تحذيرات قوية.. ترامب يهدد إيران بـ”ضربات أشد تأثيرًا”

تحذيرات قوية.. ترامب يهدد إيران بـ”ضربات أشد تأثيرًا”

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران من “ضربات أكثر فتكاً” إذا لم تُبادر إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي. وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن “إيران فوّتت عدة فرص للتوصل إلى اتفاق نووي”، مشيراً إلى أن الوقت ينفد، و”عليها أن تتصرف قبل أن يضيع كل شيء”.
جاءت تصريحات ترامب بعد ساعات من تنفيذ إسرائيل ضربات نوعية أدت إلى مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين، في ما اعتُبر رسالة مزدوجة إلى طهران وواشنطن معاً، ضمن سياق إقليمي يتسم بتوتر متصاعد منذ بداية 2025. وبرغم أن إدارة ترامب نفت ضلوعها المباشر في هذه العمليات، فقد أكدت أنها كانت على علم مسبق بها، ما يعكس مستوى عالياً من التنسيق الأمني بين واشنطن وتل أبيب.

في منشوره، استخدم ترامب نبرة تهديد واضحة، قائلاً إن “بعض المتشددين الإيرانيين تحدثوا بشجاعة، لكنهم لا يعلمون ما كان ينتظرهم… لقد لقوا حتفهم جميعاً الآن”، في إشارة إلى المستهدفين بالضربات الأخيرة. واعتبر أن الولايات المتحدة “تمتلك أقوى منظومة عسكرية في العالم”، مشدداً على أن إسرائيل أيضاً “تعرف تماماً كيف تستخدم هذا السلاح”، في تلميح إلى استمرار الغطاء الأميركي للعمليات الإسرائيلية، وربما استعداد واشنطن للمزيد إذا لزم الأمر.

اللهجة العدوانية

ورغم اللهجة العدوانية، لم تغب لغة “الفرصة الأخيرة” عن خطاب ترامب، إذ كرر دعوته لإيران إلى إنقاذ ما تبقى من “الإمبراطورية الإيرانية”، والعودة إلى التفاوض قبل فوات الأوان. وأكد في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” أن إيران “لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً”، ملمّحاً إلى إمكانية إعادة فتح باب التفاوض إن أبدت طهران مرونة.

لكن اللافت في تصريحات ترامب، هو الجمع بين التهديد العسكري الصريح والدعوة إلى الحوار، ما يعكس مزيجاً من الضغوط النفسية والسياسية التي تهدف إلى دفع طهران للتراجع دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة. وفي الوقت نفسه، فإن إعلان ترامب عن معرفة إدارته المسبقة بالهجمات، ينقل رسالة سياسية إلى الداخل الأميركي مفادها أن “الأمن القومي” لا يزال أولوية، حتى وهو خارج البيت الأبيض، في سياق حملته الانتخابية المقبلة.

أما على الجانب الإيراني، فمن المرجح أن تؤدي هذه التطورات إلى تعزيز موقف التيار المتشدد، ورفع منسوب التوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل معاً، لا سيما إذا لم تظهر مؤشرات على تحرك دبلوماسي حقيقي خلال الأسابيع المقبلة.