أسباب الشعور بالإرهاق النفسي وطرق علاجه والوقاية منه

الشعور بالإرهاق .. مع تزايد ضغوط الحياة اليومية واقترانها بقصر النهار وانخفاض درجات الحرارة في الشتاء، يجد الكثيرون أنفسهم غارقين في مشاعر الإرهاق النفسي والجسدي.
كشفت هيئة الصحة النفسية في المملكة المتحدة أن 91% من البالغين عانوا من مستويات عالية أو شديدة من التوتر خلال العام الماضي، وبداية العام الجاري.
ما هو الإرهاق النفسي؟
أوضحت الطبيبة النفسية الدكتورة هانا كيرني أن الإرهاق النفسي هو حالة من الإنهاك العقلي والعاطفي الشديد، ناتجة عن تراكم الضغوط الخارجية لفترة طويلة.
وقالت كيرني: “لا أحد يمكنه أن يملأ من كوب فارغ”، مشيرة إلى أن الأعراض يمكن أن تشمل الشعور بالتعب رغم الراحة، فقدان الحافز، الانفصال العاطفي، وتراجع الإنتاجية.
ولاتقتصر الأعراض على التوتر العام، بل يتفاقم لدى الأشخاص ذوي التباينات العصبية، مثل المصابين باضطراب طيف التوحد أو اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، حيث يواجهون صعوبة إضافية في التعامل مع التغيرات في الروتين أثناء تغير الفصول.
أعراض الإرهاق التي لا تعرفها
أشارت خبيرة الصحة بيني ويستون إلى أن الإرهاق النفسي قد يظهر بأشكال مختلفة، منها:
التعب الدائم رغم النومتقلبات المزاج والانفعال السريعانخفاض الدافع للعملالشعور بالذنب لرفض الالتزامات الاجتماعيةالانفصال عن الواقعأعراض جسدية كآلام المعدة، نزلات البرد المتكررة، أو اضطرابات في البشرة
وتتزايد هذه المؤشرات إذا لم يتم الاعتناء بالنظام الغذائي، الترطيب، أو جودة النوم.
أهمية الغذاء في مواجهة الإرهاق
ترى أخصائية التغذية كارا شو أن التغذية تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الطاقة وتحمل التوتر.
وتحذّر من تناول الوجبات في أوقات متأخرة، إذ قد يؤدي ذلك إلى اضطرابات في توازن سكر الدم، وزيادة مستويات الكورتيزول، وهو ما يفاقم الشعور بالتعب والتوتر.
للتغلب على الإرهاق، يُوصى بالتركيز على:
الكربوهيدرات المعقدة (الشوفان، الحبوب الكاملة)الدهون الصحية (الأفوكادو، المكسرات)البروتينات (العدس، اللحوم الخفيفة)الحديد وفيتامين سي والزنكمشروبات الأعشاب الدافئة المهدئةالرياضة الخفيفة.. لا تحتاج لصالة ألعاب رياضية
قالت إدوينا جينر، أخصائية العلاج الطبيعي، إن الحركة اليومية، حتى لو كانت بسيطة، تساعد على إعادة توازن الجهاز العصبي. المشي في الطبيعة، تمارين وزن الجسم، أو حتى التمدد في المنزل، كلها خيارات ممتازة لتحسين المزاج وتخفيف الضغط النفسي، خصوصًا لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
العناية باللياقة الذهنية
ولاتقل الراحة الذهنية أهمية عن النشاط البدني، إذ أكدت بيني ويستون أن التأمل والامتنان تساهم في تقليل مستويات التوتر، وتحسين جودة النوم، وزيادة القدرة على التكيف مع الضغوط.
تدوين لحظات صغيرة من الامتنان، مثل الاستمتاع بفنجان شاي أو قراءة فصل من كتاب، يعزز من الشعور بالرضا ويُعيد التركيز على الإيجابيات.
النوم.. حجر الأساس في مواجهة الإرهاق
يُعد النوم الجيد من أهم العوامل المؤثرة على الصحة النفسية. تحذّر الدكتورة بيكي سبيلمان من الاستهتار بالراحة، مشيرة إلى أن قلة النوم تُضعف الجهاز العصبي وتؤثر سلبًا على المزاج والمناعة. وتوصي بتخصيص بيئة نوم مناسبة وتجنب المنبهات قبل النوم، إلى جانب التفكير في قضاء عطلة أو استراحة ذهنية لتعزيز مستويات السيروتونين.