صورة تلخص الألم.. إسرائيل تغتال 6 أشقاء من غزة في لحظة واحدة

في جريمة جديدة تضاف لسجل إسرائيل المتخم بالجرائم في غزة، استهدفت إسرائيل 6 أشقاء من عائلة واحدة وذلك بعد دقائق من قيامها بقصف مستشفى المعمداني؛ ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار بالِغة، واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية.
مجزرة الأشقاء
صباح اليوم الأحد، 13 أبريل 2025، كانت سيارة تُقِل 6 أشقاء من عائلة أبو مهادي وصديقهم عبد الله الهباش تسير في شارع الرشيد بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.إعلان
كان الأشقاء وصديقهم في طريقهم لقضاء يوم عادي، يحملون أحلامًا بسيطة وأمانيًا لمستقبل أفضل. لكن صواريخ الاحتلال الإسرائيلي اختارت لهم مصيرًا آخر، حيث استهدفت سيارتهم المدنية، مما أدى إلى استشهادهم جميعًا في لحظة واحدة.
فقدان لا يُحتمل لـ أشقاء غزة
الإخوة الشهداء هم: أحمد، محمود، محمد، مصطفى، زكي، وعبد الله أبو مهادي، بالإضافة إلى صديقهم عبد الله الهباش. كانوا شبابًا في مقتبل العمر، يشبهون القمر في جمالهم، كما وصفهم أحد المغردين. في لحظات قصيرة، فقد الحاج إبراهيم أبو مهادي كل أبنائه، جميعهم، بلا استثناء.
ستة إخوة ارتقوا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم في دير البلح
كيف شعور أمهم الآن وهي تودع فلذات أكبادها الستة دفعة واحدة !
واللهِ ما يحدث ظلم ووجعٌ لا يُحتمل .
— 𝑇𝐴𝑆𝑁𝐼𝐼𝑀 𓂆 (@7_SEM0_) April 13, 2025
ألم الأم المكلومة
الخبر كان كفيلًا بإحداث صدمة لدى جمهور منصات التواصل الاجتماعي، فكيف بالأم التي فجعت برحيل فلذات كبدها الست دفعة واحدة؟
عن أي وجع تتحدثون؟ كيف لقلب أمٍ أن يتحمل خبر استشهاد فلذات كبدها الستة دفعة واحدة؟ لم يتبقَ لها أحد… ستة إخوة ارتقوا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم في دير البلح#غزة_تُباد
— 🔻أسماء | Asma’a 🔻 (@asm42444) April 13, 2025
كيف لها أن تنتظر صباحًا جديدًا بعد هذا اليوم المكلوم؟ تساءل مغردون: “كيف لأمهم أن تتحمل وداع ستة أبناء معًا؟ كيف لقلبٍ أن يواجه هذا الجحيم العاطفي؟ كل لحظة فقد تُقتل فيها الأم والأب نفسيًا، يُعاد ذبحهم مرارًا وتكرارًا. هذا المصاب يفوق الوصف”.
صورة تحكي مأساة أشقاء غزة
أصبحت الصورة التي جمعتهم كأنها ألم متجدد، فأبناؤه الذين كانوا عن يمينه وعن شماله في الصورة رحلوا دفعة واحدة، وأصبح الكسر أكبر من قدرة أي كلمات على مواساته.
وقال مدونون “إن تفقد ستة من أبنائك في لحظة واحدة يعني أن عمرك كله قد أُخذ منك قسرًا. يعني أنك تُقتل ست مرات دفعة واحدة، وأن حياتك تُهدم وتُحرق بالكامل. أم وأب فقدا الأمل، فقدا المستقبل، فقدا كل ما يمتلكانه في لحظة مروعة”.
وكتب آخر: “هذا صباح أسود جديد في غزة، صباح يحمل قهرًا وألمًا لا يُحتمل. يبقى السؤال دومًا: من يجبر كل هذا الكسر؟ من يعيد لوالديهم المكلومين ولو ذرة من السكينة؟ ومن يوقف هذا الظلم الذي تجاوز كل حدود الإنسانية؟”.
قصف مستشفى المعمداني
وكانت طائرات إسرائيلية قصفت، فجر الأحد، مبنى المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في مدينة غزة.
وقالت “وفا”، إن الطيران الإسرائيلي قصف بصاروخين مبنى الاستقبال، ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار بالغة، واشتعال النيران في أقسام الاستقبال والطوارئ والمختبر والصيدلية.
يذكر أن مستشفى المعمداني كان قد تعرض لقصف عنيف في 17 أكتوبر 2023، خلال تواجد المئات من النازحين والمرضى والجرحى بداخله، ما أسفر عن مقتل 471 مواطنا، وإصابة المئات.
والمستشفى المعمداني في غزة يقع على الأطراف الشمالية لحي الزيتون جنوب مدينة غزة، وتُديره الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، ويُعد من أقدم مستشفيات المدينة.
أبشع مظاهر الإبادة
من جانبها قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية “إن القصف الوحشي للمستشفى المعمداني في مدينة غزة وتدميره وإخراجه بالكامل عن الخدمة بما رافقه من تشريد للمرضى والجرحى والقائهم في الشارع، ما كان له أن يحدث لولا تواطؤ المجتمع الدولي، وتقاعسه عن تحمل مسؤولياته”.
واستدركت الوزارة، في بيان، قائلة: “خاصة وأن الاحتلال سبق ودمّر عمدًا 34 مستشفى في القطاع وأخرجها عن الخدمة، بشكل يترافق مع استمرار سياسة تجويع وتعطيش وحرمان المواطنين من الأدوية”.
واعتبرت استهداف المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية من “أبشع مظاهر الإبادة”، واستهتار صارخ بالمجتمع الدولي والمبادئ والقوانين الإنسانية، ويندرج في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة، لاستكمال تدمير جميع مقومات الحياة في القطاع وتحويله إلى أرض غير صالحة للحياة البشرية، تمهيدًا لإجبار المواطنين على الهجرة بالقوة العسكرية.
وأكدت الوزارة أن مجلس الأمن الدولي يتحمل كامل المسؤولية عن فشله في حماية المدنيين، وفرض الوقف الفوري للإبادة، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات بشكل مستدام، والبدء بتنفيذ جميع أشكال الإغاثة والإعمار.