حرب الظلال: نشاطات الموساد في إيران وإمكانيات انفجار داخلي

حرب الظلال: نشاطات الموساد في إيران وإمكانيات انفجار داخلي

في تطور يثير قلق المؤسسة الأمنية الإيرانية، تتزايد المؤشرات على أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) لم يعد يكتفي بعمليات الرصد والتصفية المحدودة، بل وسّع عملياته داخل العمق الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة من التنسيق والدقة والخطورة.

وتشير تقارير متعددة إلى أن خلايا الموساد العاملة داخل إيران تمكنت من تنفيذ ثلاث مهام نوعية حساسة تدل على عمق التغلغل وجرأة الأهداف:

الرصد عالي الدقة وتحليل الأهداف

وقد نجحت تلك الخلايا في تعقّب تحركات كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وكذلك علماء البرنامج النووي المحصّنين بإجراءات أمنية صارمة. اللافت هو قدرة هذه الخلايا على تحديد مواقع هؤلاء الأشخاص بدقة متناهية عبر الوسائل البصرية أو الليزرية، ما مكّن الطائرات الإسرائيلية من شن ضربات جوية دقيقة، ألحقت أضراراً نوعية دون الحاجة لاجتياح مباشر.

إنشاء بنى عملياتية داخلية لضرب البنية الدفاعية

بحسب التسريبات، لم تعد الخلايا تكتفي بجمع المعلومات، بل أقدمت على بناء قواعد صغيرة وخفية، تُستخدم لإطلاق طائرات مسيرة مفخخة تستهدف منصات الصواريخ الباليستية ومراكز الدفاع الجوي الإيرانية، ما يمثل تحوّلاً خطيراً في طبيعة الحرب غير المعلنة بين الطرفين.

حرب إلكترونية موازية

عبر استخدام أجهزة تشويش متطورة على منظومات الرادار الإيرانية، تمكنت إسرائيل من توفير تغطية “صماء” مؤقتة سمحت لطائراتها القاذفة بالوصول إلى العمق الإيراني وتنفيذ ضربات دقيقة على أهداف ذات قيمة استراتيجية عالية.

السيناريو الأخطر: هل يخطط الموساد لمرحلة الانفجار الداخلي؟

مع هذا المستوى من التمركز العملياتي في الداخل الإيراني، يتساءل محللون أمنيون إن كانت المرحلة التالية في خطط تل أبيب تشمل تفعيل وحدات مقاتلة من المعارضة الإيرانية تم تدريبها سراً وتسليحها داخل البلاد. مثل هذا التطور قد يتم تنفيذه بالتزامن مع عملية اغتيال محورية تطال المرشد الأعلى علي خامنئي أو شخصيات رئيسية مقربة، تمهيداً لإشعال اضطرابات واسعة النطاق تؤدي إلى تفكك مؤسسات الحكم والسيطرة.

يبدو أن تل أبيب تراهن على تآكل الداخل الإيراني من خلال ضربات نفسية وعسكرية مركزة، مع تهيئة الأرضية الشعبية للانفجار. وفي حال تزامن ذلك مع تفكك النخبة الحاكمة، فإن المخطط قد لا يهدف فقط إلى تعطيل البرنامج النووي، بل إلى تفكيك كامل لمنظومة الحكم في الجمهورية الإسلامية.

ما يجري ليس مجرد عمليات استخبارية تقليدية؛ بل هندسة إستراتيجية لمعركة داخلية كبرى تُخاض في الظل، وتنتظر اللحظة الحاسمة. وإذا ما تحقق هذا السيناريو، فإن الشرق الأوسط قد يشهد تحولًا تاريخيًا يتجاوز الصراع النووي ليصل إلى إعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي برمّته.