إسرائيل وإيران في مرحلة حرجة: صراع مستمر بين الدفاع والتوتر الإقليمي

العالم يترقّب بقلق تطورات المشهد في الشرق الأوسط، بعدما اقتربت المواجهة بين إسرائيل وإيران من نقطة اللاعودة، فمع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية، تتعاظم المخاوف من أن تكون المنطقة على أعتاب صراع مفتوح قد يتجاوز حدود البلدين ليشعل حريقاً إقليمياً واسع النطاق.
وضع غامض ومفتوح
الجنرال مارك كيميت، مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، يصف الوضع بـ”الغامض والمفتوح على كل الاحتمالات”، محذرًا من أن العواقب المحتملة قد تتراوح بين ردود فعل محدودة إلى اندلاع حرب شاملة، بل وربما تصل إلى تغيير النظام السياسي في طهران.
طهران من جهتها لم تُخفِ نواياها في الرد على أي تصعيد إسرائيلي، مهددةً بـ”رد قاسٍ” قد يشمل إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على مدن ومنشآت إسرائيلية، في تصعيد قد يفوق من حيث الحجم والتأثير أي مواجهة سابقة. كما أن الرد الإيراني قد لا يقتصر على حدودها، بل يُرجّح أن تلجأ إلى تفعيل وكلائها في المنطقة، مثل “حزب الله” في لبنان، و”أنصار الله” الحوثيين في اليمن، وميليشيات عراقية تدين بالولاء لطهران، ما يهدد بفتح جبهات متعددة واستدراج قوى إقليمية أخرى إلى ساحة المواجهة.
التقليل من قدرة إيران
لكن في المقابل، يُقلّل بعض المحللين من قدرة إيران على تنفيذ تهديداتها.
باتريك كلاوسون، الباحث في معهد واشنطن، يشير إلى أن إيران اعتادت على إطلاق التهديدات دون ترجمتها إلى أفعال، قائلاً: “نتوقع بالتأكيد تصريحات نارية من الإيرانيين، لكن تنفيذ تلك التهديدات مسألة أخرى تماماً”. ويضيف أن القلق من تدخل واسع لحزب الله قد تراجع، في ظل إعلان إسرائيل أنها دمرت نحو 80% من صواريخ الحزب في المواجهة الأخيرة، ما يحدّ من خيارات طهران التصعيدية.
في هذا السياق المتوتر، تبدو الخيارات المتاحة للطرفين محدودة ومحفوفة بالمخاطر. فكل تحرك محسوب بدقة، والخطأ في الحسابات قد يُشعل حرباً لا تُبقي ولا تذر. وبين التصعيد والردع، يبقى الشرق الأوسط معلّقاً على خيط رفيع قد ينقطع في أية لحظة.