تفاصيل 12 ساعة من الإثارة في إيران بعد عملية الأسد الصاعد

تفاصيل 12 ساعة من الإثارة في إيران بعد عملية الأسد الصاعد

لم يكن صباح الجمعة في إيران كسائر الأيام. ففي ساعة الفجر، استيقظ الإيرانيون على وقع انفجارات مدوية هزّت العاصمة طهران ومدنًا رئيسية أخرى، في أعقاب هجوم جوي واسع النطاق شنته إسرائيل. استهدفت الغارات منشآت نووية وعسكرية وصاروخية ذات حساسية بالغة، في ما وصفه مراقبون بأنه الهجوم الأعنف والأكثر جرأة منذ عقود، وربما منذ الحرب العراقية الإيرانية.

مشاهد الرعب في الشوارع

أدخلت الغارات إيران في حالة من الذهول والخوف الشعبي، وسط شهادات عن لحظات رعب غير مسبوقة. تحدث مواطنون من مناطق مستهدفة في طهران، مثل سعدت آباد، عن مشاهد من الفوضى، إذ اهتزت المباني وهرع الناس إلى الشوارع. يقول عزام، البالغ 35 عامًا: “استيقظتُ والبيت يهتز… لم أعرف ما حدث، وكنت مذعورًا بحق”. وأضاف سام، أحد سكان العاصمة: “هناك شائعات عن تكرار الهجمات كل ليلة… لا نعلم إن كنا في أمان داخل منازلنا”.
ترددت في الشوارع صرخات الخوف، وتجلّى الارتباك الشعبي في تساؤلات الناس عن قدرة النظام على حمايتهم. عبّر أحد حراس المباني عن إحباطه قائلاً: “إن كانوا لا يستطيعون حماية أنفسهم كقادة، فكيف سيحموننا؟”.

الضربة القاصمة للقيادة العسكرية

لكن الصدمة الكبرى كانت في الخسائر البشرية التي أُعلنت لاحقًا، إذ أكدت طهران مقتل اثنين من كبار القادة العسكريين: الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة. وقد اعتُبر هذا التطور تحولًا خطيرًا في معادلة الردع الإقليمي.
شبّهت المحللة الأمنية بيث سانر من شبكة CNN مقتل سلامي بإقالة رئيس هيئة الأركان الأمريكية في ذروة حرب، مشيرة إلى أن إيران تواجه الآن “تهديدًا وجوديًا” قد يدفعها إلى رد “غير مسبوق”.
تغييرات عسكرية عاجلة:
سارع المرشد الأعلى علي خامنئي إلى ملء الفراغ القيادي عبر تعيين اللواء عبدالرحيم موسوي رئيسًا لهيئة الأركان، والعميد محمد باكبور قائدًا للحرس الثوري، بينما أوكل القيادة العملياتية لمقر “خاتم الأنبياء” إلى العميد علي شادماني. ووصف خامنئي الهجوم بأنه “جريمة دموية وعدوان جبان”، متوعدًا برد “قاسٍ وحاسم”.

التصعيد يتوسع

لم تمضِ ساعات حتى توسّعت العمليات الإسرائيلية، حيث أفادت تقارير باستهداف مواقع جديدة شمال غرب إيران، خصوصًا في مدينة تبريز ومناطق أخرى من محافظة أذربيجان الشرقية. كما استُهدف مصنع لإنتاج الصواريخ في شيراز جنوب البلاد، في إطار ما وصفته القناة 12 الإسرائيلية بأنه جزء من “عملية الأسد الصاعد”، وهي خطة عسكرية تهدف إلى توجيه ضربة استراتيجية شاملة للمنشآت النووية والصاروخية الإيرانية.

القدرات الجوية الإسرائيلية في قلب إيران

وفق بيانات الجيش الإسرائيلي، شاركت في العملية أكثر من 200 طائرة مقاتلة، ألقت نحو 330 ذخيرة موجهة على أكثر من 100 هدف حيوي داخل إيران، من ضمنها منشأة نطنز النووية، إحدى ركائز البرنامج النووي الإيراني.
وبينما أعلنت إيران حالة الطوارئ ونشرت وحدات الأمن والطيران الحربي في مختلف أنحاء البلاد، بدا أن المؤسسة العسكرية الإيرانية تواجه أكبر اختبار وجودي منذ سنوات، في ظل تشكيك داخلي متصاعد بقدرتها على الردع والحماية.

ردود الفعل الدولية

في أول تعليق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم التأكيد على عدم رصد أي تسرب إشعاعي حتى الآن، لكن الوكالة حذرت من خطورة استهداف منشآت نووية، واعتبرت ذلك “انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي ومعايير استخدام القوة”.
الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران يمثّل تحوّلًا حادًا في قواعد الاشتباك الإقليمي، ويضع الشرق الأوسط على حافة انفجار أمني قد يمتد خارج حدوده. وفي حين تُعدّ الخسائر التي لحقت بالقيادة العسكرية الإيرانية ضربة استراتيجية مؤلمة، فإن مسار الرد الإيراني سيكون المحدد الفعلي لما إذا كانت هذه اللحظة ستتجه نحو تصعيد شامل أو احتواء مضطرب.