علي جمعة: الإيمان والعلم لا يفترقان

علي جمعة: الإيمان والعلم لا يفترقان

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الأمة الإسلامية هي أمة علم بطبيعتها، تكره الجهل وتحب المعرفة، مشددًا على أن العلاقة بين العلم والإيمان علاقة تكامل لا تعارض فيها.

 الأمة المؤمنة أمة علم

وأوضح فضيلته أن ما جاء به الإسلام من تقدير للعلم لم يسبق له مثيل، مستشهدًا بقول النبيﷺ:”من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة”،وبقوله تعالى:”قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ” [الزمر: 9].

وأشارجمعة إلى أن الآية الكريمة جاءت مطلقة، دون تقييد بنوع معين من العلوم، مؤكدًا أن كل علم يقابل الجهل ويقضي عليه فهو علم نافع، سواء كان في الدين أو في الطب أو في علوم الكون، ما دام يُقرب الإنسان إلى الحقيقة ويبعده عن الجهل.

العلم محراب الإيمان.. والتلميذ لا بد أن يوقر أستاذه

وأضاف فضيلته أن الإيمان الحق لا ينفصل عن العلم، بل إن العلم هو سبيل الوصول إلى الإيمان، وهو محرابٌ له، والعكس صحيح، مستنكرًا ما وصفه ببعض الإفرازات الغربية التي شاعت في المجتمعات مؤخرًا، من جرأة بعض الطلاب على أساتذتهم وغياب الاحترام المتبادل.

العلاقة بين العالم والجاهل

وتابع:”العلاقة بين العالم والجاهل يجب أن تقوم على الاحترام، كما هي بين الأستاذ والتلميذ. فالتلميذ الذي يتعلم يسلك طريق إزالة الجهل، وعليه أن يوقّر أستاذه ويعامله بالمحبة والتقدير”.

واستشهد بما قاله الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:”من علمني حرفًا صرت له عبدًا”،موضحًا أن هذا التعبير يُعرف في اللغة بـ”الصيرورة المجازية”، أي أن المتعلم يَدين بالحب والاحترام لمن علمه.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن المجتمعات التي يحكمها الإيمان تنتشر فيها الرحمة والمودة بين الطالب ومعلمه، وأن هذا الاحترام هو أحد أهم أسس تلقي العلم النافع، والعودة به إلى مقاصده النبيلة.