مع الخطوط الجوية السعودية  Qantas إذ نشر المصمم نجل إيلي صعب البكر عن ابتكار مستحضرات خاصة بالسفر لركاب الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال لإضفاء لمسة من التميز والأناقة إلى تجربة السفر على متن الخطوط الجوية السعودية. وكان سبق هذا الإعلان خبر افتتاح “إيلي صعب ميزون”؛ ليثبت المصمم أنه يغامر في جميع المجالات التي يسمح له خياله أن يبدع فيها. وتُعتبر هذه التعاونات مثمرة ومفيدة للطرفين بدليل أن الخطوط الجوية السورية أعلنت مؤخراً عن مسابقة مفتوحة لجميع المصممين والفنانين والمبدعين السوريين للمشاركة في تحديث الهُوِيَّة البصرية للشركة العريقة.